علاقات قوية بين مصر وبيلاروسيا بمناسبة مرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين

أكد سفير بيلاروسيا بالقاهرة سيرجى تيرتنتييف أن هناك تفاهما مشتركا بين مصر وبيلاروسيا على المستوى السياسى، حيث تقدم مصر وبيلاروسيا الدعم لبضعهما البعض فى القضايا الدولية والإقليمية، فضلا عن تعاونهما فى تطوير العلاقات فى مجالات التجارة والاقتصاد، ومشروعات التعاون الصناعى، والعلاقات الإنسانية.

وقال تيرتنتييف فى حديث خاص بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الذى يوافق غدا الثلاثاء، إن هذا الاحتفال يمثل فرصة جيدة لإظهار الإنجازات التى تحققت بين الجانبين فى كل المجالات، إذ تعتزم السفارة تنظيم عدة أحداث سياسية واقتصادية وسياحية ورياضية وعلمية وإنسانية هذا العام، من بينها اجتماع لجنة التجارة المصرية البيلاروسية المشتركة، واجتماع مجموعة العمل المشتركة حول الصناعة، ومنتدى الأعمال المصرى البيلاروسى.

وأوضح تيرتنتييف أنه من المقرر عقد لجنة رفيعة المستوى للتعاون الثنائى والحوار السياسى، برئاسة وزيرى خارجية مصر وبيلاروسيا، قريبا، بالإضافة إلى المنتدى الاقتصادى بيلاروسيا-إفريقيا بالقاهرة، مشيرا إلى المباحثات الجارية مع مسئولى وزارة الثقافة حول تنظيم أيام الثقافة البيلاروسية، التى تoعد فرصة للتعرف على الأوجه الفريدة للتقاليد البيلاروسية.

ونوه تيرتنتييف بأن مصر كانت من أوائل الدول فى المنطقة التى تعترف رسميا بسيادة بيلاروسيا، وتقيم علاقات دبلوماسية معها فى أول فبراير عام 1992، وكان هذا الدعم مهما للغاية وضروريا للدولة المستقلة الشابة، مبينا أنه ليس من قبيل الصدفة أن افتتاح أول سفارة لبيلاروسيا فى الدول العربية كان فى مصر.

وأشار تيرتنتييف إلى أن عام 2014 شهد زخما كبيرا فى العلاقات بين البلدين، فى ضوء الإرادة السياسية القوية لبناء مصر جديدة مزدهرة وآمنة ومتطلعة للمستقبل، والتى توافقت مع احترام واهتمام البيلاروسيين تجاه مصر، مشددا على أن الصداقة والتفاهم بين الرئيسين المصرى عبد الفتاح السيسى والبيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو أعطت دفعة للنقلة النوعية فى العلاقات الثنائية، من خلال إصدار توجهات واضحة حول تعزيز التعاون الثنائى والتفاعل الأكثر نشاطا على جميع المستويات، بما فى ذلك بين دوائر الأعمال.

وأضاف تيرتنتييف أن السنوات الماضية شهدت تبادلا مكثفا للزيارات على مستوى رئيسى الجمهوريتين، حيث قام الرئيس لوكاشينكو فى عام 2017 بزيارة القاهرة، عشية الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية، بينما قام الرئيس السيسى بزيارة مينسك فى يونيو عام 2019، والتى كانت بمثابة زيارة تاريخية لأول رئيس مصرى، وبعدها زار لوكاشينكو القاهرة فى فبراير عام 2020، وأعطت الاتفاقيات بين رئيسى البلدين دفعة للعديد من المشروعات الصناعية والتفاعل المكثف بين دوائر الأعمال، من بينها تشكيل مجلس الأعمال المصرى-البيلاروسى، وعقد أول اجتماع له.

وتابع تيرتنتييف أنه يتابع بحماس واحترام الجهود التى تبذلها القيادة المصرية لتغيير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، من خلال تنفيذ برامج وطنية مثل "حياة كريمة" والمشروعات الضخمة لتطوير البنية التحتية للبلاد ولتحقيق الرفاهية للشعب المصرى وجعل البلاد أكثر أمانا، مشيرا إلى اهتمام الشركات البيلاروسية بالمساهمة فى هذه المشروعات التى من المؤكد أنها سترفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.

وعن الإنجازات، أكد سفير بيلاروسيا بالقاهرة أن هناك اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون فى مجالات مثل الصناعة والتجارة والتعليم الجامعى والزراعة والعلوم، موضحا أن من أهم الإنجازات التى تحققت فى السنوات الأخيرة هو تصنيع خمس طرازات من الشاحنات البيلاروسية محليا وتصدير الفائض للأسواق الإقليمية فى إفريقيا، كما أن الجانبين يعملان على إقامة خطوط تجميع لآلات أخرى مثل حافلات المدينة والجرارات والصوامع والمحركات وغيرها من المعدات الزراعية.

ولفت تيرتنتييف إلى أن هناك تعاونا مكثفا وتبادلات بين الجامعات المصرية والبيلاروسية، كما أن هناك اهتماما كبيرا بين المصريين بمجال التعليم العالى وبفرص الدراسة فى الجامعات البيلاروسية فى تخصصات مثل تكنولوجيا المعلومات والطب والرياضيات واللغويات والهندسة، مشيرا إلى أن بلاده تهتم بتوفير التكنولوجيات البيلاروسية والدعم العلمى والتعليمى، على سبيل المثال، لعلاج السرطان والصدمات وطب الفم. وألمح تيرتنتييف إلى أنه تم افتتاح أول مستشفى مصرى-بيلاروسى فى مدينة السادس من أكتوبر، لتقديم خدمات تقويم العظام من الدرجة الأولى والأكثر تطورا، مؤكدا أن مينسك تسعى إلى دعم التعاون مع الشركات المصرية العاملة فى مجال الأدوية والطب الاستوائى، وهناك تطورات جديدة فى هذا المجال مثل التعاون مع شركة مصرية لتوفير الأدوية الحيوية، خاصة التى تعالج فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وعن السياحة، أكد سفير بيلاروسيا بالقاهرة أن السياحة جزءا لا يتجزأ من العلاقات، حيث يقضى أكثر من 200 ألف سائح بيلاروسى سنويا إجازاتهم فى منتجعات البحر الأحمر التى أصبحت مقصدا سياحيا رئيسيا لهم، معبرا عن أمله فى إمكانية بدء تسيير خط طيران مباشر بين القاهرة ومينسك هذا العام، بما يساعد على جلب المزيد من البيلاروسيين إلى القاهرة ووجهات جديدة أخرى فى مصر.

وعبر تيرتنتييف عن يقينه أن السائحين البيلاروسيين سيكونوا سعداء برؤية أهرامات الجيزة والقاهرة الإسلامية ومصر الجديدة والأقصر والعديد من الأديرة القبطية وغيرها من الأماكن الرائعة التى لا تزال غير معروفة بالنسبة لهم.