حكايات الليثي يكشف كواليس السندريلا و فيلم إشاعة حب
"حكايات الليثي " الكتاب الجديد للإعلامى الدكتور عمرو الليثى بمعرض الكتاب يضم أسرار ووثائق تاريخية وسجل نابض بحياة غنية بالإبداع والمبدعين العظام الذين صنعوا بهجة أيامنا ورسموا ملامح مصر الجميلة
ووثق الليثى في الكتاب انه دار يوماً حديث مطول بينه وبين عمه المنتج الكبير أو كما يُطلق عليه شيخ المنتجين جمال الليثى- رحمه الله- عن السندريلا سعاد حسنى وإشاعة حب من الحكايات اللطيفة التى سمعتها منه بداية لقائه بالفنانة سعاد حسنى، فذات يوم صادف العازف سامى حسنى يقف بسيارته أمام معهد الموسيقى ولفت نظره أن بجواره فتاة صغيرة السن جميلة بشكل ملفت للنظر، سأله عمن تكون فأخبره بأنها أخته سعاد، وسألها إذا كانت تحب العمل معه فى السينما فعرف أنها تعمل بالفعل ممثلة مع فرقة عبد الرحمن الخميسى فى المسرح وقدمها الأستاذ بركات معه لأول مرة فى فيلم «حسن ونعيمة»، سعت سعاد حسنى بعد عرض الفيلم لمعرفة رأيه فيها كممثلة فقال لها صراحة إن الإنتاج الفقير للفيلم والمناظر الفقيرة التى صور بها ظلمتها كوجه جديد، ووعدها بأن تكون البداية الحقيقية لها فى السينما فى فيلم من أفلامه، وكان هذا الفيلم هو «إشاعة حب»، فعندما رشح الأستاذ جمال الليثى سعاد حسنى للمخرج الكبير فطين عبد الوهاب لم يعترض وكان هو أيضاً من رشح الفنانة الكبيرة هند رستم فى الدور القصير الفعال فى الفيلم،
اقرأ أيضاً
واهتدى تفكيره وقتها إلى أن يستغل نجاح صديقه وزميل دراسته عادل هيكل، حارس مرمى الأهلى والفريق القومى، وشهرته فى تدعيم الفيلم، وعرض عليه دور خطيب هند المتهور الغيور، وكان عادل هيكل قبلها بأيام قد مكن الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى من الفوز على نادى بنفيكا البرتغالى الذى لاقى الأهلى وهو بطل أوروبا وفاز الأهلى بالمباراة لبراعة عادل هيكل، وكان جمال الليثى صور له فيلماً سينمائياً لمباراة الأهلى مع نادى الزمالك، وكانت بفوز الأهلى 4/ 1 واحتفظ به لكى يعرضه مع الفيلم.. وقد كانت ذكريات هذا الفيلم محفورة فى ذاكرة الأستاذ عادل هيكل ففى حوارى معه كان يتذكر تفاصيل المشاهد التى كانت بينه وبين باقى فريق العمل. وحكى لى كيف أنه قام بدفع الفنان الكبير عمر الشريف بالفعل وتسبب فى وقوعه وتمزق بنطلونه وكيف أنه لم يستوعب الفنان الكبير يوسف بك وهبى، عندما كان هناك ديالوج بينهما كان أحياناً يغير من الكلام الموجود بالسيناريو ليرفع من شأن السيناريو على حد قول كابتن عادل هيكل فتسبب ذلك فى ارتباكه لحفظه دوره وعدم استطاعته مجاراة هذا الفنان الكبير..
وبالفعل وفى اليوم الاول لعرض الفيلم أحاطت صفوف من المتفرجين- الأهلاوية بالطبع- بشباك التذاكر لكى يزيد ذلك من النجاح الأسطورى للفيلم الذى أصبح صفحة جديدة راقية للفيلم الكوميدى فى السينما المصرية.. ومن المواقف الكوميدية التى رواها لى جمال الليثى أنه ذهب مع الأستاذ فطين لعبدالسلام النابلسى وكانا معتادين السهر عنده وعندما طرقا الباب فتح الباب غاضباً وطردهما من بيته قائلاً «أمال أنا أمثل إيه لما تعملوا فيلم كوميدى وأنا مش فيه؟!»، لكنه لحقهما على السلم وصالحهما..كان إشاعة حب هو التميمة التى تزودت بها سعاد حسنى لكى تشق طريقها إلى النجومية الحقيقية.. عندما تقرر عرض الفيلم فى سينما «ستراند» فى الإسكندرية سافرت مع جمال الليثى فى سيارته لكى يحضرا حفل افتتاح الفيلم ونزلا فى فندق «وندسور» وانضم إليهما الفنان الكبير يوسف وهبى، وجلست بينهما فى «لوج» وسط السينما، وعندما أضيئت الأنوار فى نهاية العرض وقفت سعاد حسنى وهى تحس وتعرف لأول مرة فى حياتها طعم النجاح وتسمع صيحات الجماهير المعجبة بها، وحاصرتهم الجماهير لأكثر من ساعة وتسللوا من السينما بصعوبة بالغة وفى لهجته المأثورة داعبهم يوسف بك بقوله «ياللهول لقد شهدنا الليلة مولد نجمة» ومال عليها وقبل خدها قبلة أبوية حقيقية، وفى تلك الليلة تناولوا العشاء وقضوا السهرة فى ملهى «سانتا لوتشيا» وكانت الفرقة الموسيقية تقدم المغنى «برونو»، شقيق المطربة الكبيرة «داليدا»، فى أغنية «فرانكوآراب» مشهورة وهى «يامصطفى يامصطفى» وفاجأتهم سعاد حسنى وقفزت للبيست ورقصت بموهبة تضاهى مواهب تحية كاريوكا وسامية جمال واستمرت السهرة حتى الفجر وعادوا للفندق وكانت فى قمة الانتعاش والسعادة
وقالت لجمال الليثى وهم يجلسون فى بهو الفندق «مش عايزة أنام.. عايزة أرجع مصر دلوقتى»، وبالفعل لم يمض نصف ساعة حتى كانوا يقطعون الطريق الصحراوى عائدين للقاهرة وكانت تدندن أغنية «برونو»، وعندما توقفوا فى الطريق قامت بعمل اتصال تليفونى وأدارت رقماً وبدأت تتحدث «إنت نايم يا حليم؟.. بارك لى.. أنا نجحت يا حليم.. الناس حاصرونى فى ستراند وهربت منهم بالعافية.. فوق يا أستاذ.. أنا باتفرج على شروق الشمس فى الطريق الصحراوى راجعة مع جمال الليثى فى عربيته» وعرف وقتها جمال الليثى كما حكى لى أن هناك ثمة صداقة قوية تربط بين سعاد حسنى وعبدالحليم حافظ، وكانت ثمة شائعات فى الوسط أن عبدالحليم حافظ قد أحب سعاد حسنى وتزوجها، وكان جمال الليثى يؤكد لى أن هذا لم يحدث.