لحظات لا تنسى.. المشهد الأخير لخروج آخر جندي إسرائيلي من سيناء
آية ممدوح محطة مصرلحظات لا تنسى في ذهن المصريين، من الطفل إلى العجوز. حيث انتشر المواطنون في الشوارع وسط زحام شديد ومشاعر وطنية فياضة للاحتفال برحيل آخر جندي إسرائيلي من سيناء. صحيح أن المصريين عانوا من الاحتلال لسنوات طويلة دامت أكثر من 15 عامًا من الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن المدن كانت تتنقس روح الحرية وذلك في مدينة رفع، حيث شهد المصريون خروج آخر جندي إسرائيلي منها 15 إبريل 1982.
طال انتظار هذه اللحظة حتى نصر أكتوبر 1973، وتسع سنوات آخرين خاضت فيهم الدولة المصرية صراع دبلوماسي لاستعادة باقي المناطق المحتلة في سيناء، وجاء الموعد المُحدد لتنفيذ بنود معاهد السلام التي جرت في 1979، لتعيش مصر يومًا للتاريخ.
حيث ارتفعت أصوات الميكروفونات في الشوارع والميادين في جمع المدن والمحافظات بهتافات النصر والتعبير عن الفرحة العارمة التي لا وصف لها على ألسنة الكبار والصغار.
وهناك من كان يلقي الورود على الجنود والمسؤلون المصريون القادمون لرفع علم مصر في رفح، وكانت اللحظة التريخية حين اجتمع عشرات ومئات الأهالي أمام مستوطنة ياميت الإسرائيلية التي تحوي عددًا من المباني والمساكن الخاصة بهم، لمتابعة هذه اللحة الاستثنائية بخروج آخر الجنود الإسرائلية، وهماك من المصورين من كان يوثق هذا المشهد التاريخي بعدسته.
وفي هذه اللحظة عم الغضب والتحفظ في نفوس الجنود الإسرائيلية الذين انهمكوا في تدمير تلك المستوطنة قبل أن ينقلوا أمتعتهم على سياراتهم المكشوفة، ويضطروا إلى الخروج وسط الأهالي حيث كانوا يرسمون الابتسامة على وجوههم حتى يظهروا تماسك ولكن الحقيقة أنهم كانوا مقهورين وخائفون.
بينما كان يهتف المصريون باسم مصر، ويضحكوا على الخروج المُذل للاحتلال من أراضيهم، وهنك من الأباء من كان يحمل أطفالهم فوق الأعناق لكي يشاهدوا ما يدور حتى يبقى في ذاكرتهم إلى النهاية.
انسحب جنود الاحتلال من المنطقة، وانطلقوا إلى نُقطة مُتفق عليها لصعود طائرات ذهبت بهم بلا رجعة، فيما ركض الأطفال خلفهم يقذفونهم بالحجارة، فيما زادت نغمة الاحتفالات في رفح بوصول محافظ سيناء-حينذاك- يوسف صبري أبوطالب، يستلم بين يديه العلم المصري، ويُرفع بدلًا من العلم الإسرائيلي وسط عدد من المشايخ والأهالي لإعلان تحرير حدود مصر الشرقية، واعتبار اليوم-25 أبريل- عيدًا قوميًا لتحرير سيناء.
وخلال الانسحاب النهائي الإسرائيلي من سيناء كلها ، تفجر الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا وعرضت مصر موقفها بوضوح وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن أرض طابا، وأي خلاف بين الحدود يجب أن يحل وفقاً للمادة السابعة من معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية التي تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات، وإذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم، ولجأت مصر بالفعل إلى التحكيم الدولي لحل لهذه المشكلة.
وفي 13 يناير 1986، أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، ورفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا المصرية، معلنا نداء السلام من فوق أرض طابا.