في ذكرى رحيلها...لماذا أصبحت كوكب الشرق ”أيقونة” الموضة الكلاسيكية؟
دينا عادللم تبدع فقط أم كلثوم بصوتها المميز في الغناء، ولكنها تميزت أيضًا بذوقها الخاص في اختيار تصاميم فساتينها الخاصة دون أن تقلد أي تصميم آخر أو تعيد تصميم فستانًا أعجبها على إحدى الفنانات.
لهذا حصلت أم كلثوم على لقب آخر بجانب "كوكب الشرق"، وهو "أيقونة الموضة الكلاسيكية"، كما أنها في منتصف الخمسينات نالت لقب واحدة من أشهر 10 سيدات أنيقات في العالم العربي.
أم كلثوم أيقونة الموضة الكلاسيكية
الفساتين:
خزانة أم كلثوم تحوي العديد من الاستيلات المختلفة من الفساتين بمختلف الألوان، فكانت تهتم أيضًا بإطلالتها على المسرح بجانب اهتمامها بالأغنية التي ستغنيها وتطرب بها الجمهور.
فتقول فاسو، مصممة الأزياء الخاصة بأم كلثوم، إن "كوكب الشرق" كانت تختار لون الفستان الذي سترتديه على المسرح والقماش أيضًا، وفقًا لكلمات الأغنية التي ستغنيها وإحساسها بها.
كما كانت تختار ذوق الفستان على ذوقها الخاص دون الاستعانة بأحد، ولم تقلد أي فكرة فستان شاهدته في إحدى المجلات، كما كانت تفضل اللون الأخضر، والأحمر، والبني، والبيج.
البيج من الألوان المفضلة لأم كلثوم
أما عن الأقمشة التي كانت تفضلها أم كلثوم وتعتمد عليها في تصميم فساتينها فهي الدانتيل والجبير والشيفون والقطيفة، وكانت دائمًا تختار التصاميم بعناية شديدة لتكون محتشمة وتليق بمكانتها في قلوب جمهورها.
الإكسسوارات:
كانت كوكب الشرق تكمل أناقة إطلالتها ببعض المجوهرات الماسية الفاخرة، بالإضافة إلى نظارتها الخاصة الشهيرة المرصعة بحبات الألماس التي بدأت ارتدائها منذ الثلاثينات، بسبب إصابتها بمشاكل فى الغدة الدرقية تسببت في جحوظ عينيها والتهاب مزمن في العين تضاعفه الأضواء الشديدة التي تعيش فيها "أم كلثوم" فاضطرت لارتداء نظارة سوداء غالبية الأوقات، ولا تزال هذه النضارة معروضة في متحف المنيل حتى الآن.
أما عن منديلها الذي اشتهرت به فهو أيضًا ورائه سر كشفته أم كلثوم لأول مرة في عام 1967، حيث قالت إنها في كل مرة تواجه فيها الجمهور تشعر بالخوف الذي يتأرجح بين الحب والاحترام للجمهور وإصرارها على المستوى الذي تقدمه فتتصبب عرقًا، لذلك تحتفظ بالمنديل كي تجفف به عرقها، وتفرغ فيه انفعالاتها.
كوكب الشرق بمنديلها المفضل
وكان من أشهر إكسسواراتها التب تحرص على ارتدائها دائمًا البروش على شكل "هلال"، والذي يتكون من 356 فصًا من الماس، وقد أهدته الشيخة منيرة الهلال، حرم الشيخ دعيج السلمان الصباح، لأم كلثوم، واشترته من صائغ كويتي محله لا يزال موجودًا حتى الآن باسم "مجوهرات الفارس".
البروش الهلالي
أما عقدها المفضل المصنوع من اللؤلؤ فقد أهداه لها الشيخ زايد، رئيس دولة الإمارات الراحل، فهو مكون من 1888 حبة من اللؤلؤ، ويعود تاريخه إلى القرن الـ19 وتمت صناعته يدويًا في شمال الهند، وتم طرحه للبيع في مزاد أقامته دار "كريستيز" للمزادات في إبريل عام 2008.
وكانت تفضل بشكل خاص القرط الضخم المتدلي الذي يشبه العنقود، والذي ارتبط باسمها حتى أنه أصبح يعرف باسم "حلق أم كلثوم"، ويتم تقليده الآن في موديلات الكثير من الإكسسوارات.
أم كلثوم ترتدي قرطها المفضل
ولم تتكلف أم كلثوم بوضع المكياج لتكمل أناقتها، وبالنسبة لشعرها فكانت أغلب الوقت تفضل جعله مرفوعا لأعلى، حتى يبرز جمال ملامحها، ولتخطف أنظار جمهورها وتكن أيقونة لأبناء جيلها والأجيال الأخرى في عالم الموضة.
المزادات:
وقد تركت أم كلثوم فن باق في قلوب محبيها الذين عاشوا معها ومع صوتها أحلى الذكريات، مما جعلهم يحرصون على اقتناء أشياء تخصها، ويتهافتون لشراء منديل أو نظارة كانت تستعملها ليلمسوا فيهم روحها وفنها.
وبالفعل عرضت متعلقات أم كلثوم بمزاد علني بالقاهرة عام 1999، وشمل المازاد نظارتها السوداء ومنديل أحمر مصنوع من الشيفون، وتم بيعهما بمبلغ 5.5 مليون دولار.