هل تعلم أنك تتحدث المصرية القديمة؟
أ.د/ جودة مبروك محطة مصر
اللغة المصرية القديمة من فروع اللغات الأفريقية الآسيوية، والتي يُطْلَقُ عليها اللغاتُ السَّاميةُ - الحاميةُ، وانحدرتْ منها القبطيةُ التي تعد آخر لهجاتها، وقد كُتِبَتْ بخطٍّ خاصٍّ هو القبطي، وهو مزيجٌ من الخط اليوناني والخط الديموطيقي.
وللمصرية القديمة خصائصُ مشتركةٌ مع اللُّغاتِ السَّامية مثل: العربية والعبرية والحبشية وغيرها، تتمثل في احتوائها على الجملة الإسمية وأصوات الحلق، أما عن الهيروغليفية (وتعني بالمصرية: نقش مقدَّس) فهي الكتابة التي كُتِبَتْ بها اللغة المصرية القديمة، وقد بدأ استعمالها في عام 3400 ق.م، وقد يخطئ بعضنا في اعتقاده أن الهيروغليفية لغة، إنما هي كتابةٌ للمصرية القديمة.
اقرأ أيضاً
- إدخال رموز الكتابة الهيروغليفية في المناهج الدراسية.. ”التعليم” تكشف التفاصيل
- بعد نقل «المومياوات».. ليفربول: «صلاح» مثل أجداده الفراعنة
- دق على الجمجمة وكوكايين.. كيف كانت تجرى العمليات الجراحية قبل اختراع التخدير؟
- مفاجآت فى تشكيل الفراعنة أمام جزر القمر..و”شريف” أساسي
- زاهي حواس: شائعة لعنة الفراعنة تعود إلى جراثيم قاتلة غير مرئية
- طارق حامد وأفشة.. حبايب في معسكر الفراعنة
- الرحلة الذهبية لملوك مصر.. هل تستدعي ”لعنة الفراعنة”؟
- زاهي حواس عن الحوداث الأخيرة: ”الفراعنة أبرياء”
- لعنة الفراعنة .. تفاصيل مقتل شخص أثناء التنقيب عن الأثار في القاهرة
- ليفربول يغازل صلاح على”فيسبوك”.. الملك في تدريبات الفراعنة (صورة)
- محمد صلاح يتوجه لمصر للانتظام فى معسكر الفراعنة لمواجهة كينيا وجزر القمر
- الزمالك..5 وجوه متألقة فى قائمة الفراعنة وثنائي معار
وقد مرت اللغة المصرية القديمة بخمس مراحل: الأولى: اللغة المصرية في العصر القديم، وهي من عام 3400ق.م-2600ق.م، والثانية اللغة المصرية في العصر الوسيط، وهي من عام 2100ق.م –1600ق.م، وهي مرحلة الفصاحة والاكتمال للغة حيث خرج منها الأدب المصري القديم في أروع صوره، والثالثة: المصرية المتأخرة، وهي من 1600ق.م- 600ق.م، ومن خصائصها كثرة الدخيل على اللغة المصرية، والرابعة : المرحلة الديموطيقية، وقد تطورت فيها اللغة عن المرحلة السابقة عليها، وتمتد من 600 ق.م، حتى القرن الخامس الميلادي، الخامسة: القبطية، وهي المرحلة الأخيرة من مراحل اللغة المصرية القديمة، وبداياتها في القرن الثالث قبل الميلاد، واحتفظ بها المصريون في الخطاب على مدى أكثر من ألف عام.
لكنك تتحدث المصرية القديمة، كيف؟
كلمات كثيرة مشهورة نستعملها في حديثنا اليوميِّ، يعود إلى تلك اللغة، قدرها بعض الدارسين بنحو خمس عشرة ألف كلمة، وقد تزيد، لصعوبة حصر هذه الكلمات، ومن ذلك مثلا: مَمّْ بالمصرية أي: الأكل، وإمْبُوهْ: شرب الماء، وتاتا تاتا ، أي: امشِ، والبُعْبُع: أي: الشيطان، ومدمِّس: الفول المستوي، ورخِّي رخِّي للمطر، أي: انزل انزل يا مطر، ونُونُو أي: الطفل المولود، ورجل مِكَحْكَحْ: أي: رجل عجوز، وطَنِّش أي: لا تستجب، وست الستات أي: امرأة، ويا ما ، أي: كثير، وهوسة ودوشة أي: ضجيج، وكَرْكَرْ أي: ضحك بصوت عالٍ، وكاني وماني أي: السمن والعسل، والأكلة الشعبية: البِيصَارة أي: الفول المطبوخ، وشبشب وهو ما ننتعله، وهي الخف.
وهناك كلمات كثيرة ما زالت العامية المصرية تستخدمها مثل: فاس، وشادوف، وشونة، وجُرْن، وماجور، وزِير، وسلَّة، وبَشِكِير، وفُوطة، وتَخْت، وبِتَّاوْ، وطُوبة ، وغِيط للأرض، وصياح المرأة: يا دَهْوِتِي، أي: يا خرابي، والدال فيها أدة تعريف، وشَخَطْ، أي: رفَعَ صوتَهُ مُستاءً، فهي مأخوذة من المصرية: شنت خت، أي: يطرد الغضب، وسِيْبْ، أي: اتُرْك، وهي في المصرية: سبي، أي يتبقى، والضَّبَّة والمِفْتاح، فهي مأخوذة من المصرية دبا، وهو المغلاق الخشبي للباب، ومِهْيَاصْ، وهو الشخص المهرج، وهي في المصرية مكونة من كلمتين: مه، أي يملأ، ويص، أي التسرع، وحَاتِي، لصانع الكباب، ومعناها: جزَّار بالمصرية، والوَاوَا، وهي الألم، وكُخّْ، أي: قَذَارة، وبِخْ أي: عِفْريت، وفَنْجَري،للرجل النزيه الذي ينفق ببذخ، وهي في القبطية فانجور، ولانج، أي: جديد، ونُوفِي، أي جديد، وسِيف، وهو أداة الحرب، وعِفِشْ، تطلق على الخنفساء، ثم استخدمتها العامية المصرية لتدل على القباحة، وفَشْخَرة، ولِمِضْ،ومِهْجَاسْ، ونَايْبَة، التي هي الخطيئة، وكذلك الكلمات: هَلْفُوت، وورد، وعطس، وشمعة،وجحش، وقد وردت في المصرية القديمة جحس وفي القبطية شحوس، ونسر وفي المصرية نشر، وجمل، وسمك البُوري، وهايص ولايص أي: الطين، والفجر شَأْشَأْ، وكَوَّشْ على كل حاجة، وباش، وهو للشي الرطب، ومنه مدينة بوش ببني سويف؛ إذ أًصلها كانت بحيرة، وبشاي، وهو العيد، وبولاق الدكرور: أي: جزيرة الضفادع، وأثر النبي مكان بالقاهرة أصله: هاتور ننوب، ثم حُرِّفَتْ، وخطاب الحمار بـ: حا، شي، هس، بس.
وما زالت أسماء السنة المصرية بلفظها القديم مثل: شهر طوبة، أي شهر القمح، وشهر أمشير، أي: شهر الإله مشير، وهو إله الريح عند القدماء، وبرمهات: شهر الملك أمنجتب، وبرمودة، أي: شهر الإله رنودة، وهو إله الحصاد ، وبشنس، أي: شهر الإله خنس، وهو أحد الآلهة، وبؤونة، أي: عيد الآلهة، ومسري، أي: شهر ولادة الإله رع إله الشمس.
كلمات كثيرة، تحمل أسماء أشخاص ومدن وأماكن لا حصر لها ما زالت موجودة ومستعملة في لغتنا العامية، هي ميراث عن لسان القدماء المصريين، ومن الكلمات ما حدث فيه تحريف في لفظه، أو في معناه، لكن أصله يمتد إلى اللغة المصرية القديمة.