بعد 76 عامًا على نهايتها.. قنابل الحرب العالمية الثانية تطارد قرية سويسرية
يارا أيمنإذا نظرت للوهلة الأولى لقرية ميثولز السويسرية، ستشعر أنها هادئة، لا يشوبها صخب العالم الخارجي، حيث يسكنها فقط 170 نسمة، إلا أنه يبدو أن تاريخ القرية المأسوي قد عاد ليطاردها.
لا تزال القرية كما البيوت القديمة، ويعيش أهالي القرية وسط الكثير من أزهار "إبرة الراعي، حيث تكون منازل القرية من بيوت ريفية خشبية تقليدية تتضمن من طابقين، وكقديم الزمان كان الطابق العلوي للمعيش والمنام، والطابق الأرضي يضم اسطبلات للمواشي.
اقرأ أيضاً
- أولمبياد طوكيو..تعرف على منافس مصر فى ربع النهائي
- البرلمان العربي يدين تفجير حافلة لاعبين كرة قدم في الصومال
- قيس سعيد : تونس فوق الجميع ولا مجال لتفجيرها من الداخل
- ترتيب مجموعة السعودية بعد نهاية الجولة الثالثة
- منتخب السعودية يودع أولمبياد طوكيو بعد الهزيمة أمام ألمانيا
- خدعة على الهواء.. مذيعة لطخت نفسها بالوحل لتظهر في دور بطولي
- تشكيل السعودية الرسمي لمواجهة ألمانيا فى أولمبياد طوكيو
- ضبط شبكتين إرهابيتين مسؤولتين عن تفجيرات مدينة الصدر العراقية
- عاجل العراق.. اعتقال الشبكة الإرهابية المسئولة عن تنفيذ تفجير الصدر
- البرلمان العربي يدين الهجوم الإرهابي على مدينة الصدر العراقية
- أول تعليق من الرئيس العراقي على انفجار مدينة الصدر
- ارتفاع ضحايا التفجير الانتحاري في العراق لـ35 قتيلا وأكثر من 60 مصابا
وقد يفسد هدوء هذا الصخب لافته علي واجهة العديد من المنازل تحمل لافتات مثل: "أعيد بنائي بسبب الرعب" أو "ما دمر في لحظة لا يمكن أن يعود"، الآن نتطلع إلى المستقبل بأمل".
وعلي الرغم من أن منازل جبال الألب يبلغ عمر أغلبها 200 أو 300 عام، ولكن حين يأتي الأمر لمنازل قرية ميثولز، تري أن جميع منازلها قد بنيت في تاريخ واحد وهو عام 1948.
وسط السكون الذي قد تشعر به لمشاهدة منازل القرية، و مناظر الطبيعة الخلابة، يقع انفجار في مستودع ذخيرة ضخم كان يقع داخل جبل يطل على القرية ميثولز، حيث يعود المستودع لمرحلة الحرب العالمية الثانية.
وكالفيلم القصير يمر ما حدث في ذاكر أحد الناجيات من الانفجار فتقول إيدا ستاينر التي تقيم في منتصف الشارع الوحيد في القرية: "كان عمري 12 عاماً، كنت أنا وأمي وجدتي نائمات، سمعنا دوي انفجار هائل، ورأينا النيران تندلع في كل مكان، وقالت أمي: علينا الخروج".
وتكمل إيدا: "ركضنا في الليل، كانت هناك ثلوج كثيفة. والدتي حملت جدتي على ظهرها".
وقع في هذا المستودع أكبر انفجار غير نووي في القرن العشرين، حيث انفجر 3000 طن من الذخيرة، في ديسمبر من عام 1947.
ومن شدة الانفجار وصل دوي الانفجار حتى بعد 160 كيلومتراً في مدينة زيورخ، لتدمر اللوحة المرسومة للمدينة فقد هدمت منازل القرية، وتحول لون الثلج إلى اللون الأسود، وأسفر الانفجار عن قتل تسعة أشخاص وأصيب عدد أكبر.
ووثقت بعض الكاميرات لحظات الانفجار، وتُظهر الصور مشاهد للمدرسة المحلية وقد انهارت جدرانها وتحطمت نوافذها وقذائف المدفعية مستقرة على طاولات الدراسة.
وقد حمل أحد جبال القرية ندبة إلى الآن، حيث دمر الانفجار جانباً كاملا منه، ولتكتمل اللوحة المرسومة للقرية بإعادة بناء المنازل المدمرة على طراز العمارة التقليدية في جبال الألب في غضون عام، وعادت الحياة كما كانت في سابق عهدها.
ولكن لا يزال شبح القلق يلوح في الأفق فلسوء الحظ قد انفجر ثلاثة آلاف طن من الذخيرة في عام 1947، ولكن بقي 3500 طن.
وإذا أرادت الدولة إزالة الأطنان المتبقية، فيتعين على أهل القرية مغادرتها، وهذا ما وصلت إليه نتيجة آخر مسح جيولوجي أجرته وزارة الدفاع السويسرية، حيث كشف المسح عن أن الذخيرة المتبقية تشكل خطراً علي سكان القرية.
يتعين على أهل القرية مغادرة منازلهم لمدة 10 سنوات، وذلك حرصًا علي حياتهم، حيث سيتم التخلص من آلاف القنابل القديمة والقذائف واحدة تلو الأخرى، لتتحول من القرية الوادعة، إلي قرية أشباح.
ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي تضطر فيها سويسرا إلى إزالة المتفجرات من الأماكن العامة، وخلال الحرب العالمية الثانية تم زرع متفجرات وألغام في العديد من الأنفاق والممرات والجسور الرئيسية في جبال الألب في محاولة لوقف أي غزو خارجي محتمل، وظلت الأمور على هذا المنوال خلال الحرب الباردة وبقيت المتفجرات في مكانها لعقود.
وشهد عام 2001، مصرع 11 شخصًا في جوتهارد جراء اندلاع حريق بسبب اصطدام شاحنتين، وبينت التحقيقات أن كميات كبيرة من المتفجرات كانت مخزنة منذ سنوات في مستودع قريب من مدخل النفق.
وراجت إشاعات وقتها أن رجال الإطفاء وبعد أن سمعوا عن المخزن كانوا مترددين في دخول النفق لإطفاء الحريق. وبعد أن تم إخماد النيران وصل أفراد من الجيش ومعهم معدات لإزالة المتفجرات والقنابل.