بعد قبول الدعوة.. ما مدلولات زيارة شيخ الأزهر للعراق ؟

لأول مرة، أعلن فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن استعداده لزيارة العراق مطلع نوفمبر المقبل، في محاولة منه لدعم العراق، ودعوة الدول الإسلامية للتضامن مع الشعب العراقي في أزماته.

 

وتأتي زيارة شيخ الأزهر للعراق، بعد توجيه دعوة رسمية له قبل أشهر قليلة من قبل الحكومة العراقية، وتشمل الزيارة مدن النجف وبغداد والموصل، وأربيل.

 

وقال الإمام الطيب، في تصريحات لصحيفة العراق الرسمية: "العراق بلد عزيز على قلبي وأتمنى زيارته والتقي شعبه الكريم، فهناك مشتركات كثيرة بين العراق ومصر وهما قطبان مهمان في العالم الإسلامي".

 

مدولولات زيارة شيخ الأزهر للعراق

وحول أهمية زيارة شيخ الأزهر للعراق، يقول مريوان نقشبندي مدير الضمان النوعي بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان العراق في تصريحات صحفية، إن العلاقة بين حكومة إقليم كردستان العراق ومشيخة الأزهر الشريف، علاقة وطيدة وقديمة، حيث افتتح قبل أعوام معهد أزهري في عاصمة إقليم كردستان أربيل، هو الثالث من نوعه حول العالم خارج مصر، وهكذا تطورت العلاقات بين الجانبين، وتوالت الزيارات المتبادلة بين ممثلي الأزهر والإقليم، وآخرها زيارة وزير الأوقاف في الإقليم إلى الأزهر الشريف، لتوجيه الدعوة الرسمية للشيخ الطيب لزيارة كردستان في سياق زيارته للعراق حيث وعد خلالها بتلبية الدعوة.

 

وأوضح نقشبندي، أن زيارة شيخ الأزهر تاريخية وتهم كافة العراقيين بعد زيارة بابا الفاتيكان، حيث أن الطيب أعلى مرجع إسلامي حول العالم.

 

وتابع نقشبندي: "الزيارة ستشكل دفعة نحو تقوية علاقاتنا الوطيدة مع الأزهر أكثر فأكثر، فمثلًا ثمة سنويًا نحو 20 طالبًا من هنا يتم ابتعاثهم للدراسة بجامعة الأزهر، وهناك أكثر من 500 طالب كردي عراقي، تخرجوا من الأزهر الشريف، حتى أن ثمة العديد من وزراء الأوقاف السابقين في حكومات إقليم كردستان المتعاقبة، كانوا من خريجي الأزهر، فالاعتماد على الأزهر كمرجع علمي إسلامي، هو مهم جدًا بالنسبة لنا هنا في كردستان العراق".

 

واستطرد المسؤول الكردي العراقي: "زيارة كل من قداسة بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الطيب تباعًا للعراق وإقليم كردستان، تعني الاعتراف من قبلهما بأهمية تجربة كردستان العراق في صون التعايش السلمي والتسامح الديني، والجمع بين مختلف الأطياف القومية والدينية والمذهبية حيث باتت ملاذا آمنا للجميع".

 

دعوة للتضامن مع العراق

في سياق متصل، أكد منسق عام مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف كمال بريقع عبد السلام: أن زيارة شيخ الأزهرإلى العراق، سيكون لها أثر كبير على مستويات عدة، أبرزها توجيه أنظار الدول العربية والإسلامية إلى التضامن مع الشعب العراقي.

وأضاف بريقع، أن الزيارة تهدف لدعم وحدة الشعب العراقي بكل أطيافه، وهو ما يحتاجه هذا البلد بقوة في ظل اللعب علي وتر الخلافات الطائفية لخدمة المصالح الذاتية الضيقة.

وأوضح منسق عام مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف، أنه من المتوقع أن تسفر الزيارة عن تعزيز التعاون مع العراق فيما يتعلق بنشر فكر التسامح، لتقويض الأسس الفكرية التي تقوم عليها أيديولوجيات الجماعات الإرهابية، مما يساعد في الحفاظ علي كثير من الشباب وتحصينه من خداع هذه الجماعات وتضليلها.

جولات شيخ الأزهر الخارجية

زيارة الإمام الطيب للعراق، ليست الأولى من نوعها، حيث قام شيخ الأزهر الشريف بجولات عديدة لدول شهدت صراع ونزاعات عديدة، سعيًا منه لحقن الدماء ونشر روح التسامح والسلام، ولتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي.

إندونيسا

في 21 فبراير 2016، بدأ الإمام الأكبر، أولى جولاته الخارجية من إندونيسيا، لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية، والتحديات الراهنة التي تواجهها، مع الرئيس ويدودو، حيث أطلق الطيب، من العاصمة جاكرتا دعوة للتسامح بين علماء الأمة ونبذ الفرقة والتعصب المذهبي فيما بينهم. وطالب الطيب، خلال لقائه مجلس علماء إندونيسيا، العلماء بنشر سماحة الدين الإسلامي ووسطيته التي تدعو إلى التعايش وقبول الآخر وعدم إقصائه.

نيجيريا

في 16 مايو 2016، استهل شيخ الأزهر أولى جولاته لقارة أفريقيا، بزيارة إلى نيجيريا، التقى خلالها الرئيس محمد بخارى لمناقشة سبل مواجهة الفكر المتطرف، ووجه الطيب، كلمة للشعوب الأفريقية، أكد خلالها أن جماعات التطرف والإرهاب تسعى دومًا لتشويه صورة الإسلام، وتصويره على أنه دين عنف ودماء وتوحش، وزار للمرة الأولى مخيم اللاجئين بالعاصمة النيجيرية، أبوجا، في رسالة تؤكد تضامن الأزهر الشريف، مع النازحين من بلادهم جراء الحروب.

الفاتيكان

وزار شيخ الأزهر، دولة الفاتيكان فى21 مايو 2016، بعد دعوة البابا فرنسيس، بعد انقطاع بينهما دام خمس سنوات، بسبب تصريحات البابا السابق المسيئة للإسلام عام 2011، بعد حادث كنيسة القديسين، واتفق شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان على عقد مؤتمر دولى عن السلام.

فرنسا

وفي 24 مايو 2016 زار شيخ الأزهر، العاصمة الفرنسية باريس، وكان فى استقباله الرئيس فرانسو اولاند، والذى كسر كافة البروتوكولات الرئاسية وأسرع لاستقبال شيخ الأزهر على باب سيارته، والتقط مع فضيلته بعض الصور أمام قصر الاليزيه، كما وجه خطابًا عالميًا للشعوب الأوروبية، أكد فيه على سماحة الإسلام وقبوله للآخر وحثه دائمًا على التعايش السلمي.

الشيشان

كما ألقى شيخ الأزهر، الكلمة الرئيسية لمؤتمر "أهل السنة والجماعة"، الذى عقد نهاية أغسطس 2016 بالشيشان، في أول زيارة للعاصمة جروزنى، والتقى خلال الجولة الرئيس الشيشانى رمضان قاديروف، الذى أعرب عن سعادته بزيارة الإمام الأكبر للبلاد، ما جعل الرئيس يقود السيارة لشيخ الأزهر، ووجه كلمة للأمة أكد خلالها أن الجماعات التكفيرية لا علاقة لها بأهل السنة، وأن العولمة تسيطر على الشرق بالتبشير بأمراض خلقية وحريات فوضوية.

الإمارات

وزار شيخ الأزهر دولة الإمارات العربية المتحدة، في 2 توفمبر 2016، ترأس خلالها الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب، ووجه كلمة للأمة هناك، أكد خلالها أن مآسى البشرية مردها إلى شيوع الفكر المادي وفلسفات الإلحاد أو السياسات الجائرة التي أدارت ظهرها للأديان السماوية، لافتًا إلى أن التقدم العلمى المذهل لم يواكبه تقدم موازٍ فى الأخلاق والقيم.

موريتانيا

في 20 مارس 2018، توجه شيخ الأزهر إلى موريتانيا، والتقى بالرئيس الموريتانى ورئيس البرلمان، كما عقد حلقة نقاشية مفتوحة مع كبار علماء الدين فى موريتانيا حول التصدى لظاهرة العنف والتطرف، وعلى هامش اللقاءات الرسمية والدينية، شهد توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين جامعة الأزهر وعدد من المؤسسات العلمية فى موريتانيا.

كازاخستان

كما زار فضيلة الإمام الأكبر، دولة كازاخستان وبحث مع الرئيس الكازخى سبل التعاون مع مصر والأزهر الشريف في العديد من المجالات وألقى كلمة خلال مؤتمر قادة الأديان، وشهدت الزيارة فعاليات على مختلف الأصعدة، ولاقت نجاحات كبيرة.

أوزبكستان

عقب انتهاء زيارته لكازاخستان توجه فضيلة الإمام الأكبر إلى جمهورية اوزبكستان، ناقش خلالها العديد من القضايا المهمة فى العديد من المجالات المختلفة مع رئيس الدولة وكبار المسئولين فى الدولة وأصدر فضيلة الأمام العديد من القرارات لتعزيز العلاقات بين البلدين.