مصر في زمن المماليك.. أيبك يقتل أقطاي وشجرة الدر تنهي حياته
محمود الصادق محطة مصرشهدت حقبة حكم شجرة الدر، أحداث متشابكة ومغامرات ومؤامرات معقدة، حيرت الكثير من المهتمين بالتاريخ.
وتحل اليوم 18 سبتمبر، ذكرى قتل عز الدين أيبك لصديقه ومنافسه الملك أقطاي، والتي وقعت في 18 سبتمبر عام 1254، بعد موت الملك الصالح أيوب ومقتل ابنه توران شاه، وتولي شجرة الدر الحكم، فوجد المماليك أنفسهم أمام حكم مصر.
اقرأ أيضاً
بداية الأحداث
وهنا بدأت الأحداث، حيث قررت شجرة الدر الزواج من أمير لتضمن ولاء المماليك، وهم القوة الأولى في مصر وقتها، بعدما تولت حكم البلاد.
وقع اختيار شجر الدر، على عز الدين أيبك التركمانى الصالحي، وهو من المماليك الصالحية البحرية، أي من مماليك زوجها الراحل الملك الصالح نجم الدين أيوب، وتزوجت شجر الدر من أيبك، ثم تنازلت له عن الحكم، ظاهريًا، بعد أن حكمت البلاد 80 يومًا فقط.
واشتهر الملك عز الدين أيبك، بذكاءه الحاد، حيث أنه لم يصطدم بشجرة الدر ولا بزعماء المماليك البحرية في أول أمره، بل بدأ يقوى من شأنه، ويعد عدته تدريجيًا.
وصول أيبك للحكم
بالفعل نجح أيبك، في الوصول لحكم مصر، ما زاد نفور زعماء المماليك البحرية منه، خاصة فارس الدين أقطاى، الذى كان يبادله كراهية معلنة، لا يخفيها فقد بالغ فارس الدين أقطاى في احتقار أيبك بحيث كان يناديه باسمه مجردًا من أي ألقاب.
ويُعد فارس الدين أقطاي بن عبد الله الجمدار الصالحي النجمي، أحد كبراء دولة المماليك البحرية ومؤسسيها في مصر، وهو مملوك تركى الأصل بيع بدمشق بألف دينار، وألحق بخدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب فجعله جمداره، أي الموكل بلباسه، فعرف بهذا اللقب.
اضطر أيبك، للتفكير الجاد في التخلص من أقطاي، ليظهر للمصريين جميعًا قوته، وبسبب معاملته السيئة له، وبعد إحساس أيبك من داخله أن المماليك البحرية نظرون إليه على أنه مجرد زوج للملكة المتحكمة فى الدولة.
التخلص من أقطاي
انتظر أيبك الفرصة المناسبة إلى أن علم أن أقطاي يتجهز للزواج من إحدى الأميرات الأيوبيات، فأدرك أن أقطاي يحاول أن يضفي على نفسه صورة جميلة أمام الشعب، وأن يجعل له انتماءً واضحًا للأسرة الأيوبية التي حكمت مصر قرابة 80 سنة، وإذا كانت شجرة الدر حكمت مصر لكونها زوجة الصالح أيوب، فماذا لا يحكم أقطاي مصر لكونه زوجًا لأميرة أيوبية فضلًا عن قيادته للجيوش، وبالفعل تم قتل فارس الدين أقطاي بأوامر الملك المعز، وبتنفيذ من مماليكه المعزية في 18سبتمبر 1254.
مؤامرات قُتل فيها أيبك وشجرة الدر
وبعد أن تزوجت شجرة الدر، من عز الدين أيبك للحفاظعلى نفوذها، قرر الأخير في ممخطط الاستيلاء على السلطة، فااشتد نفوذه وبدأ في التخلص من المماليك البحرية، رغم أنه في الأساس واحد منهم، وساعده في ذلك أقوى رجاله "سيف الدين قطز"، وبدأ يُقلل من دور شجرة الدر، ووافق الجميع على وجوده كملكًا لمصر، وخضع له الخليفة العباسي، وبدأ يفكر في توريث الملك، فأرسل إلى بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل يطلب الزواج من ابنته لإنجاب ولي العهد، خاصة أن ابنه المنصور لا يصلح ملكًا، وشجر الدر قد بلغت الخمسين من عمرها، هنا بدأت الملكة تشعر بالقلق وأن أيبك يخطط لاغتيالها فأمرت بقتله، ووضعت خطة بإحكام، وتم اغتيال أيبك في 27 أبريل عام 1257 أثناء استحمامه في قلعة الجبل على يد أحد الخدم من المماليك الخونة، بعد أن أغرته بالمال.
وأعلنت شجرة الدر، في اليوم التالي وفاة الملك ليلًا، إلا أن قطز لم يصدق، واستطاع الوصول للقاتل وانتزع منه اعترافًا، وهربت شجر الدر إلى البرج الأحمر بالقلعة، خوفًا من بطش قطز، وتم تنصيب نور الدين ابن ايبك سلطانًا للبلاد، وكان صبيًا في الخامسة عشرة من عمره، وبعد أيام، عُثر على جثة شجر الدر ملقاة خارج القلعة، بعد أن قتلها خدم أم المنصور نور الدين ابن ايبك، زوجة أيبك الأولى.