لماذا يهدمون كعبتنا ؟
بقلم - محمد سويد محطة مصرلا أؤمن بحديث الصدفة، ولا بجهل المعرفة، ونبل المقصد، في مثل هذه الأمور، فمن أبدع في قتل المهابة، و الرهبة في نفوس صغارنا، ووضعهم أمام خيار المغامرة والفوز في معركة وهمية، شريطة هدم الكعبة واقتحام الحرم المكي في لعبة فورتي نايت، أو الركوع لصنم في تحديث لعبة بابجي، إنما هو، تبشيرى، وقاتل محترف، يمكن من استأجره من تحقيق هدفه بازدراء الأديان.
وها نحن أمام واقع، لا يخطئنا، تكالبنا على الدنيا تكالب الأكلة على قصعتها، فلم يبق يجمع شتات ال2.3 مليار مسلم، سوى الكعبة المشرفة التي نستقبلها في كل صلاة، من شتى بقاع الأرض، فصارت هدفاً ومقصداً، بعد أن استباحوا كل قيم مجتمعاتنا، وصرنا في مقام التابعين.
اقرأ أيضاً
تفرقنا شيعاً، وتقاتلنا حتى على الميراث، تركنا الفرائض، والسنن، وأشغلتنا سفاسف الأمور، إلا من رحم ربي، وليس أدل على ذلك من دفاع بعض المتأسلمين العرب عن اعتداءات جنود الاحتلال على مقدساتنا، وتدنيس قبلتنا الأولي، هانت علينا أنفسنا، فهُنّا على الناس.
حلقات متصلة، في مسلسل ازدراء الأديان والعدوان على قيم المسلمين ومجتمعاتهم، تتطور بتطور الوسائل التكنولوجية، قديماً كنا نسمع عن، إيحاءات جنسية في أفلام الكارتون، ربما يعيها أطفالنا أو لا، واليوم بات لزاماً على آحادهم الركوع لصنم في تحديث لعبة ببجي، أو هدم الكعبة في تحديث فورتي نايت، فكيف سيصلي هذا الطفل المسكين، ويتضرع لمن تجرد من مهابته؟
كانوا ينفقون ملايين الدولارات على حملات التبشير، واليوم يمولونها من جيوب المسلمين، ندفع ثمن البلاي ستيشن 5 وتحديثاته.. إلخ، نهيئ المناخ بانشغالنا، لينفرد الأوغاد بعقول أطفالنا، وربما شبابنا المغيبين، لما لا؟ وقد أيقظتنا فجائع لعبة الحوت الأزرق على مشانق الأطفال، ولم نقدم لهم البديل، فظل الحال على ما هو عليه.
تصدى الأزهر بالتحريم، بيد أنه يخاطب، فاعلين لا يؤمنون برسالته، ومفعول بهم -شغلتهم الحياة- فلم يعد لديهم ترف متابعة أبنائهم، وأطفال ربما لا تفهم ما يعنيه، فلِما لا تتحرك الدول التي تحترم الأديان السماوية، لوقف هؤلاء العابثين ومحاكماتهم؟ ولِمَ لَمْ تحرّك دولنا الإسلامية دعاوى قضائية ضد هذه الشركات بتهمة ازدراء الأديان؟ ولم لا تنشغل أجهزتنا الرقابية والتقنية بحظر هذه الألعاب الشيطانية؟
نحن بحاجة لوصاية -تقنية وتشريعيك- لمثل هذا المحتوى الهادم لقيم المجتمع وعقائده.