أنواع الحسد في القرآن

هناك الكثير من الأدلة في القرآن وفي الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثت عن الحسد وهذا يدل على أن الحسد حقيقة لا يمكن إنكارها وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كيفية تحصين أنفسنا من الحسد بآيات القرآن وبالأذكار.

 

سيستعرض لكم موقع محطة مصر نيوز الآيات والأحاديث الذي ذكر فيها الحسد وتفسيرها.

الآيات التي ذكر فيها الحسد:

حسد الكافرين للمسلمين:

يحسد البشر بعضهم البعض والمقصود بالحسد هو تمني زوال نعمة الغير، ومن أشد أنواع الحسد والتي ذكرها الله في القرآن الكريم، حسد الكفار للمسلمين، فيقول تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ).

وتفسير هذه الآيات أن الله سبحانه وتعالى يحذر عباده المؤمنين ويعلمهم بعداوة أهل الكتاب لهم في الباطن والظاهر، ويوضح لهم أنهم يحسدون المؤمنين حسدًا عظيمًا، مع علمهم بفضلهم وفضل نبيهم محمد صلوات ربي وسلامه عليه، وأن سبب كفرهم وجحودهم بالنبي والدين الإسلامي رغم أنه مذكور في كتبهم هو الحسد، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث في العرب ولم يبعث فيهم، وفي هذا دليل على أن الحسد قد يدفع بصاحبه إلى الهلاك والكفر بالحق إذ تمكن من قلبه.

ويقول الله تعالى: (وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجْنُونٌ).

وتفسير ذلك أن الذين كفروا من شدة حسدهم وحقدهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرادوا أن يصيبوه بالعين ويصرعونه، كما تقول العرب: كاد فلان يصرعني بشدة نظره إليّ.

وفي هذا دليل أن العين قد تصرع الإنسان من شدة الحسد.

حسد الإخوة لبعضهم البعض:

يقص علينا القرآن الكريم أحسن القصص لأخذ العظة والعبرة ومن أهم هذه القصص هي قصة نبي الله يوسف عليه السلام وإخوته الذين رموه في الجب حسدًا وحقدًا من عند أنفسهم لقرب ومعزة يوسف عند أبيهم، فيقول تعالى واصفًا حسد إخوة يوسف عليه السلام: (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ).

 

الاستعاذة من الحسد:

بعد أن ذكر الله لنا الحسد في محكم آياته، ليحذرنا من أثره على نفس ودين الحاسد، وعلى المحسود، علمنا كيف يمكننا أن نحصن أنفسنا من الحسد، وقد أنزل الله سورة الفلق كاستعاذة من الحسد وشر الحسد وشرالحاسد، وهذا يدل على أن الحسد أذاه مستطير وشره كبير.

يقول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).

وتفسير سورة الفلق بشكل عام الاستعاذة واللجوء برب الفلق، من شر جميع المخلوقات التي خلقها الله، ثم خص بعد ما عم، فقال: ومن شر غاسق إذا وقب أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.

ومن شر النفاثات في العقد أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.

ومن شر حاسد إذا حسد والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.

 

إقرأ المزيد:
الإفتاء توضح حكم الحسد وطريقة العلاج

«الإفتاء» توضح حكم اتباع المذاهب الأربعة

حكم وصية الميت ألا يقف شخص ما على غسله.. الأزهر يجيب.