من منا لا يعرف ”أدهم الشرقاوي”؟.. سعد الدين وهبة ضابط بدرجة سيناريست كبير
دينا عادلواحد من أهم الكتاب المسرحيين في مصر والوطن العربي، قدم العديد من المسرحيات الهامة في ستينيات القرن الماضي، ولمع اسمه وأصبح واحد من أقوى مؤلفين المسرح.. إنه السيناريست العبقري سعد الدين وهبة، الذي يحل اليوم الرابع من فبراير ذكرى ميلاده.
نشأته ودراسته
ولد محمد سعد الدين وهبة في 4 فبراير 1925 في مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، وتخرج من أكاديمية الشرطة عام 1949 وعمل لفترة ضابطا بالشرطة، ثم تخرج من جامعة الإسكندرية كلية الآداب قسم الفلسفة عام 1956.
أهم أعماله
جذبت السينما سعد الدين وهبة، فبدأ يكتب السيناريو والحوار لروايات أدبية استطاع موهبته أن يحولها إلى أعمال سينمائية رائعة، وكان فيلم "زقاق المدق" المأخوذ عن رواية الكاتب العالمي نجيب محفوظ أول فيلم يكتب سيناريو وحوار له في عام 1963، وكان من إخراج حسن الإمام وبطولة شادية وحسن يوسف وسامية جمال.
ثم كتب بعده في نفس العام سيناريو وحوار فيلم "عروس النيل" بمشاركة السيناريست كامل يوسف، وكان الفيلم من فكرة الفنانة لبنى عبد العزيز، وشاركها في البطولة رشدي أباظة وعبد المنعم إبراهيم وشويكار، وأخرجه فطين عبد الوهاب.
وبعد ذلك قام وهبة في عام 1964 بتحويل رواية "أدهم الشرقاوي" للكاتب زكريا الحجاوي إلى فيلم سينمائي، وكتب سيناريو وحوار رائعين لهذا الفيلم الذي يسرد حياة البطل الشعبي الذي ظل يناضل ضد الاحتلال البريطاني ليدفع الظلم عن أهالي قريته، وكان الفيلم من إخراج حسام الدين مصطفى وبطولة عبد الله غيث وسميحة أيوب.
كما كتب سعد الدين وهبة سيناريو وحوار رواية "الحرام"، والتي تعد من واحدة من أفضل كتابات الكاتب المصري يوسف إدريس، وقدمت كفيلم سينمائي في عام 1965.
وقام بكتابة السيناريو والحوار لمجموعة أخرى من الأفلام السينمائية والأعمال التليفزيونية مثل: مراتي مدير عام، والزوجة الثانية، وأرض النفاق، كما قدم العديد من المسرحيات مثل: سكة السلامة، والسبنسة، وكفر البطيخ، وكوبري الناموس، والحيطة بتتكلم، ورأس العش.
أهم ما يميز مسرحياته
كان أهم ما يميز مسرحيات سعد الدين وهبة قبل هزيمة 1967، أنه مضى على خطى توفيق الحكيم في "يوميات نائب في الأرياف"، حيث استمد وقائع مسرحياته من حياة القرى التي كلن متأثر بها بسبب نشأته في قرية دميرة، كما أن عمله كضابط كان يجعله يتنقل بين القرى ويحتك بسكانها.
وكان أيضا يشبه نجيب محفوظ في مرحلة ما قبل "اللص والكلاب"، حيث اهتم بحياة القرية قبل الثورة، فكان يهدف إلى تعرية الفساد السياسي والحكومي الذي كان سببا من أسباب اندلاع الثورة.
المناصب التي شغلها
تقلد سعد الدين وهبة العديد من المناصب والوظائف، فقد عمل بالصحافة من عام 1954 وحتى عام 1964، وشغل منصب رئيس تحرير جريدة الجمهورية من عام 1958وحتى عام 1964، كما عمل كاتباً غير متفرغ بالأهرام من عام 1992، وعمل في وزارة الثقافة من عام 1964 وحتى عام 1980.
كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي، ورئيس مجلس إدارة دار الكتاب العربي، ورئيس مجلس إدارة هيئة الفنون، ووكيل وزارة الثقافة للعلاقات الخارجية، ووكيل أول وزارة الثقافة الجماهيرية، وسكرتير المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.
الجوائز التي حصل عليها
حصل وهبة على وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة في عام 1965، ووسام جوقة الشرف الفرنسي من درجة ضابط عام 1976، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1985، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1990، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1988.
وقد قال سعد الدين وهبة خلال لقاء تليفزيوني مصور أنه برغم ترحيبه بثورة 23 يوليو، إلا أنه عارض وانتقد الثورة في 4 نصوص مسرحية من تأليف مثل مسرحية "سكة السلامة"، وأضاف أنه بعد هزيمة عام 1967 حدث هبوط أدبي وتراجع ثقافي لفترة نتيجة ما حدث.