بعد إمام مسجد الدقهلية.. التحرش بالأطفال في نظر القانون

التحرش الجنسي بالأطفال، جريمة شنعاء انتشرت في المجتمع المصري، على مدار السنوات القليلة الماضية، لم يرتكبها شباب فقط بل فعلها كبار السن وبعض رجال الدين أو المتظاهرين بذلك، حيث شهدت مدينة طلخا التابعة لمحافظة الدقهلية، جريمة نكراء ارتكبها إمام وخطيب مسجد ببلدته، إذ أقدم على هتك عرض طفلة عمرها 10 أعوام، بعد أن ذهبت إلى منزله لتلقي درس تحفيظ القرآن الكريم.

 

إمام مسجد يهتك عرض طفلة

قررت النيابة العامة بطلخا بمحافظة الدقهلية الخميس، حبس إمام وخطيب مسجد بإحدى قرى مركز طلخا، 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بعد أن اتهمته ربة منزل، بهتك عرض نجلتها وعمرها 10 سنوات، أثناء حضورها درس تحفيظ القرآن في منزله.

وقالت والدة الطفلة، في المحضر الذي تقدمت به لمديرية أمن الدقهلية، أن طفلتها كانت تتردد على منزل المتهم لحفظ القرآن الكريم إلا أنه استدرجها بعد انصراف باقي زملائها وتعدى عليها جنسيًا وهتك عرضها وخافت الطفلة إخبارها بالواقعة ولكنها رفضت الذهاب لدرس تحفيظ القرآن بمنزله وبالضغط عليها أخبرتها بما حدث.

وأضافت الأم: "المجرم استغل إن بنتى أبوها متوفى ويتيمة ومحدش هايحاسبه فهتك عرضها واغتصبها". وبتقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة، تم ضبط المتهم وأحيل للنيابة العامة للتحقيق، ونفى المتهم تعديه جنسيًا على الطفلة، ولكنه اعترف أمام النيابة العامة أنه تحرش بها قائلا لم يتعد الأمر سوى التلامس والقبلات فقط دون وجود أي علاقة جنسية أو هتك عرض.

وقررت النيابة العامة، حبس المتهم وإحالة الطفلة للطبيب الشرعى والذى أكد من الكشف المبدئى تعرض الطفلة لاعتداء حديث وهو ما يتماشى مع اتهامات الأم.

 

عقوبة التحرش بالأطفال في مصر

نصت المادة 306، من قانون العقوبات المصري، على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة من 3 - 5 آلاف جنيه كل من تعرض للغير سواء كان في مكان عام أو خاص أو إتيان أمور أو إيحاءات جنسية سواء بالقول أو الفعل بأي وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية، فيما تغلظ العقوبة في حالة تكرار الفعل بالحبس مدة سنة ويدفع غرامة مالية ما بين 5 إلى 10 آلاف جنيه أو هاتين العقوباتين.

عقوبة هتك العرض بالقوة

وتنص المادة 268 و269 من قانون العقوبات،على: "كل من هتك عرض طفل أقل من 18 سنة ميلادية يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 7 سنوات وتشدد العقوبة في حالة إذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو المتولين تربيتهم أو ممن لهم السلطان عليه أو في حالة تعدد مرتكبي الجريمة وإذا اجتمع هذان الأمران تصل العقوبة إلى المؤبد وفقًا للقانون المصري.

قانون الطفل المصري

كما تنص المادة رقم 116 من قانون العقوبات المصري،على أنه يزيد بمقدار مثل الحد الأدنى للعقوبة لأي جريمة إذا وقعت من شخص بالغ على طفل أو في حالة ارتكاب الجريمة أحد الوالدين أو من له الولاية على الطفل أو الوصايا عليه أو المسئول عن ملاحظته أو تربيته أو من له سلطة عليه مثل المدرس أو المدرسة أو خادم له مما يعني أن الحبس لا يزيد عن سنتين وغرامة 20 ألف جنيه وذلك لأن الطفل يعد في رعايته وتحت مسئوليته.

وأكد طارق العوضي، الخبير القانوني والمحامي بالنقض والدستورية والإدارية العليا، أن عقوبة التحرش بالأطفال وفقًا للمادة 267 من قانون العقوبات تكون بالسجن المشدد من 7 سنوات ولا تتجاوز 15 عامًا.

 

اضطرابات نفسية

من جانبه أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن التحرش بالأطفال يعد نوعًا من انواع من الاضطراب النفسي، ومن يعاني منه، ويمارسه عليه مسئولية كاملة 100%، لأنه يكون في كامل وعيه، ويدرك تمامًا حجم وبشاعة ما يفعله.

وأوضح استشاري الطب النفسي، أنه يوجد نوعان من التحرش بالأطفال، الأول التحرش العنيف "الاغتصاب"، وقد يسبب وفاة الطفل أو الطفلة في هذه الحالة، وهناك التحرش الخفيف، القائم على الملامسة فقط.

وتابع فرويز: "جريمة التحرش بالأطفال، ظاهرة موجودة في كل دول العالم بلا استثناء، وفي كل الطبقات المجتمعية، والدول تكافحها بتغليظ العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم، والتوعية المجتمعية بخطورتها".

حكم التحرش بالأطفال

وفي هذا الإطار، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن التحرش الجنسي بالأطفال يعد من أشنع الأفعال وأقبحها في نظر الشرع الشريف، وكبيرة من كبائر الذنوب تنأى عنها كل الفطر السوية، وانتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية في المجتمع.

وأوضحت دار الإفتاء، في فتواها، أن التحرش بالأطفال يعد قتل للطفولة، وانتهاك للبراءة، وإلى كونه فعلًا فاحشًا، فهو غدر وخيانة، لأن الصغير لا يعي ولا يفهم ما يقع عليه، كما أن أهل الصغير لا يتحرزون من تركه مع الكبار، لأن الأصل أنه غير مشتهى، واشتهاؤه إنما هو على خلاف الفطرة السليمة، فلا يصدر هذا الفعل إلا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة التي تتوجه همتها إلى التلطخ والتدنس بأوحال الشهوات بطريقة بهيمية، وبلا ضابط عقلي أو إنساني.