«الطفل الباكي».. سر اللوحة التي تحولت إلى لعنة
يارا أيمنتعود هذه اللوحة إلى قصة أدت لشهرتها، في الستينات و تحديدًا عام 1969 في مدريد، جلس أحد الرسامين يدعي برونو أماديو، الشهير بـ" جيوفاني براغولين"، يكمل أحد لوحاته، و إذا به يسمع صوت بكاء و نشيج متقطع، وعندما ذهب لشرفة غرفته ليتقصي أثر ما يجري، وجد طفلًا ظهرت ملابسه بالية، يجلس أمام باب أحد الحانات، ولا يكف عن البكاء، فنادي على الصبي ليسأله عن ما به ولكن الصبي ظل ينظر إلية ويبكي.
شعر أماديو بالشفقة ناحية الصبي، فاصطحبه إلى ورشته ماديو الذي أخذته الشفقة على الصبي اصطحبه إلى ورشته وقام بإطعامه، ثم رسم له لوحة.
اقرأ أيضاً
- فوائد مذهلة للاستيقاظ المبكر على صحة الإنسان
- «تحمي من التجاعيد وتزيل المكياج».. فوائد ماء الورد للبشرة
- نيابة المقطم تأمر بتشريح جثة مسن مجهول الهوية
- أكاديمية الشرطة تستقبل وفدًا طلابيًا من كليات الحقوق
- وجبة شهية في الدول الساحلية.. 10 معلومات مذهلة عن الأخطبوط
- بدء إنتاج أول مليون جرعة من اللقاح المصري .. كل ماتريد معرفته عن فاكسيرا سينوفاك
- «مش عارفة أعيش».. مطربة شهيرة وقعت فريسة لمنتج وهمي طلب تنازلات على سناب شات
- الحكم على سما المصري في سب مرتضى منصور 27 يوليو
- ضبط عصابة للتنقيب عن أثار بحوزتهم خام الذهب في أسوان
- احتفالاً بذكرى ثورة 30 يونيو.. وزارة الداخلية تفتتح مقرات جديدة لسجلات الأحوال المدنية
- ضبط 120 طربة حشيش في منيا القمح
- سحب 4329 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة
تكررت زيارة الصبي لأماديو بعد ذلك مرارا، و أستغل أماديو ذلك ورسم له لوحات عديدة، ولكن الغريب في أمر الصبي أنه وطوال تلك الزيارات لم يتوقّف عن البكاء كما لم يتفوه بكلمة.
وبعد وقت قصير من علاقة أماديو بالصبي ، زاره أحد الكهنة المحليين وظهر الكاهن في حالة ارتباك واضح، كان الكاهن قد رأى الصورة التي رسمها الفنان للصبي وسرد له المعلومات التي لديه عن الصبي، قال له أن اسمه "دون بونيللو" وانه يهيم في الشوارع بعد ما هرب من منزله بعد أن رأى والده يتفحم حتى الموت عندما نشب حريق بيتهم، وقد نصح الكاهن أماديو بأن يبتعد عن الصبي، لأنه أينما ذهب تسب النار في إثره كما النار في الهشيم، شعر أماديو بالرعب حقيقة أن رجلا متدينا ومن هو من ينصحه بأن يدير ظهره لصبي يتيم، وهو احق أن يشجعه على ذلك، و لكن أماديو قرر أن يتجاهل ما أتى به الكاهن من نصيحة و هم إلى تبني الصبي بعد ذلك بوقت قصير.
وفي الأشهر التالية بيعت نسخ كثيرة من البورتريه على نطاق واسع وكبير في طول وعرض أوروبا وأصبح الرسام ثريا جدا. ويقال أن الرسام والصبي عاشا حياة مريحة بفضل نجاح اللوحة. واستمر كل شيء على ما يرام إلى أن عاد الرسام إلى بيته ذات يوم ليفاجأ بأن بيته وورشته احترقا عن آخرهما وسويا بالأرض. ونتيجة لذلك تدمرت حياة الفنان ثم لم تلبث أصابع الاتهام أن وجهت إلى الصبي بونيللو الذي اتهمه الرسام بإشعال حريق متعمد في بيته. غير أن الصبي هرب من البيت ولم يره أحد بعد ذلك أبدا.
لم يسمع أحد عن الصبي، حتى أماديو نفسه لم يسمع عنه، و في أحد الأيام من عام 1976 انتشر نبأ عن حادث سيارة رهيب وقع في أحد ضواحي مدينة برشلونة، ارتطمت سيارة بجدار خرساني بينما كانت تسير بسرعة جنونية لتتحول إلى كرة ملتهبة من النار لدرجة جعلت جثة السائق تحترق وتشوهت مما جعل التعرف علي هوية السائق مستحيلًا، إلى أن نجح المحققون من جزء من رخصة القيادة التي كانت في حجرة القفّازات بالسيارة، واتضح أن السائق كان شابا يبلغ من العمر تسعة عشر عاما و يدعي دون بونيللو.
والغريب أنه بعد مرور فترة قصيرة على الحادث وردت تقارير صحفية كثيرة عن حوادث اشتعال النيران بصورة مفاجئة، في العديد من أنحاء أوروبا.
وما جعل القصة تنخذ جانب من الغرابة أنه لم يتم العثور على أي سجلات في برشلونة تشير إلى موت شاب باسم دون بونيللو في حادث سيارة، ولم يُعثر على أي سجلات عن وجود فنان احترق بيته باسم برونو أماديو أو جيوفاني براغولين، وما كان صادمًا هو عدم وجود أدلة تشير إلي وجود صبي باسم دون بونيللو، أو عن كونة الموديل الذي استخدم في رسم لوحة الصبي الباكي.
لاحظ الكثيرون أن البورتريهات المنسوبة لـ أماديو والتي صور فيها أطفالا يبكون هي لأطفال مختلفي الأعمار والملامح، و من الممكن أن يكون بونيللو أحدهم وقد لا يكون أيا منهم، ويقال أن هناك 28 صورة مختلفة وكلها تحمل نفس الاسم، " الصبي الباكي".
ومن الجدير بالذكر أنه في عام 2006 أسس مجموعة من الطلاب الهولنديين ناديا للمعجبين بلوحة الصبي الباكي، و أرادو جمع نسخ اللوحات 28، ووضعها في موقع اليكتروني قامو بانشائه، لكن الغريب جاء عندما اختفى الموقع بسرعة بعد ان تم إنشاؤة، ولا أحد يعرف ما الذي حل بأصحابه.
و في الرابع من سبتمبر لعام 1985، نشرت صحيفة ذا صن البريطانية بأن هناك رجل إطفاء يدعي وجود نسخًا غير محترقة من اللوحة في الكثير من البيوت المحترقة، وبعد فترة قامت صحيفة الصن، وعدد آخر من صحف التابلويد بنشر سلسلة من التحقيقات حول أناس كان يمتلكون اللوحة وتعرضوا لاحتراق منازلهم. إلى أن كشف دكتور ديفيد كلارك أحد الباحثين و الكتاب عام 2007 ، أن هذه المزاعم غير صحيحة وأنها مجرد فرقعة من أحد محرري جريدة ذا صن.
وإليكم بعض الصور للوحة: