بالفيديو والصور... موسيقيات استثنائيات على غرار ”كوكب الشرق”

صاحبة العصمة، سيدة الغناء العربي و قيثارة الشرق.. 3 ألقاب دارجة لا تمثل الربع من ما حازته أم كلثوم من ألقاب ومسميات عدة على مدار تاريخها الفني البالغ الثراء، لكن في الوقت الذي ينظر فيه لأم كلثوم على أنها فنانة أمة التي لن تتكرر، مازال محبيها يتسائلون عن ما إذا كان الفن العربي قادر على تكرار نموذج بقوة وتربع "كوب الشرق" على عرش الغناء، حتى بعد رحيلها بعقود من الزمن.

 

هل يعزي محبي أم كلثوم حقيقة عدم امتلاك أحدهم لـ"صكوك الفن"؟، أم أن الرؤية بزاوية حادة مغلقة على الثقافة العربية وحدها أغفلت وجود نماذج بحجم وقيمة "كوكب الشرق" لكن في ثقافات أخرى؟

 

"محطة مصر"، يعرض لكم قائمة تضم موسيقيات استثنائيات أثروا في ثقافاتهم، وحفروا أسماءً لا تقل قيمة أو وزنًا عن مكانة قيثارة الشرق في قلوب محبيها.

 

- لاتا مانجيشكار

تعتبر لاتا مانجيشكار، المغنية الهندية البالغة من العمر 92 عامًا، من أعظم من مر في تاريخ الفن الهندي منذ عقود، فبينما بدأت مانجيشكار الغناء بشكلٍ رسمي 1942 في الأفلام الهندية، تمكنت من التربع على عرش الغناء الهندي لمدة 6 عقود كاملة، غنت فيها أكثر من ألف أغنية لمختلف الأفلام الهندية، مع تقديرات تترواح بأدائها لـ50 الف أغنية مسجلة بما دفع العديدين للدعوة لإدراجها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كواحدة من أكبر فنانات العالم تاريخًا، إذ تمكنت مانجيشكار من أن تذيب بصوتها الفوارق بين ملايين الهنود بمختلف لغاتهم وخلفياتهم الثقافية المتنوعة، من خلال أغانيها التي تنوعت بين 20 لغة إقليمية من لغات الهند ذات الـ280 لغة، ليمثل صوت لاتا موسيقي تصويرية للواقع الهندي بكل تفاصيله منذ حقبة الأربعينيات و حتى الآن.

 

 

- انجيليك كيدكو

حفرت المغنية وكاتبة الأغاني البنينية انجيليك اسمها في التاريخ الفني للقارة كملكة الموسيقى الإفريقية بلا منازع، كما وصفتها جريدة الـ"ديلي تلجراف"، منذ بدايتها الأولى بعدما اقتحمت الأوساط الفنية بموسيقاها المتنوعة ما بين الجاز والبوب الإفريقي، وحتى موسيقى الأفرو بيت وغيرها.

 

لم تتوج مسيرتها كيدكو الفنية فقط بحصولها على جائزتي كريستال وجرامي، وإنما حازت على القاب، مثل: مغنية إفريقيا الأولى، بواسطة مجلة "التايم" نتيجة لتأثيرها في الموسيقى الإفريقية، كما صنفت كيدكو في المرتبة الأولى في قائمة "أكثر 40 شخصية شهيرة مؤثرة في إفريقيا"، تقديرًا لدور فنها في إثراء الثقافة الإفريقية بصورة عظيمة.

 

 

- لي سون هي

 

يطلق على المغنية و كاتبة الأغاني الكورية الجنوبية- لي سون هي- لقب "مغنية كوريا القومية"، لما يمثله صوتها من ارتباط وتعبير عن الثقافة الكورية الوطنية، وقد مثلت قدرتها الصوتية الخلابة الدافع الأكبر لتحقيق شعبيتها الهائلة ونجاحها التجاري الكبير، حتى حقق ألبوماتها أعلى المبيعات في حقبة التسعينات.

 

حصلت "سون هي"، عدة جواز من الحكومة الكورية، تقديرًا لدورها في إثراء الثقافة وتشكيل وعي جيل بأكمله بفنها وأغانيها الخالدة، حتى ظهرت متلازمة "سون هي" التي قلدت فيها الفتيات ملبس و قصة شعر "سون هي"،  وقد شهد تاريخها الفني الممتد لأكثر من 30 عامًا 15 ألبومًا غنائيا كاملاً، إضافة لعشرات الأغاني المنفردة في الأفلام والمسلسلات الكورية.

 

 

- ميريام ماكيبا

 

بدأت ماكيبا الملقبة بـ"أم إفريقيا"، مسيرتها الفنية في خمسينات القرن الماضي، لشقت أسطورة الغناء الجنوب إفريقية أوساط الشهرة بسرعة شديدة بأغانيها التي تناولت قضايا ضاربة في العمق الإفريقي، إذ غنت عن المضطهدين ونظام الفصل العنصري والقمع في جنوب إفريقيا، وكان فن ماكيبا- التي لم تغن إلا الحقيقة- الداعم للحرية هو مادفع السلطات لنفيها خارج البلاد، ليتزامن الفصل الجديد من حياتها مع موسيقاها الجديدة التي جمعت بين الأمل والألم للخروج من وطنها.

 

توفيت "السيدة الأولى للغناء في جنوب غفريقيا"، كما وصفها مانديلا في رثائه لها عن عمر يناهز 76 عامًا، ليظل فن ماكيبا، معبرًا عن احد أهم الأصوات العالمية على مدار التاريخ.

 

 

- تيريزا تينج

 

يصف البعض شهرة المغنية الآسيوية تينج بالأسطورية، فبعد أن بدأت مسيرتها الفنية عام 1960، اكتسبت أغاني تينج شهرة طاغية في فترة الثمانينيات بين الجمهور الصيني والياباني، وإضافة إلى اعتنائها الشديد بانتقاء كلمات الأغاني الشعرية، قد أرجع الجزء الأكبر من عبقريتها إلى أسلوب الغناء الأقرب للروائي الذي كانت تتبعه.

 

ظلت تينج متربعة على عرش الصدارة في الأوساط الآسيوية بلا منافس حتى وفاتها عام 1995، التي و للقدر لم تكتب نهاية شغبية تينج الآخذة في التصاعد بين محبي الفن الآسيوي على اختلاف جنسياتهم، حتى وصل إجمالي مبيعات ألبوماتها إلى 3 ملايين نسخة بعد وفاتها.

 

 

- سيزين آكسو

ما بين الغناء والتلحين والتأليف لمدة أربعين عامًا كاملة، تنقلت الأسطورة التركية سيزين اكسو ببراعة تفوق الوصف، ليمثل فنها رابط وصل بين الأصالة الشرقية وموسيقي البوب الغربية، بما دفعها للتربع على عرش الغناء في تركيا لربع قرن كاملة.

 

لم يكن صوت آكسو هو وحدة ما أكسبها احترام الجماهير، وإنما أيضًا رغبتها الصادقة لاستثمار فنها في إذابة الفروق العرقية بين الأجناس على اختلافها، إذ تنوعت موسيقاها لتشمل التراث التركي و الآرمني والكردي،  وحتى موسيقى البلقان حتى اصبح صوتها تأكيدًا على الهوية العالمية الجامعة لكل الأطياف بلا تفرقة، كما يوصف صوت سيزين الذهبي بقدرته الفائقة على بناء عوالم كاملة للمستمعين مابين الحزن، والفرح، والعتاب، والألم حتى لقبت بـ"صوت إسطنبول"، لما يحملها صوتها من تفاصيل الأصالة والحداثة التي قد تربك المستمعيمن أحيانًا تمامًا كمدينة إسنطبول.

 

 

- مرسيدس سوسا

 

لا تعتبر الأرجنتينية مرسيدس سوسا، أرفع ايقونة للفلكلورالأرجنتيني فقط، وإنما مازالت الجماهير الكاريبية حتى اليوم تنظر لها كأهم مغنية أرجنتينية في التاريخ، فقد حفلت المسيرة الفنية لسوسا بأربعين ألبومًا متنوعًا سجلتهم بصوتها، كما تتخلى سوسا طوال رحلتها الفنية عن مبدأها الأهم، وهو أن يحمل فنها ما يعبر عن الحياة الشعبية للمواطن الأرجنتيني.

 

لم يكن تراث سوسا الخصب محط اهتمام المستمعين لمعانيه الدافئة والعميقة فقط، وإنما أيضًا لتوغله بصورة واضحة داخل العوالم شديدة الخصوصية لمواطني الأرجنتين وثقافتهم الخاصة، وهو ما أكسبها لقب "صوت الأرض"، تعبيرًا عن دور فنها في تقديم دواخل الثقافة الأرجنتينية بتفاصيلها الثقافية الذاخرة للعالم أجمع، حتى جذبت أنظار مواطني أمريكا الجنوبية بأكملها.

 

حازت سوسا على عدة القاب أخرى طوال حياتها، منها: السمراء، الذي كان يعبر عن قربها الشديد من ثقافة أمريكا الجنوبية بهيئتها وفنها، إضافة إلى ان دورها الواضح في النضال ضد الفقر، والقمع، من أجل استجلاب الحرية لمواطني للشعب الأرجنتيني، هو ما جعل الإعلام يطلق عليها مسمى " صوت الأغلبية الصامتة" في الأرجنتين.