”الرّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ”... أهمية الصداقة في الإسلام
فاطمة هشام محطة مصرالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان كائن اجتماعي يعيش في مجتمعات ولا تستقيم حياته بالعيش وحيدًا فقد فُطِر الإنسان على حب الاستئناس ببني جنسه، وتكوينِ صداقات مع بعضهم؛ ولذا نجد أن الإسلام اهتم بفكرة حسن اختيار الصديق كما أرشدنا الإسلام إلى أسس اختيار الأصحاب وتكوين الصداقات.
وقد قام مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإلكترونية بنشر مقالة على موقعه الرسمي يستعرض فيها كيف شدَّد الشرع على ضرورة الفحص والنظر قبل مصاحبة شخص ما وطول مجالسته؛ وذلك لأن الصّديقُ يتشبّه بصديقه ويتشرَّب من صفاته.
اقرأ أيضاً
- مركز الأزهر للفتاوى: ”صلاة المرأة في الأماكن العامة أمام الرجال صحيحة”
- السيسي يؤكد اعتزاز مصر بعلاقات الصداقة الوثيقة مع اليابان
- وزيرة الثقافة ومحافظ اسوان يفتتحان مسرح الصداقة بتكلفة ١٢ مليون جنيه
- الصداقة الكندية :الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق مع دولتى المصب مخالف لمبادىء القانون الدولى
- من يؤتمن على العرض لا يسأل عن المال...! الأزهر يحسم هذا الجدل
- اقترب من صاحبات هذه الأبراج فهن الأكثر صدق وصداقة.. تعرف عليها
وقال رسول الله ﷺ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ »، وفي هذا الحديث بيان على أهمية اختيار الصديق الصالح، ولذلك حثّنا الشرعُ الشريف على مجالسة أهل العلم والخير ومكارم الأخلاق؛ لِما يعود من نفعٍ بمجالستهم، ونهَى عن مجالسة أهل الشرّ ومساوئ الأخلاق؛ لِما يعود من ضررٍ بمجالستهم.
ويجب الحذر عند مصادقة أحد لأنه سيؤثر عليك إما بالسلب أو الإيجاب، فيقول رسول الله ﷺ: « إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً».
كما حذَّر الله جل في علاه من أصدقاء السوء الذين يجتمعون على الشرور والآثام والإفساد في الدنيا، وجعل عاقبةَ ذلك انقلابَ صداقتهم عداوةً يوم القيامة، فصداقة الأخيار الذين يجتمعون على الخير والعمل الصالح هي فقط من تدوم والدليل على ذلك قوله تعالى: {الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}. [الزخرف: 67].
والصداقة الحقيقية هي التي يكون أساسَها المحبةَ الخالصةَ لوجه الله تعالى، فيجتمع الصديقان على حب الله ويحبان بعضهما في الله ولله، وقد عظم الله أجر الصداقة والمحبة فيه سبحانه، وجعل جزاء أصحابها محبةَ الله والاستظلال بظلّه يوم القيامة؛ فيقول رسول الله ﷺ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»، وذكر منهم: «وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ».
وهناك الكثير من الأحاديث عن فضل المحبة في الله فيقول ﷺ أيضا:«قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ».
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى أهمية إعلام من نحبهم بحبنا لهم وأن نصارحهم في حبنا لهم في الله ولله، والدليل على ذلك أن رجلًا كان عند سيدنا رسول الله ﷺ فمرّ به رجلٌ فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «أَأَعْلَمْتَهُ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «أَعْلِمْهُ» قَالَ: فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ. وقال ﷺ:« إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ».
والصديق الصدوق الصادق هو الذي يكون مخلصًا لصاحبه،ويكون له كالمرآة التي يٌبَصِّر فيها كلُّ صاحبٍ صاحبَه بعيوبه وأخطائه التي يقع فيها؛ ليتخلَّص منها؛ حتى يأخذ الصاحبُ بيد صاحبه إلى الجنة؛ فيقول رسول الله ﷺ: « الْمُؤْمِنُ مرْآةُ أَخِيهِ، إِذَا رَأَى فِيهَا عَيْبًا أَصْلَحَهُ».
إقرأ أيضًا: