النقشبندي.. كروان المداحيين الذي خطف قلوب المصريين (بروفايل)
آية ممدوحأيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الكريم. ذلك الشهر الذي ترتبط بها عادات خالدة وأجواء وتقرب إلى الله وتقاليد ومظاهر احتفالية معينة تقترن بشهر رمضان الكريم فقط، وخصوصا تلك البصمة التي تركها لنا الشيخ سيد النقشبندي التي ما زالت حية حتى الآن.
وتعد تواشيح وابتهالات الشيخ سيد النقشبندي، والأدعية الدينية من خلال البرنامج العام بالإذاعة المصرية قبل أذان المغرب، سمة بارزة في الشهر الكريم، إذ كان يصافح قلوب الصائمين لحظة الإفطار وما تبثه الإذاعة المصرية من ابتهالاته لعل أبرزها "رمضان أهلا" و"الله يا الله " حيث ظلا مرتبطين بالإذاعة وشهر رمضان إلى وقتنا هذا، وتحول صوته إلى أحد أبرز علامات شهر رمضان في مصر، بل وانتقل إلى عدد كبير من الدول العربية.
لقب الشيخ سيد النقشبندي بكروان الإنشاد وأستاذ المداحيين، خطف قلوب المصريين بسبب صوته الأخّاذ وتجلياته العلية ونغمات مقامات صوته التي ترق لها القلوب. ولد في 7 يناير 1920 في حارة الشقيقة بقرية دميرة إحدى قرى محافظة الدقهلية.
في عام 1955 استقر في مدينة طنطا وذاعت شهرته في محافظات مصر و الدول العربية، وسافر الي حلب وحماه ودمشق لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد، كما زار أبوظبي والأردن وإيران واليمن وإندونسيا والمغرب العربي ودول الخليج ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية، وأدى فريضة الحج خمس مرات خلال زيارته للسعودية.
صداقته للرئيس الراحل محمد أنور السادات، ساعدته كثيرًا في اللقاء بعدد من الكتاب والملحنين الكبار، ووصلت العلاقة بينهما إلي حد أن السادات كان يطلبه خصيصًا ليستمع إلى صوته في بيته، وطلب الرئيس الراحل من الموسيقار بليغ حمدي أن يلحن ابتهالات الشيخ النقشبندي، فامتزج الرائعان وقدما أروع الابتهالات التي شدا بها والتي تلقى استحسانًا كبيرًا إلي يومنا هذا، فلحن له بليغ حمدي "مولاي"، وانطلق الشيخ يسجل أروع الابتهالات التي مازالت حاضرة بقوة في المحافل الدينية، ومن أبرزها، ماشي في نور الله.
وكرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1979م بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته، كما كرمه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في أثناء الاحتفال بليلة القدر عام 1989 بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وكرمته محافظة الغربية -مسقط رأسه- بأن أطلقت اسمه على أكبر شوارع طنطا والممتد من ميدان المحطة حتي ميدان الساعة.
وتوفي الشيخ "النقشبندي إثر أزمة قلبية مفاجأة في 14 فبراير 1976، على الرغم من وفاته من ما يقرب من 45 عامًا، إلا أنه رحل جسده لكن ستبقى ابتهالاته عالمًا مضيئًا في سماء الإنشاد الديني، ويظل هو قيثارة السماء وأستاذ المداحين.
يعتبر النقشبندي صاحب مدرسة متميزة في الابتهالات، وأحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني، يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات.
كلمة نقشبندي مكونة من مقطعين هما "نقش" و"بندي" ومعناها في اللغة العربية: القلب، أي: نقش حب الله علي القلب، النقش بند بالفارسية هو الرسام أو النقاش والنقشبندي نسبة إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية ونسبتهم إلى شيخهم بهاء الدين نقشبند المتوفى سنة 791 هجرية.