”ترويقة العيد قربت”.. بشرى للأمهات تنظيف المنزل يحمي من الخرف
محطة مصرتعاني العديد من السيدات، وبالتحديد الأمهات وربات البيوت، من حمل ترتيب المنزل وفرشه وتنظيمه قبل حلول عيد الفطر المبارك، خاصة وأن معظم المنازل تكون مهملة خلال شهر رمضان الكريم، والذي يقل فيه المجهود، وتتزاحم العبادات خلال يومه القصير فلا تترك بذلك وقتا للاهتمام بالمنزل أو تنظيفه، ولكن ما لا تعرفه تلك السيدات أن تنظيف المنزل يحمي من الأمراض.
أوضحت دراسة كندية حديثة، أن التنظيف والترتيب والطهي والقيام بالأعمال المنزلية عموما، والشاق منها تحديدا، يعزز من تقليل فرص الإصابة بالأمراض مثل هشاشة العظام، او خشونة المفاصل، أو خمول الأعضاء الداخلية كالكبد، ولكن تأثير تلك الأعمال بدا قويا أكثر على نمو القدرات الإدراكية، ومنح العقل البشري عمرا أطول وذاكرة أقوى.
كما توصلت الدراسة إلى أن الأعمال المنزلية البسيطة يمكن أن تساعد في منع الخرف من خلال زيادة حجم الدماغ، كما وجد العلماء أيضا أن كبار السن الذين أمضوا وقتا طويلا في الأعمال المنزلية، كانوا أقل عرضة للإصابة بعدد من الأمراض وأبرزها الخرف.
ويعد الخرف مصطلحا شاملا، يستخدم في سبيل وصف مجموعة من الأعراض التي تتميز بالتغيرات السلوكية والتدهور التدريجي للقدرات المعرفية والاجتماعية والعقلية، كالنسيان وعدم القدرة على تكوين خطاب أو حديث مفيد، فقدان الواقع، وغيرها من الأعراض.
كما هو معهود، أن المواظبة على القيام بالأنشطة البدنية المفيدة، والتي يعد ممارسة الرياضة أبرزها، يعزز من صحة الدماغ والعقل، ولكن الغريب والذي أدهش الباحثون في هذه الدراسة، هو العلاقة الرابطة بين صحة الدماغ والأنشطة المنزلية كالتنظيف، الأمر الذي أجبرهم على تسليط الضوء على فوائد الأعمال المنزلية.
ومن خلال دراسة وتجربة، أجراها الباحثون على مجموعة مكونة من 66 سيدة، من كبار السن الأصحاء عقليا، تتراوح أعمارهم بين 65 و 85 عاما، وقد حضر المشاركون ثلاث زيارات تقييمية في مستشفى Baycrest في تورنتو، كان من ضمنهم، التقييم الصحي وتصوير الدماغ الهيكلي والتقييم المعرفي.
وبوضع التمارين البدنية ولرياضية كالجري مثلا جانبا، وجد الباحثون أن كبار السن الذين أمضوا وقتا طويلا في المشاركة في مثل هذه الأنشطة المنزلية كالتنظيف أو غسيل الملابس أو طهي الطعام، كانوا يمتلكون حجما أكبر للدماغ، ولوحظ الاختلاف في الحجم في منطقة الحُصين، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في الذاكرة والتعلم، والفص الجبهي الذي يشارك في العديد من جوانب الإدراك.
وجاءت تفسيرات العلماء لفوائد النشاط البدني المنزلي على صحة الدماغ، في نقطتين، هما:
1) يؤدي الانشغال في الأعمال المنزلية إلى تعزيز تكوين اتصالات عصبية جديدة في الدماغ بمرور الوقت، حتى مع تقدمنا في العمر.
2) ترتبط صحة القلب ارتباطا وثيقا بصحة الدماغ، ويمكن أن يكون للأعمال المنزلية تأثير مماثل على القلب والأوعية الدموية، مما يعمل على تدفق الدم وتجديده، ومن ثم تقوية الدماغ.