بعد أزمة طارق البيطار.. لماذا يغضب حزب الله من تحقيقات انفجار مرفأ بيروت؟
محمود الصادق محطة مصرهجوم عنيف شنه حزب الله اللبناني، ضد قاضي التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، بعد أن وجه له اتهامات تسييس التحقيقات في الانفجار الذي وقع العام الماضي.
تحقيقات مرفأ بيروت
وكان البيطار، قد طالب البرلماني اللبناني برفع الحصانة عن 3 وزراء سابقين حتى يتمكن من متابعة التحقيقات، لكن المشرعين طلبوا المزيد من الأدلة قبل اتخاذ قرار بشأن رفع الحصانة، فيما رفض بيطار طلب البرلمان.
اقرأ أيضاً
- وزارة الخارجية السعودية تجدد دعوتها لمواطني المملكة بعدم السفر إلى لبنان
- بيان للجيش اللبنانى يؤكد خضوع عسكري للتحقيق يشتبه فى اطلاقه النار على المتظاهرين يوم الخميس
- الأسبوع المقبل.. محمود محيي الدين يزور لبنان لبحث سبل التعافي الاقتصادي
- اليوم ..حداد وطني في لبنان على أرواح ضحايا احداث العنف التي شهدتها بيروت أمس
- الرئيس اللبناني: أحداث الطيونة ستكون موضع متابعة أمنية وقضائية
- لبنان يشتعل.. آخر تطورات احتجاجات ”حزب الله” و”أمل” ضد قاضي ”مرفأ بيروت”
- سقوط مصابين جراء إطلاق نار كثيف بمحيط قصر العدل في لبنان
- لبنان.. متظاهرون يطالبون باستبعاد قاضي التحقيق في انفجار ميناء بيروت
- لبنان على ”صفيح ساخن”.. اعتصامات وأعمال عنف وكر وفر
- اليوم ... لبنان يستعد لحراك مرتقب بمحيط قصر العدل ببيروت حول مسار تحقيقات انفجارالميناء
- مسؤولة أممية : إجراء تحقيق سريع ومستقل في انفجار ميناء بيروت أمر واجب
- مجلس الوزراء اللبناني يبحث اليوم ملابسات التحقيق بانفجار ميناء بيروت
وأعد قاضي التحقيقات، مذكرة استدعاء للتحقيقات، يوم الثلاثاء 5 أكتوبر، لكلٍ من حسان دياب رئيس الحكومة اللبنانية السابق، والنواب الوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق.
من جانبه حذر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في شهر أغسطس الماضي، من "تسييس" التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، مؤكدًا رفضه اتهام حزب الله بالتورط في جلب مواد متفجرة إلى المرفأ.
وطالب نصر لله، قاضي التحقيقات بتقديم أدلة على قرار استدعاء المسؤولين السابقين والحاليين لسؤالهم حول القضية، داعيًا إلى تنحية عن القضية حال استمرار عدم الوضوح حول طريقة عمله.
احتجاجات لبنان
الأمر الذي تسبب في تظاهر أنصار "حزب الله" و"حركة أمل"، استعدادًا لبدء اعتصام ضد القاضي طارق البيطار، في محيط قصر العدل في بيروت، وخلال التظاهرات فوجئ المحتجين بإطلاق نار كثيف نتج عنه سقوط 6 قتلى و33 مصابًا.
وفي محاولة لمنع تطور الأوضاع، بدأت مدرعات الجيش اللبناني في الانتشار داخل أحياء منطقتي الشياح وعين الرمانة ببيروت، بهدف معالجة الأوضاع وإعادة بسط الأمن في بيروت، استجابة لدعوة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بضبط الأمن والسيطرة على الأوضاع.
واتهم حزب الله اللبناني وحركة أمل، حزب القوات اللبنانية بالاعتداء المسلح على المتظاهرين ضد قاضي تحقيقات مرفأ بيروت.
محاولة حزب الله لإشعال الحرب الطائفية
من جانبه يؤكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية، سامي الجميل، أن حزب الله يريد دفن قضية انفجار مرفأ بيروت، لافتًا إلى أن تحرك حزب الله كان ضمن حملة مركزة ومنظمة منذ أكثر من أشهر، للضغط على اللبنانيين للاستسلام بخصوص معرفة حقيقة أحداث مرفأ بيروت.
ويشير الجميل، إلى ضرورة تدخل الجيش لفرض سيطرته ووقف التجاوزات الحاصلة وتحقيق الاستقرار الأمني، منوهًا إلى أنه سيتم اتخاذ العديد من المواقف والتحركات في الساعات المقبلة.
ويشدد رئيس حزب الكتائب اللبنانية، على أن حزب الله يحكم قبضته على لبنان، وانتقل إلى القضاء لكسره وتطويعه.
ويوضح الجميل، أن حزب الله يستعمل كل أدواته للسيطرة على الدولة من السلاح إلى تعطيل الرئاسة وتعطيل الحكومات.
ويتابع الجميل: "مشهد القتل في التظاهرات هو نفسه أدى إلى الحرب اللبنانية وسيتكرّر لأن العوامل نفسها موجودة.. لا نريد أن تسقط أي نقطة دم في لبنان، وإن لم يكن المسؤولون قادرين على العمل فليغادروا مناصبهم".
ويستطرد رئيس حزب الكتائب اللبنانية: "لا يجب الذهاب إلى مواجهة طائفية كما يريدها حزب الله.. حزب الله يستفز كل اللبنانيين، ويجب أن نكون موحدين في هذه المواجهة".
مخاوف سياسية
في سياق متصل يقول المحلل اللبناني محمد سعيد الرز، إن المقربين من حزب الله يرون أن التحقيق الجاري بقضية تفجير المرفأ يتهم حزب الله بالمسؤولية الأساسية عن هذا التفجير، مما يُضعف حزب الله، خاصة في ظل وجود توجه دولي لاستهداف حلفاء إيران في المنطقة.
ويوضح المحلل اللبناني، أن اتهام حزب الله بالتورط في التفجير سوف ينعكس بطريقة مباشرة على سير الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان.
ويرى الرز، أن هناك وجهة نظر أخرى تشير إلى أن القاضي طارق البيطار لم يستدع أحد من الحزب أو أي مقرب منه، بجانب أن تصعيد حسن نصر الله بقي فرديًا، ولم يتحول إلى حالة وطنية بدليل أن حلفاءه الأساسيين مثل تيار رئيس الجمهورية وغيره لم ينسج على منوال الحزب وأعلن تمسكه بهذا القاضي الذي دعم تعيينه من الأساس عقب استقالة فادي صوان من قضية المرفأ.
ويؤكد الرز، أن الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان كلها تتحمل المسؤولية في كارثة تفجير مرفأ بيروت، والثنائي الشيعي من ضمن هذه الطبقة، ومعروف أن المحقق العدلي طارق البيطار هو قاض نزيه وملتزم بالقانون والدستور، لكنه عندما وصل بالتحقيق إلى الخطوط الحمراء لهذه الطبقة قامت قائمتها وهي مستعدة للتضحية بالوطن كله وليس بقاض فقط.
إثارة الشكوك
وفي وقت سابق طالب رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، رئيسي الجمهورية والحكومة بالصمود ضد ابتزاز حزب الله، معقبًا:"هم أحرار في الانسحاب من الحكومة، وهذا موقف سياسي، ولكن المهم أن يصمد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بوجه ابتزاز حزب الله في هذه القضية، وأن لا يقدموا على عرقلة العدالة إكراماً لعيون حزب الله، واستمراره في الحكومة".
وأضاف جعجع، أن مواقف حزب الله تجاه قاضي التحقيق بانفجار مرفأ بيروت تثير الشكوك حول طبيعة علاقة الحزب بالحادث.
وتابع رئيس حزب القوات اللبنانية: "بكل صراحة، عند بداية التحقيق بانفجار المرفأ، كان انطباعي أن حزب الله لا علاقة له بكل هذه المسألة، ولكن ما يجري الآن، وما جرى مع القاضي السابق فادي صوان، يجعلني أشك بأن شيئًا ما في قضية انفجار المرفأ، ولذلك يقوم بهذا التصعيد، ولكن هذا لا يعني أن تنحرف المسألة القضائية عن مسارها الحقيقي".