طلعت باشا حرب vs ساويرس
رشا سلامة محطة مصربعد أن اطمئن طلعت باشا حرب على بنك مصر أحد أقدم أعمدة القطاع المصرفي في مصر لاعبا دورا مهمًا في دعم المواطن المصري ليقضي على الفكرة المعروفة عنه في تلك الفترة وهي "المصري لا يعرف سوى الاستدانة".
لم تتوقف أفكاره التنموية عند الحد الاقتصادي البحت، بل أعاد صياغة تلك الأفكار في كافة المجالات موليا اهتمامًا كبيرا للثقافة والفن، التي كانت تخضع تلك الفترة لسيطرة الأفراد.
اقرأ أيضاً
- رئيس الوزراء يؤكد حرص مصر على تفعيل العلاقات مع الأشقاء الأفارقة
- «مدبولي»: الأمير تشارلز أشاد بالحفاظ على المناطق الأثرية والمشروعات التنموية بمصر
- المحطات الفارقة في حياه محمد الفيتوري .. جوجل يحي ذكرى ميلاده الـ 85
- «الحكومة» توافق على مشروع قانون إخلاء الأماكن المؤجرة لغير الغرض السكنى
- «الوزراء» يوافق على تعديلات بعض أحكام قانون سوق رأس المال
- هند صبري تسعى لتكرار نجاح شخصية ”علا” في عمل فني جديد
- القائم بأعمال وزير الصحة يعرض آخر مستجدات التعامل مع أزمة كورونا محلياً ودولياً
- في ذكرى وفاة الشيخ محمود خليل الحصري.. ما لا تعرفه عنه
- الحكومة تنفي انتشار أدوية بيطرية مغشوشة في الأسواق نتيجة غياب الرقابة
- بدء اجتماع الحكومة الأسبوعي لبحث مستجدات كورونا
- مجلة ”نور” تستقبل أصدقائها بمقر منظمة خريجي الأزهر
- جمال شعبان يوضح أعراض اختلال كهرباء القلب.. وطرق العلاج والمعدل الطبيعي لنبضاته
لم يكن الباشا يهدف حينما قام بتأسيس شركة مصر للتمثيل والسينما عام ١٩٢١، للتربح منها أو التسلية وتقضية وقت، بل كانت نظرته قائمة على أن للسينما دورًا كبيرا في "إرشاد" الناس.
ولم يتوقف الأمر عند حد إنتاج الأفلام لقامات الفن وقتها والتي قدمت لماضي وحاضر المجتمع المصري وقيمه، كما سعى لدعم السينما برفع كفاءة القائمين عليها للدراسة في الخارج، منهم أحمد بدرخان لدراسة الإخراج ونيازي مصطفي مونتاج.
هكذا كان يفكر رجال الأعمال.. قادة الاقتصادي المصري قديما حينما كان يمر الشعب بضائقة مالية وديون، حينما كانوا يعانَون الفقر والجهل، تحرك أمثال طلعت باشا ليصونوا كرامة أهل بلدهم، واستغلوا اطلاعهم وثقافتهم ليرفعوا من مستوى وعي الشعب، ولم يعملوا على اتساع الفجوة بينهم وبين باق الشعب، الآن لا نجد من رجال الأعمال من يأخذ بيدنا لخارج دوامة الارتباك التي عشنا بها فيما بعد ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.
فنجدهم صفقوا وأقاموا الحفلات والمهرجانات وانتجوا الأعمال الفنية المُسفة، وقدموا الدعم لأصحابها وتباهوا بها، بدلا من أن يقدموا المساعدة للشعب الذي ساهم في زيادة ثرواتهم، ساهموا في نشر الثقافة والفن الهابط، وتعالت أصواتهم من فوق السجادة الحمراء لتنحصر السينما في "بطانة فستان".
وكأن نجيب ساويرس في معاركه الإعلامية الأخيرة منذ الهجوم على مهرجان الجونة، لم ير المجتمع في حاجة لخبراته الاقتصادية الكبيرة لرفع مستوى معيشتهم، بدعم الاقتصاد وتحريك أقوى لرؤوس الأموال في قطاعات مختلفة، أو بتقديم اقتراحات لفتح آفاق اقتصادية جديدة، فالحضور الاقتصادي له غير محسوس بعكس حضوره الإعلامي الذي يثير حفيظة الناس.
والأسئلة التي لم تظهر اجابتها واضحة لها حتى الآن، ما الذي يسعى نجيب ساويرس أن يصل له من السير عكس الاتجاه؟ هل لفت الانظار أم أنه يشعر بالفراغ؟ وهل يقبل ساويرس تدخلنا في شركاته والتعقيب على طريقة إدارته لأعماله مثلما يعقب علي كل القرارات التي تمس فقط اصدقائه وحاشية مجلسه؟.