بسبب كورونا....العالم على شفا كارثة اخلاقية عالمية
إيمان إبراهيم فهيم
قال ،رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس ان العالم على شفا فشل أخلاقي كارثي، وسوف يتم دفع ثمن هذا الفشل من خلال الأرواح و سبل العمل لدي سكان افقر بلدان العالم، مرجعا ذلك الى سياسة "انا اولا" التي تتبعها الدول المنتجة للقاحات، والتي ستكون هزيمة ذاتية للانسانية لأنها سترفع الأسعار وتشجع على التخزين.
وأضاف ان هذه الإجراءات ستؤدي الى اطالة أمد الوباء، والقيود اللازمة لاحتوائه، والمعاناة الإنسانية والاقتصادية.
ففي الوقت الذي بدأت اللقاحات فيه في الاتجاه نحو 10 ملايين لقاح تم توزيعها في الدول الغنية، لم تحصل الدول ذات الدخل المنخفض على اعداد مكافئة او حتى قريبة من هذا العدد، و يرجع المراقبون العالميون السبب الى ان معظم اللقاحات تم تصنيعها بواسطة الدول الغنية،
فحتى الآن، طورت كل من الصين والهند وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لقاحات كورونا، وقد اعطت جميع هذه الدول تقريبًا الأولوية للتوزيع على سكانها.
ففي مقابل كندا التي صرح رئيس وزرائها جاستن ترودو عن امتلاك البلاد ما يكفي من اللقاحات لتحصين كل مواطن 5 مرات بإجمالي 80 مليون لقاح ستحصل عليهم كندا عام 2021، مازالت دول قارة امريكا الجنوبية التى تضم ربع اجمالي وفيات كورونا عالميا تعاني من الضعف و البطء الشديد في تلقي اللقاحات بما يضع مقدمي الرعاية الصحية في مواجهة الوباء بدون رحمة.
في نفس الوقت الذي دفع فيه الدخل القومي المنخفض لدول مثل بوليفيا، فنزويلا و الارجنتين الى الموافقة على تلقي لقاح "سبوتنيك V" رغم عدم استكمال التجارب المعملية الخاصة باللقاح.
"كوفاكس " أمل الشعوب الافقر
لجأت الدول منخفضة الدخل الى المنقذ الاخير "كوفاكس" و هي مبادرة عالمية تشارك فيها منظمة الصحة العالمية بهدف إتاحة 2 مليون جرعة من لقاح كورونا مجانا للدول ذات الدخل المنخفض و الافقر.
وبالرغم من وجود مبادرات عالمية لدعمها ،الا انها تواجه مأزق عدم وجود العدد الكافي من اللقاحات المتاح للشراء، بعد اتجاه الدولة المنتجة للقاحات لإعطاء مواطنيها اولا.
و بناء على سياسة "انا اولا" التي تتبعها الدول المنتجة للقاحات، بدأت اغلب الدول في اتباع استراتيجيات خاصة بها للحصول على جرعات من اللقاح لحماية شعبها، حيث اتبعت غينيا سياسة الايدي العاملة مقابل اللقاح، وركزت على تقديم العمالة اللازمة لانتاج اللقاحات و الادوية مقابل الحصول على حصتها من لقاحات كورونا .
في نفس الوقت اتجهت اندونيسيا للتغلب على قلة عدد اللقاحات التي يمكن للحكومة الحصول عليها من خلال سياسة تلقيح الاصغر سنا اولا لانهم الاكثر نقلا للعدوى في مقابل ارجاء الاكبر سنا حتى يتاح عدد اكبر من اللقاحات.
في الوقت الذي اتجه الاتحاد الافريقي للتوقيع على اتفاقيات لتوفير 270 مليون جرعة من اللقاح لمواطنين افريقيا، التي تضم اكثر من مليار نسمة .