”الحاجة أم الأختراع” .. مشاعر القضاة الصينيون السبب الرئيسى في ابتكار النظارات الشمسية

يرتدى العديد من الناس النظارات الشمسية، ويعتبروها شيئًا هامًا في حياته اليومية، لهدف الأناقة أو الحماية من الشمس، وتحديدًا فى فصل الصيف، وقد يتم اقتنائها بمبالغ ضخمة جدًا، إلا أن العديد أيضًا يجهل سبب اختراعها وبداية تاريخها، فيُرجع الناس هذا الابتكار إلى عالم البصريات العربي الحسن بن الهيثم دون دليل، إلا أن الأغلبية ترجعها لعصور الصين وروما القديمة.

وفى السطور التالية يقدم موقع "محطة مصر" أصل وتاريخ النظارات الشمسية..

- الرومان ونظارات العاج:

تكثر الروايات حول أصل مخترعين النظارة الشمسية، ولكن الراوية الأكثر ثباتًا هي أن الرومان، وخصوصًا شعوب الإسكيمو، أول من اخترعوا النظارة الشمسية من العاج للحماية من أشعة الشمس الضارة.

كما انتجوا نظارات لامعة، ارتداها الملك الروماني "نيرو" عند حضوره حفلات المصارعة، كانت مجرد غطاء زجاجي يقيه لمعان الشمس.

- لوحة "توماسو دا مودينا":

تؤكد لوحة الفنان "توماسو دا مودينا"، التى ترجع لعام 1352، وتجسد شخصًا يرتدي نظارات شمسية، كأول بارقة أمل فى ابتكار النظارات الشمسية المتوصلة إليها حاليًا، وهو ما يضعف أحيانًا رجوع أصل الابتكار إلى الصينين.

- الصين ونظارات الكوارتز:

اخترع الصينيون النظارة الشمسية فى القرن الثاني عشر الميلادي، مستخدمين عدسات مصنوعة من ألواح مسطحة من الكوارتز الدخاني، بهدف يختلف تمامًا عن هدف شعوب الإسيكمو فى الحماية من الشمس، فقد استخدمها القضاة في المحاكم الصينية القديمة، لإخفاء تعبيرات الوجه أثناء الحكم على المتهمين أو استجابهم.

- فرنسا تسبق بخطوة:

عام 1746 ابتكر صانع نظارات فرنسي، إطارًا يستند إلى الأذنين والأنف من أجل تثبيت عدستي النظارة في مكانهما، بعد أن كانت مجرد عدستين يتم ربطهما بسلسة أو عدسة واحدة.

- نظارات مُلونة تصحح الأبصار: 

شاع فى السبعينات أن العدسات المُلونة بالأزرق والأخضر، تحسن الرؤية، فظهرت النظارات ذات العدسات المُلونة للنظارات الشمسية عام 1752، كما وصف الأطباء العدسات الملونة بالأصفر الكهرمانى أو البني لمرضى الزهري، الذين يعانون من حساسية الضوء، فى أواخر القرن التاسع عشر.

- نظارات هوليود والحرب العالمية: 

في بدايات القرن العشرين، انتشرت النظارات بين نجوم الفن في هوليود، وأصبح ذلك إنتاجية عظيمة منها منذذ عام 1929 تحديدًا،  بهدف حماية العين من أشعة الشمس الضارة.

بالإضافة لاستخدامها في الحرب العالمية الثانية، حيث ارتدى الجنود نظارات مضادة للوهج ابتكرها "راى بان افكتور" عام 1937، ثم أتيحت في الأسواق وتم بيعها للجمهور.

- النظارات بالسينما المصرية:

تترسخ فى أذهاننا، ارتباط النظارات الشمسية وخصوصًَا السوداء بالمخبرين السريين الذين احتشدت بهم سينما الخمسينات والستينات، ودائمًا ما يرتدونها أثناء جلوسهم على المقاهى يختبئون وراء الجرائد واضعين لمراقبة المجرمين.

- تواريخ صناعة النظارات: 

صنعت النظارات في إيطاليا منذ عام 1430، وتأخر الإنجليز بصناعتها، فأنتجوها عام 1629، ومع تدرج التطور تم صنع العدسات اللاصقة في بدايات عام 1887 على يد الألماني "أدولف فيك"، كما كانت العدسات الأولية مصنوعة من الزجاج، إلى أن تم استبداله لاحقا بعدسات بلاستيك.

- نصائح لشراء النظارة الشمس: 

ينصح خبراء النظارات الشمسية قبل الشراء، بوضع النظارة على أبعد مستوى لليد مع إمالتها، والتركيزعلى جسم بعيد، بجانب تحريك النظارة لأعلى وأسفل للتعرف على ما إذا كانت تحتوى على أية عيوب، خاصة عند أطراف العدسة.

كما ينصحوا بعدم الخلط بين درجة الظل التي تتميز بها العدسة وقدرتها على حماية العين من الأشعة فوق البنفسجية، فالنظارات الشمسية الداكنة تسمح للأشعة فوق البنفسجية بالوصول إلى العين، مسببة أضرارًا تفوق عدم ارتدائها.

كما يجب عند شراء نظارات شمسية تستخدم عند القيادة، التأكد من أن تصنيف مستوى النقاء ينتمي للفئة من صفر إلى 3، لأن العدسات التي تحمل الفئة 4 تكون ذات لون داكن يشكل خطرًا أثناء القيادة، بالإضافة لضرورة الامتناع عن لبسها ليلاً.

ويعتقد العديد من الناس أن النظارات تقتصر فقط على الصيف، فى حين صرح الأطباء ضرورة لبسها شتاءً، لإمكانية تواجد أشعة فوق بنفسجية صادرة عن الشمس، حتى وأن كانت بمستويات منخفضة.