الرحلة الذهبية لملوك مصر.. هل تستدعي ”لعنة الفراعنة”؟
إيمان إبراهيم فهيمبدأ العالم يعيد النظر مرة أخرى في مدى صحة ما يتردد عن لعنة الفراعنة، التي تصيب كل من يفكر في إقلاق النوم الأبدي لملوك وملكات مصر، الذين توعدوا كل من يخترق عزلتهم الأبدية بالعذاب والهلاك.
لم تكن الحوادث الأخيرة التي شهدتها مصر من سقوط عمارة جسر السويس، وانهيار جزء من أحد الكباري التي ما زالت قيد الإنشاء، وجنوح سفينة عن مسارها الطبيعي بقناة السويس مسببة تعطيل كبير في أحد أكبر ممرات التجارة العالمية، وصولا حادثة إصطدام قطارين بصورة مفجعة نتج عنها عدد كبير من الضحايا والمصابين، إلا باعث جديد لما يتردد دائما عند نقل المومياوات الفرعونية خارج أماكنها التي خفظت فيها منذ آلاف السنين.
اقرأ أيضاً
- زاهي حواس عن الحوداث الأخيرة: ”الفراعنة أبرياء”
- الأمطار تتسبب في انهيار طريق دوزجي التركي
- تحقيق مع جنش في الزمالك بسبب رامز جلال
- تعرف على أبرز الأطعمة للحفاظ على صحة الكبد
- عبدالناصر محمد يجهز النجوم بالمباريات الودية
- ”لجنة إدارة الأزمة”.. أحدث خطوات البرازيل لمواجهة جائحة كورونا
- وكيله: هذه أسباب رفض باتشيكو التعاقد مع أمير عادل
- بيراميدز يتوجه إلى المغرب الخميس لمواجهة الرجاء المغربي
- وكيله: باتشيكو غاضب بشدة من لاعبي الزمالك
- سي إن إن: أعاصير ألاباما تلغي رحلة السيدة الأولى
- مواعيد مباريات منتخب مصر فى تصفيات كأس العالم
- في ذكرى وفاته.. أحمد زكي يدخل ثلاجة الموتى برغبته قبل موته
ولعل حدث نقل المومياوات الملكية الذي ينتظر العالم أجمع ليشهد رؤية مقربة لتلك الأثار الفرعونية الخلابة، أثناء عملية نقلها من المتحف المصري القديم وصولا إلى المتحف القومي للحضارة، هو أحد أهم الأحداث التي أعادت للوسط العام التفكير في حلول لعنة الفراعنة بسبب نقل الملوك من مرقدهم، بعد قرن كامل استقروا فيه في المتحف القديم.
لعنة الفراعنة عبر العصور
لم تكن الحوادث الأخيرة، التي دفعت لتردد فكرة لعنة الفراعنة وليدة الصدفة على الإطلاق، بل بالعكس ينظر الكثيرون للعنة الفراعنة، على أنها سبب حقيقي لعدد من الكوارث التي شهدها العالم بعدما حاول الكثيرون نقل مومياوات وتماثيل سابقة من دولة لأخرى، ومن مكان لأخر ليستفيق العالم على كارثة تتزامن غالبا مع عملية النقل.
- توت عنخ آمون
كانت أولى المرات التي إنتشرت فيها شائعات حول لعنة الفراعنة بصورة كبيرة، هي بعدما شهد العالم الموت المحقق الذي لحق بمكتشفي مقبرة الأمير الذهبي "توت غنخ آمون"، فقد كان أول من لقى مصرعة هو اللورد كارنافون الممول الأصلي لاكتشاف المقبرة، بعدما أصابه مرض شديد سبب له حمى استمرت لوقت طويل جدا، وهو ما سبب له آلم كبير وصفه كارنافون قبل وفاته "بأنه كالجحيم"، مسببا موته عن عمر يناهز الـ57 من عمره في عام 1932.
- ثاني من لقو مصرعهم كان أحد محبي التاريخ وهو الممول الأمريكي جورج جولد، الذي وصل إلى مصر لرؤية الكشف التاريخي العظيم عن مقبرة الفرعون الذهبي، ولم يكن من جولد إلا أن أصيب بحمى شديدة في اليوم التالي ومات على إثرها.
- ثالث وفيات المقبرة كان أرتشبولد ريد أخصائي الأشعة السينية، الذي حاول إخضاع مومياء الملك الأمير الذهبي للفحص بالأشعة، فأصيب بالضعف العام وتوفي بعد محاولته بمدة قصيرة.
- بنفس الطريقة توفي عالم الأثار الشهير هيو وايت بعد أن شارك في إكتشاف مقبرة توت غنخ آمون لينتهي به الأمر منتحرا بعدما شنق نفسه في شقته، ووجد بجانبه رسالة يزعم أنها كتبت بدمائه.
انتقام المومياء
كانت حادثة شراء الطبيب الألماني تيودور بلهارس لأحد المومياوات الفرعونية بطريقة غير شرعية، ليقوم بتشريحها أحد أهم الأمور التي أشارت مرة أخرى لمدى صحة وجود لعنة الفراعنة.
حيث لقى تيودور مصرعه إثر حمى شديدة، استمرت معه عدة أيام قبل أن تودي بحياته بمجرد شرائه المومياء المصرية، وهو الأمر الذي دفع الكثيرين لاعتبارها دلالة أكيدة على انتقام المومياء من الطبيب السارق.
قبة أكيثيب
تعتبر حادثة عالم المصريات الفرنسي الأصل جورج بنديت، من أشهر الحوادث التي تم ربطها عالميا بلعنة الفراعنة، حيث كان بنديث مسؤل عن الفريق الأثري الذي اكتشف قبة أكيثيب في مدينة سقارة، كما أنه قام بزيارة مقبرة الأمير توت غنخ آمون، وما كان إلا أن وافته المنية بعدها بمدة قصيرة جدا.
آمين رع: أميرة الموت
كانت بداية سلسلة من أهم الحوادث التي أرجعت للعنة الفراعنة هي عندما اشترى 4 شباب أثرياء من إنجلترا مومياء الأميرة أثناء زيارتهم للقاهرة، فتوفى اثنان منهم بطلق ناري، تاه ثالثهم في الصحراء المصري وتترد شائعات عن أنه لم يجده أحد، ولم يتم العثور على جثته فيما بعدما، وأصيب الشاب الرابع بمرض شديد أفقره ودفعه للتسول.
تم بيع المومياء مرة أخرى لرجل يقيم بلندن، إلا أنه شهد إصابة 3 من أفراد أسرته في حادث، واشتعلت النيران في منزله فتبرع بالمومياء للمتحف البريطاني، الذي مات حارسه فورا بمجرد وضع السفينة في الغرفة المصرية، فرتب المتحف بيعها لجامع أثار أمريكي.
وقد حاول جامع الآثار شحنها على متن سفينة لمدينة نيويورك، إلا أنها غرقت وقتل معها الآلاف، وبالطبع كان اسم هذه السفينة هي "تيتانك" التي أرجع الكثيرون غرقها لعشرات الأسباب، التي كان واحد منها وجود مومياء الأميرة "آمين رع".
الغرب ولعنة الفراعنة
تعتبر الحوادث العديدة التي شهدها العالم هي من أكثر الأسباب التي ربط بينها الغرب ويين لعنة الفراعنة، ولعل هذا الفكرة تضخمت واكتسبت قدرا من المصداقية مع كل حادثة لا يتمكن العالم أو المجتمع العلمي تفسيرها، وقد ظهر هذا الأمر مرة أخرى خلال الكشف الأثري الذي أعلنت عنه مصر عام 2020.
فبمجرد أن أعلن مصطفى وزيري كبير الأثريين المصريين، والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن اكتشاف 59 تابوتا فرعونيا، يعود تاريخهم لعام 2500، حتى بدأت التعليقات العالمية تسير في اتجاه الخوف من اللعنة القادمة.
حيث غرد بعض رواد مواقع التواصل الأجانب عن أن العالم سيشهد أسباب جديدة للموت، بجانب تفشي جائحة كورونا، بسبب غضب الفراعنة الذين سيسعون للانتقام ممن كشف عن مقابرهم.
حقيقة اللعنة القاتلة
ما زال العالم حتى الآن يتسائل عن حقيقة اللعنات القاتلة التي تطال من يقترب من التماثيل أو المومياوات الفرعونية، لكن الكثيرون من الجهات والباحثين العالميين بدأوا في النظر للعنة الفراعنة من زاوية علمية.
فقد أشار موقع ناشيونال جيوجرافيك إلى وجود دراسات جديدة ترجع لعنة الفراعنة إلى أسباب بيولوجية، حيث ضمت الكثير من الدراسات معلومات عن حقيقة العفن والبكتريا التي تحملها المومياوات الفرعونية والتي من الممكن ان تقود الى ضيق التنفس وحتى نزيف الرئتين نتيجه استنشاقها.
وهو الأمر الذي يفسر الوفاة المفاجئة لعدد كبير من الأثريين المشاركين في الاستكشافات الفرعونية، وهو الأمر الذي يتفق معه عالم الأثار المصري بسام الشماع، الذي يرى أن البكتيريا الموجودة منذ آلاف السنين داخل المومياوات هي التي من الممكن أن تتسببفي عدد من المشكلات الصحية لكل من يعملون في المجال الأثري.