حالة من الانهيار .. محاولات فاشلة لرأب صدع الإخوان الإرهابية
محمود الصادق محطة مصرفي محاولة منها لرأب التصدع الذي أصابها خلال الفترة الماضية، أقدمت جماعة الإخوان الإرهابية، خاصة جبهة لندن التي يقودها إبراهيم منير، على قرارات تعيينات جديدة من السباب، سعيًا في استمالة شباب الجماعة لها، بعد الخلافات التي نشبت بينها وبين جبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين.
انقسامات بالجملة
اقرأ أيضاً
- قيادات الإخوان.. صراع الأموال يهوي بالتنظيم الإرهابي
- بدء مرافعة الدفاع في محاكمة 12 عضوا في خلية هشام عشماوي
- بعد حماية الإخوان للمرتزقة في ليبيا.. هل تستعد الإرهابية لضرب الساحل الإفريقي؟
- الدفاع يطالب بإخلاء سبيل المتهمين في قضية عائشة الشاطر
- بنت خيرت الشاطر و30 أخرين أسسوا جماعة إرهابية .. اليوم يقفون أمام المحكمة
- مصدر أمني يوضح حقيقة تصالح الدولة مع الإرهابيين والاوضاع داخل السجون
- «لا نبغى إلا العدل».. نيابة أمن الدولة تطالب بتوقيع أقصى عقوبة على الإرهابي محمود عزت
- تأجيل محاكمة محمود عزت في «اقتحام الحدود الشرقية»
- تأجيل محاكمة 10 متهمين في «أحداث عنف اعتصام النهضة المسلح» لـ 3 نوفمبر
- محامي يقدم بلاغا عاجلا للنائب العام ضد زوجة الارهابي صفوان ثابت ..اعرف السبب
- حزب ”المصريين“: الضربات الاستباقية للأمن الوطني صمام أمان للدولة المصرية
- بتكليف من صفوان ثابت .. ضبط الاخواني يحي مهران بحوزته ٨ ملايين دولار لتمويل الارهاب
وتشهد جماعة الإخوان الإرهابية، زلزال عنيف منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميًا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا، ومجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، وتأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المزمع إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.
وتتعرض جماعة الإخوان، إلى حالة من الانهيار بعد الانقسامات التي شهدتها خلال الفترة الماضية، حيث حسمت قيادات تاريخية موقفها لصالح منير، مقابل تصعيد المواجهة من جبهة الأمين العام السابق، محمود حسين، بإعلان عزل نائب المرشد عبر مجلس شورى مطعون في شرعية قراره، فيما يطالب شباب الجماعة بأن يتقدمون الصفوف، ويطيحون بقيادات الجبهتين.
تعيينات جديدة
أصدر "مكتب لندن"، بيانًا أكد فيه أن نائب المرشد، إبراهيم منير، هو القائم بمهام المرشد، والمعبر الرسمي عن جماعة الإخوان الإرهابية أمام الرأي العام ووسائل الإعلام، كما تم الإعلان عن تعيينات جديدة.
وأعلن "مكتب لندن"، تكليف عضو مجلس الشورى العام للإخوان، أسامة سليمان، كمتحدث رسمي باسم الجماعة، وتكليف أحد شباب الإخوان، صهيب عبد المقصود، كمتحدث إعلامي، في محاولة من جبهة إبراهيم منير لاستمالة شباب الإخوان الغاضب من الصراع بين القيادات.
مزاعم واهية
وفي محاولة منه لإنكار الواقع تجاهل إبراهيم منير، في مقابلة تلفزيونية مع فضائية مملوكة للتنظيم الإرهابي، الخلافات القائمة، قائلا: "إن الخلافات انتهت، وإن الجماعة عادت وستعود لعافيتها"، متابعًا: "وقد نختلف حول المواقف والسياسات، في إشارة لإمكانية الإطاحة بمجموعة محمود حسين".
مغازلة الشباب
وأضاف القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، أنه مازال هناك عدم قبول للواقع لدي بعض الاخوان، ولعلهم في لحظات يتبين لهم أن المسألة ليست مسألة شخصية، أولوياتنا في هذه المرحلة هي لم الشمل.
وحاول القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم الإرهابي، استمالة شباب الإخوان، بمغازلته إياهم، إذ زعم أن السنوات الماضية أفرزت جيلًا جديدًا بوعي كبير يساهم في نضوج الجماعة.
كما غازل منير، القيادة السياسية في مصر، قائلا "لن نعمل تحت الطاولة لو حدثت مبادرة يمكنها التخفيف أو الإفراج عن السجناء سنعلن عنها".
مصالح ذاتية
من جانبه يقول أحمد سلطان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان تعيش حالة تصدع كبير، في ظل الخلافات حول المصالح والنفوذ، مؤكدا أن من يحسم معركة "مكتب اسطنبول" سيحسم الهيمنة على قرار الإخوان، لأن اسطنبول تشكل ثقل الإخوان في الوقت الحالي.
ويضيف سلطان، أن كل طرف داخل الإخوان يسعى لتعظيم المصالح الذاتية على حساب الطرف الآخر، فالصراع كان مشتعلًا في الخفاء والآن خرج للعلن، بعد التطورات الأخيرة التي حدث بين حسين ومنير.
ويؤكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن التعايش بين تيارات الإخوان انتهى، فكل طرف يسعى لجذب واستمالة القواعد والشباب لصالحه من أجل حسم الصراع على قيادة الجماعة.
أزمة هيكلية
ويوضح الباحث في الحركات الإسلامية، أن التعيينات الجديدة من قبل منير، وخروجه في مقابلة على فضائية تابعة للتنظيم الدولي، أمور تدل على أن إبراهيم منير اقترب من حسم الصراع لصالحه، بدعم من التنظيم الدولي للجماعة.
وينوه سلطان إلى سببا آخر يقرب من حسم منير لامتلاك قرار الجماعة وهو أن عددًا كبيرًا من القواعد والشباب داخل الإخوان لديهم مواقف من مجموعة محمود حسين، التي استأثرت بتمويل الجماعة والحصول على ميزات استثنائية.
ويؤكد سلطان، أن الإخوان أصبحت جماعة مأزومة ومنقسمة على ذاتها، وحتى لو تم حسم الصراع لصالح لطرف واحد لن تُحل أزمة الإخوان، لأن أزمة الجماعة داخل بنيتها الهيكلية وعقلها الاستراتيجي، ولا يمكن علاج هذا الخلل داخل الإخوان إلا بحل الجماعة وانتهائها.
اتهامات متبادلة
في سياق متصل يرى أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن جبهتي اسطنبول ولندن لا يملكون أي شرعية، فالمجموعتان ليس لهما شرعية أو صلاحيات بعزل أحد بموجب لوائح التنظيم القديمة، لافتًا إلى أن ما تفعله كلتا الجبهتين، هي محاولة للادعاء بتمثيل قرارات التنظيم، الذي لم يعد له قرار خصوصاً بعد هذا التشظي الواضح.
ويضيف بان، أن ما حدث أخيرًا داخل الإخوان هو انشقاق بين القيادات القطبية للتنظيم التي ورثت مقدرات التنظيم منذ ولاية محمد بديع، والتي كانت تسيطر فعلياً منذ عام 1990، وهي مجموعة محمود حسين التي كان من بينها إبراهيم منير، متابعًا: "صمت منير على ما اعتبره فساد مجموعة حسين، بسبب عدم التعرض له طوال الفترات الماضية، لكن حينما بدأت مجموعة حسين تتعرض له بدأ منير في الحديث عن الفساد".
صراع نفوذ ثلاثي
ويوضح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الصراع بين المجموعتين صراع على النفوذ، وصراع على المصالح والأموال، وهي خناقة داخل معسكر واحد، بعدما تراجع التنظيم بشكل كبير في العديد من الدول، ورفعت تركيا يدها عن التنظيم، بعدما أدركت أن تنظيم الإخوان ليس لديه ما يقدمه وليس لديه أي أوراق سياسية.
ويتابع بان: "شباب الإخوان بالخارج لهم رأي ثالث، هو أن الأحداث تجاوزت الجبهتين، وهاتان القيادتان لم تنجحا في إضافة أي جديد للتنظيم، وأضاعتا كل الأوراق، وعليهما أن تسلما القيادة للشباب، وهو ما يرفضه إبراهيم منير ومحمود حسين".