منير وحسين الإمام.. الثنائية الغائبة الحاضرة
إيمان إبراهيم فهيم محطة مصر"أشيك واد في روكسي" أو في مسمى آخر حسين الإمام، حيث الموسيقى الغربية وإيقاعات الروك تخلق صورة ذهنية لشاب يمسك بالميكرفون ويرقص باندفاع شديد، بصورة لا يسعك معها إلا التفكير في طفولة إمام التي دفعته دفعا نحو الفن والموسيقى بمختلف مظاهرها.
بدأت حياته الفنية بإعجابه الشديد بالموسيقى الغربية مما دفعه للسفر لأمريكا ليعيش وسط موسيقى الـ"Rock " والـ"Blues" بصورة اكثر اندماج ويتشبع بها، ليعود متأثرا بإيقاعاتها، ويبدأ بعدها في إضافة اتجاه جديد تماما على المشهد الموسيقي المصري.
فبجانب التأليف و التمثيل و تقديم البرامج، مثلت حياة الامام الموسيقية جانب ذو طابع خاص ليس فقط لكونه الاقرب لحلمه كفنان لكن ايضا لإسهاماته التي لا يمكن وصفها الا "بالمختلفة و الجديدة " على الساحة الموسيقية في ذلك الوقت.
فمسيرة حسين في مجال التلحين الموسيقي شهدت العديد من النجاحات، اذ حصدت الكثير من اغاني الافلام التي لحنها ووزعها شهرة واسعة مثل "أزأز كابوريا"، اضافة للموسيقى التصويرية لأفلام مثل "آيس كريم في جليم، استاكوزا، امراة آيلة للسقوط "
مع ذلك فقد غاب تأثيره في مجال تلحين الاغاني المنفردة عن الاذهان رغم نجاحه بصورة كبيرة، فحسين الذي سيطرت موسيقى الروك الصاخبة على اعماله الفنية استطاع ببراعة ان يستخدم هذه الميزة ليضفي نكهة مختلفة على اغاني احد اهم الفنانين في التاريخ الغنائي المصري، فالثنائية الفنية التي كونها حسين مع منير حملت مزيج بين ثقافة حسين الموسيقية الغربية و بين الطابع الشعبي النوبي الغالب على اغاني منير،والتي بالرغم من اهميتها كثنائية فنية لم تلقى الاهتمام و التركيز الاعلامي التي تستحقه.
كان تعاون منير الاول مع الامام بالتوزيع قبل التلحين، من خلال البوم"الطول و اللون والحرية" الصادر عام 1992 الذي وزع فيه امام اغنية " الفرح شاطر" و قد استطاع ببراعة جذب كلمات الاغنية نحو موسيقى الروك اكثر من الايقاعات الشرقية التي يميل لها وجية عزيز ملحن الاغنية، ليخلق حسين بتوزيعه حالة فنية جديدة تمتزج فيها كلمات مثل
الفرح شاطر و الحزن شاطر
و البحر غادر و باقوله حاضر
و انا لسه قادر في الحزن افرح
مع روح موسيقى الامام المشبعة بثقافة الروك التي تنساب بخفة شديدة مع الإيقاعات الشرقية بصورة لم تحدث سابقا في تجربة منير الغنائية.
تكرر التعاون بين الثنائي حسين و منير في البوم "افتح قلبك" الصادر عام 1994، والذي شهد واحدة من اهم واشهر الاغاني التي لم يعرف الكثيرين ان حسين الامام هوملحنها، فأغنية " جنني طول البعاد" التي اقتحمت موسيقى التسعينات كانت واحدة من اهم تجارب الروك الممتزجة بالايقاعات النوبية الشعبية في المشهد الموسيقي المصري، و قد لاقت نجاح كبير بين جمهور منير ليس فقط بسبب كلماتها لكن بسبب الحالة التي صاحبت ألبوم " افتح قلبك " بأكمله.
كما لحن الامام اغنية "العالي عالي يابا" من كلمات الشاعرة القديرة كوثر مصطفى في نفس الالبوم، في حين كان التعاون الاخير الذي جمع حسين ومنير ضمن البوم "قلبي مساكن شعبية" انتاج عام 2001 الذي لحن فيه حسين اغنيتي "يا هل ترى" و"اخرج من البيبان"، لتصبحا بعدها من اكثر اغاني منير شهرة بين معجبيه.