مقال من السبعينات
رأي صادم من الدكتور مصطفى محمود فيما يقدمه «التلفزيون» برمضان
في رمضان من كل عام يبدأ السباق بين الإذاعة والتلفزيون لتقديم العديد من المسلسلات والبرامج الخفيفة والفوازير، مع معدة تمتلىء عادة بما لذ وطاب من الطعام والشراب بعد آذان المغرب.
وفيما يلي يقدم موقع "محطة مصر" مقالا حول رأى الدكتور مصطفى محمود فيما يقدمه التلفزيون المصري في رمضان، من مجلة الكواكب بالعدد 1411 في الـ15 من أغسطس 1987.
- سباق بين البرامج والمسلسلات
عبر الدكتور الراحل مصطفى محمود، عن رأيه متعجبا كيفية قدرة معدة متخمة بالطعام على استيعاب كل هذا الكم من البرامج المستمرعرضها لمدة 30 ليلة على مدار الشهر، على الرغم مما يحتاجه الصائم في هذا الشهر أكثر من أى وقت لزهد العين والأذن والفؤاد من كل هذا الحشد حتى يتفرغ للصوم والعبادة.
- طريقة جديدة للصوم
وأوضح الدكتور حينها، أن الغالبية العظمي من الناس تتبع طريقة أخرى في الصيام وهي النوم طوال النهار ومن ثم الاستيقاظ بمجرد سماع المغرب من أجل الإفطار، ومن ثم تكملة اليوم والسهر حتى ما بعد الفجر، في الوقت الذي يجب أن يفيق فيه الإنسان في رمضان من الغفلة والجرى وراء الشهوات وجوع البطن وجوع الغريزة، ويبدأ منذ أول يوم في هذا الشهر في احياء عقله مجددا.
- شهرا للأكل وليس للصوم
وذكر الدكتور مصطفى محمود أن أغلب المصريين يعتبرون شهر رمضان شهرا للأكل فقط، ويلاحظ استعدادت المحال قبل قدوم الشهر في توفير السلع الغذائية ومنتجات اللحوم البلدي منها والمستورد، والسكر والزيت وما إلى أخر القائمة، ولكن الحقيقة أن الشهر فرد فيه الصوم، الذي يتنافى في مبدئه الذي شرعه الله مع تلك العادات الخاطئة.
- الإعلام المصري معذور
عذر الدكتور مصطفى محمود الإعلام المصري الذي يعكس نوعا من الفهم الشعبي لشهر رمضان المبارك وطريقة الصوم فيه، والذي يمثل فهما معكوسا حيث شهر الصوم يتحول إلى أكل، والتعبد يتحول إلى اللهو والتسالي، ويصبح أول ما يخطر ببال الصائم هو التخلص من الوقت.
كما أنن الحقيقة المؤلمة هي أن أجهزة الإعلام تقدم برامج كلها نوع من الأثارة والتشويق والتسالي، على طريقة العادات الموروثة أو المكتسبة والتي تعكسعها تلك الأجهزة، وتجعل الصائم يعيش حياة مليئة باللهو والعبث.
- طريقة فهم الشخصية المصرية
وبالنظر إلى عادات الصوم، يتبين أن ترسيخ تلك العادات فى رمضان لدى الشخصية المصرية أو العربية، ترتبط بشكل رئيسي بالأكل والسهر والأفراح والليالي الملاح وقتل الوقت بالتسالي.
الأمر الذي يجعل من طريقة الصوم بالمقلوب ليس خطئا اعلاميا فحسب، وإنما خطا جسيما في استيعاب الناس وفهمهم لرمضان، وذلك لأن الإنسان يفهم كل شىء برأيه ومزاجه.
- الإعلام أمام المشاهد وليس خلفه
في الوقت الذي أكد فيه الدكتور مصطفى محمود، على أهمية الدور الكبير الواقع على أعتاق الإذاعة والتلفزيون والإعلام عموما، في حشد اتجاه المجتمع، والذي يتوجب عليه من تلك النقطة أن يكون أمام الجمهور وليس خلفه، موضحا أن دور الإعلام لا يقتصر على كونه إعلاما لدور الشباك.
وتمنى حينها أن يقدم التلفزيون الأغنية والفيلم و المسرحية بشكل يفيد الناس ولا يؤذي مشاعرهم ولا يخدش حيائهم.
- دور الإنسان المسلم في رمضان
يرى الدكتور مصطفى محمود أنه من الواجب على الإنسان المسلم أن يسهر في ذكر الله بدلا من أن يسهر في الطبل والزمر، لأن أغلب الناس ليس لديها دراية في فهم الدين ومعرفة واجبها نحو دينها كما أن أغلب الناس لا تفكر في الموت والحساب والوقوف بين يدي الله.
- التلفزيون جامعة خاصة
تحدث أيضاً أن التلفزيون يجب أن يتحول إلى جامعة خاصة، نظرا لأنه يدخل كل البيوت فلابد من الرقابة الشديدة عليه وعلى كل ما يُقدم من خلاله إلى الناس، ضاربا بعضا من الأمثلة على خطورة التلفزيون، والتي جاء أوضحها في:
أن المسئولية الشخصية حول ذهاب شخص إلى كباريهات شارع الهرم، تقع على عاتق من يذهب، ولن تؤذي إلا مشاعره هو وحده، نظرا لأن ذهاب الأشخاص إلى تلك الأماكن تتم برغبتهم الخاصة، أو ما يعرض في السينما، فهو حق اختيار للشخص الذي قرر الذاهب إلى هناك بكامل إرادته ويقوم بشراء تذكرة من اجل هذا الغرض.
- لابد من فرض رقابة شديدة
في الوقت الذي لابد فيه من فرض الرقابة لمنع الأفلام العربية الهابطة، والأفلام الأجنبية الفاحشة بمناظرها الجنسية والقبلات التي تخدش الحياء، بالإضافة إلى مشاهد الحب العنيفة التى تشكل نوعا من الحرج لكرامة الفضيلة المُنادى بها فى مجتمعنا الإسلامي.
مؤكدا على أن أغلب ما يعرضه التلفزيون هو نوع من المراودة بين الولد والبنت، ليشكل هنا التلفزيون أخطر الأنواع على البيوت ومن بداخلها من اطفال وشباب سواء كانوا بنين أو بنات، ولا يحدث هذا في شهر رمضان فقط بل يمتد إلى العام كله.