مالا تعرفه عن مسجد ”وادى المستضعفين”
نيرمين حسينعلى سفح جبل المقطم فوق مقابروحارات الأباجية ،يقع مسجد "شاهين الخلوتى" أحد أهم الأثار اﻹسلامية بالقاهرة فى منطقة كانت تسمى قديماً "وادى المستضعفين ".
عندما تراه عند مرورك من طريق الأوتوستراد أثناء اتجاهك من أو إلى المعادى،تشعرو كأنه قلعة من قلاع ألف ليلة و ليلة ،أو إنه منحوت فى الجبل منذ أيام الفراعنة.
اقرأ أيضاً
بنى هذا المسجد عام ٩٤٥ هجرية - ١٥٣٨ ميلادية، وكانت مصر أنذاك ولاية عثمانية واليها "داوود باشا الخصى"،وقد بناه جمال الدين شاهين لوالده الشيخ الصالح العارف بالله شاهين الخلوتي.
ولد الخلوتي بمدينة " تبريز " ببلاد فارس فى القرن التاسع الهجري ، وقضى هناك طفولته ومعظم شبابه ،وأنتقل بعدها إلى مصر حيث اشتراه السلطان الأشرف قايتباى ،وجعله واحداً من مماليكه ، ثم زهد حياة الجندية و المماليك و أنزوى على نفسه فى جبل المقطم فى خلوة مع الله فى نفس مكان المسجد والضريح.
ويعتبرالمسجد طرازاً معمارياً فريداً فى الأثار الإسلامية ،حيث إنه بنى عن طريق نحت الجبل نفسه على طريقة معبد حتشبسوت و مدينة البتراء، وهو ضمن مجموعة تضم المسجد وضريح وثلاثة قبور ، أكبرهم لشاهين الخلوتى ، ثم أخران لجمال الدين شاهين وابنه محمد شاهين .
ويعلو قبة المسجد قطعة رخام -تم سرقتها مؤخرا -كان مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم أنشئ هذا الجامع ووقفه العبد الفقير إلى الله جمال الدين عبد الله نجل العارف بالله الشيخ شاهين ، أفتتح عام ٩٤٥ هجرية.
كان بالمسجد أربعة أعمدة من الحجر، وقبلته مشغولة بقطع من الرخام الملون والصدف ،وداخل القبة أيضا مكتوب تاريخ تجديدها عام ١٠٠٧ هجرية.
وتتمثل ملحقات المسجد فى مساكن وخلوات للصوفية ، ومقابر منحوتة وصهريج للماء وبيت خلاء بالإضافة إلي مجموعة من المغارات المنحوتة فى الصخرعلى مستوى واحد أو على مستويات مختلفة من الجبل.