في زمن النبي.. تعرف على قصة الصحابي الذي كاد يقتله الحسد
فاطمة هشاميعتبر الحسد من أشد الأمراض القلبية الخطيرة التي تفسد دين ودنيا الحاسد، فهو دائمًا ساخط حاقد يتمنى زوال النعم من غيره، لا يرضى بنصيبه ولا يبصر نعم الله عليه وأفضاله، ولكنه مشغول بحياة غيره.
والحسد مذكور في القرآن، يقول الله تعالى في سورة الفلق (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
اقرأ أيضاً
- الإفتاء توضح حكم الحسد وطريقة العلاج
- فيفي عبده :هربت وأنا عندي ١٢ سنة بسبب مرات أبويا
- الصداع وكثرة النوم.. «الإفتاء» تؤكد على أعراض الحسد والسحر
- من الدين.. ما علاقة وجود النمل بالحسد؟
- في رمضان...عبد الوهاب مؤذنا وشاديةتتشائم-و هدي سلطان تخاف من الحسد
- دينا فؤاد لكل من يحسدها: ”أبقوة خدوا بصة على خيبتنا والدكاترة والإرهاق”
- صابرين تنشر الرقية الشرعية لأهلها وتدعوا لهم في صلاتها
- ”الرقية الشرعية” .. علاج منيع للحسد والسحر
كما أن الحسد ذكر في السنة النبوية الشريفة أيضًا، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ ، أَوْ مِنْ نَفْسِهِ ، أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ ، فَلْيُبَرِّكْهُ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ)، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا)، وفي حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العينُ حقٌّ تُدخِلُ الجملَ القِدرَ والرَّجلَ القبرَ).
وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كيفية تحصين أنفسنا من العين والحسد من خلال قراءة المعوذتين والتحصين بأذكار الصباح والمساء.
وإذا تأملنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدنا كيف تعامل المصطفى صلوات ربي عليه وسلامه مع الحسد، ومن أشهر القصص التي حدثت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة الصحابي سهل بن حنيف والذي حسده أحدهم فخر صريعًا فاقدًا الوعي من شدة المرض، وفي هذا دليل أن الحسد يؤذي ويضر، ولكن من المهم الإيمان والاعتقاد (أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك).
فما هي قصة الصحابي سهل بن حنيف مع الحسد وكيف تعامل معه رسول الله صلى الله عليه وسلم..؟
روى ابن حبان في صحيحه قصة سهل بن حنيف حيث كان يغتسل ذات يوم فرآه عامر بن ربيعة وكان سهل بن حنيف أبيضًا حسن الجلد، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء، فمرض عامر بن ربيعة واشتد مرضه فجاء إلى الرسول ليخبره بما حدث، فقال: " علامَ يقتُلُ أحدُكم أخاه ألَا برَّكْتَ إنَّ العينَ حقٌّ توضَّأْ له".
وتفصيل هذه القصة أن الصحابي الجلي سهل بن حنيف رضي الله عنه وأرضاه، كان رجلًا جميلًا، حسن الشكل وأبيض اللون وجميل الجسد وأنيق الملبس، وفي يومٍ من الأيام أراد سهل بن حنيف الاغتسال، فقام بنزع ردائه.
فرآه الصحابي عامر ابن ربيعة، فنظر إليه نظرة وقال: "والله ما رأيتك اليوم ولا جلد مخبأة، وفي رواية ولا جلد عذراء وذلك من شدة جمال الصحابي سهل بن حنيف، فصرع سهل وخر مغشيًا عليه وأصابه مرض شديد لدرجة أنه فقد الوعي.
حينها هرع الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: "أدرك سهل" فأتى النبي وقصوا له ما حدث فقال النبي "علام يقتل أحدكم أخاه ألا هل بركت" وفي رواية "إذا رأي أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة".
وهنا يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن على المسلم أن يبارك أخاه إن رأى عليه أو عنده ما يعجبه، حتى يكسر حسد العين.
اقرأ أيضًا: