في ذكرى وفاتها
السلطانة كوسم.. حكاية أقوى نساء الدولة العثمانية ونهايتها المأساوية
مروة محمد محطة مصريوافق اليوم الذكرى 370 على وفاة وجه القمر أو كما عُرفت أيضاً السلطانة ماه ييكر، أو السلطانة كوسم ولما لها من دور عظيم في الدولة العثمانية فتعتبر أقوى النساء في التاريخ العثماني، يستعرض لكم موقع محطة مصر ما لا تعرفه عن السلطانة كوسم وفقاً لما ورد عنها في التاريخ المصري والتركي.
حياة السلطانة كوسم :
وُلدت السلطانة كوسم في 4 ديسمبر عام 1590 في اليونان، وإسمها الحقيقي هو أناستاسيا ولكنها غيرت إسمها إلى كوسم مع دخول الإسلام في قصر توبكابي وسُميت باسم ماه بيك، وتوفيت في الثالث من سبتمبر عام 1651.
كان والد السلطانة كوسم أسقفاً في جزيرة تينوس وإسم السلطانة الأصلي هو أناستاسيا التي إشتراها سيد أسياد وأُرسلت إلى إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية إلى حرم السلطان أحمد الأول وكانت تبلغ خمسة عشر عاماً آنذاك كهدية.
وسميت باسم ماه بيكر وبسبب حب السلطان العثماني الرابع عشر أحمد الأول لها أسلمت وتزوجت منه وغيرت إسمها بعدها إلى كوسم، وجدير بالذكر أنها إكتسبت سلطتها ومكانتها عن طريق زوجها وبعد ذلك إبنها مراد الرابع وإبراهيم الأول وأخيراً قام حفيدها القاصر محمد الرابع بإعطائها مكانتها ولذا لُقبت بمنصب السلطانة الأم.
عرف عنها الذكاء والمكر والمراوغة فهى صانعة الخطط السياسية والمؤمرات بمنتهى الدقة فهى مقنعة لدرجة كبيرة.
وفاة السلطانة كوسم :
كانت تقوم السلطانة كوسم بإستغلال كافة الفرص لإبعاد أولادها وأحفادها عن إدارة شئون الدولة لرغبتها في الإستمرار والسيطرة على كافة الأمور، وعندما أرادت إستبدال حفيدها محمد الرابع بواحد آخر من الأحفاد أمرت السلطانة خديجة تورهان أم السلطان محمد الرابع بالإنزعاج من ذلك، مما دفعها إلى الأمر بإغتيال السلطانة كوسم في عام 1651.
مما ترتب عليه قتل السلطانة كوسم خنقا وبعد وفاتها نُقل جسدها من قصر طوبي قابي إلى القصر القديم وتم دفنها بجوار قبر زوجها أحمد الأول في منطقة سلطان أحمد بإسطنبول، وأقام أهل القسطنطينة الحداد لمدة ثلاثة أيام.
أبنائها وبناتها :
الأبناء الذكور :
أنجبت السلطانة كوسم العديد من الأبناء الذكور منهم هم شاه زاده محمد، مراد الرابع، شاهزاده قاسم، شاهزادة سليمان، إبراهيم.
أما بالنسبة لبناتها :
أنجبت عدد من البنات وهم عائشة سلطان، فاطمة سلطان، جوهرخان سلطان، خانزادة سلطان، عاتكة سلطان.
أعمال السلطانة كوسم :
اشتهرت السلطانة كوسم بتقديم الكثير من الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء في جميع أنحاء الدولة العثمانية، فقدمت الكثير من التبرعات والأعمال الخيرية للشعب والطبقة الحاكمة في الدولة.
كما كانت دوماً تقوم بدفع ديون المحكوم عليهم بالسجن بسبب ديونهم، وكانت تقوم بإطلاق سراح المساجين وقدمت الكثير من المساعدات للمسلمين الموجودين في مكة والمدينة.
قامت الملكة كوسم بتجهيز بنات الأسر الفقيرة عند زواجهن، كما قامت بتمويل أعمال الري في مصر، وقدمت الإغاثة لفقراء مكة، وإشتهرت بعملها الخيري وتحرير العبيد بعد قضاء ثلاثة سنوات من الخدمة.
كما إهتمت السلطانة كوسم ببناء الكثير من المنشأت في إسطنبول ومنها المساجد والمدارس ونوافيير المياه، وبيوت للمسافرين، حيث قامت ببناء مسجد بالقرميد الصيني، ومدرسة بالقرب من منطقة أوسكودار.
بنت أيضاً مساجد صغيرة وينابيع مياه مدرسة الوالدة في قرية أناضولي كافاي، بنت ينبوع مياه في يني كابي، وبنت مساجد والدة خان، ونوافير مياه في بشيكطاش وأيوب.
بنت ما عُرف باسم كاروانسراي وهو بيت المسافرين والقوافل ومن الجدير بالذكر أنها بنت الكثير من الأبنية خارج إسطنبول.