لا خاب من استشار.. الإنترنت!
خبير اقتصادي معتز يكن محطة مصرينمو عدد مستخدمي شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) حول العالم بمعدل ٨٧٥ ألف مستخدم جديد يوميا، يضيفون إلى الشبكة خبرات جديدة وطاقات عقلية تقدر بأضعاف هذا العدد بما يتناسب مع خبرات وقدرات كل فرد، ويؤدي ذلك إلى إضافة معلومات وبيانات جديدة كل يوم توازي ما كان يستغرق سنوات من البحث والعمل.
تشير بعض التقديرات المنشورة على موقع منتدى الاقتصاد العالمي، إلى أنه خلال أربعة أعوام فقط من الآن، سوف يكون حجم البيانات التي يتم تداولها يوميا على شبكة الإنترنت أكثر قليلا من ٤٦٣ إكسابايت (الإكسابايت الواحدة تساوي ١ وبجوارها ١٨ صفرا)، أي ما يوازي محتويات ٢١٢,٧٦٥,٩٥٧ أسطوانة مدمجة عالية السعة.
ونتيجة للزيادة المطردة في عدد المستخدمين من شتى أنحاء العالم، فإن الفضاء المعلوماتي يشهد نموا هائلا في وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التجارة الإلكترونية، فضلا عن منصات المعرفة والابتكار، وقد كان إطلاق منصة "كلوب هاوس" هو آخر مستجدات منصات التواصل الاجتماعي، التي تستهدف تبادل الأفكار وفتح مجالات النقاش حول موضوعات ومجالات متعددة.
اقرأ أيضاً
- هواوي تطلق برنامج مطورات لتدريب السيدات على تكنولوجيا المعلومات.. التفاصيل وطريقة الالتحاق
- إلزام شركات خدمات الإنترنت الثابت بإعلام المشتركين بحجم استهلاكهم بصفة دورية مجانا
- بالصور.. وزيرا الاتصالات والزراعة يشهدان توقيع اتفاقية تعاون لاستخدام تكنولوجيا المعلومات في استصلاح الأراضي
- ”فيزيتا”: صيدلياتنا مرخصة من وزارة الصحة.. وتخضع لإدارة التفتيش
- الحكومة: توفير البنية التحتية من شبكات الألياف الضوئية من مشروع التحول الرقمي
- زيادة الاشتراكات في خدمات الـ”ADSL” بنسبة 16.1% سنويا
- وزير الاتصالات يدعو شباب إفريقيا للاستفادة من برامج مصر المعلوماتية
- وزير الاتصالات: نستهدف تدريب 115 ألف شاب بتكلفة 400 مليون جنيه
- وزير الاتصالات: ربط أكثر من مليون منزل بشبكة كابلات ضوئية لتحسين خدمات الإنترنت
- 4 مارس.. أولى جلسات محاكمة ريناد عماد بتهمة الترويج للدعارة عبر الإنترنت
- تطورات العمل بالحي الحكومي.. السيسي يكلف باستكمال كافة جوانب البنية الرقمية والمعلوماتية
- أسوأ وأخطر كلمات المرور لحسابات البنوك والإنترنت
هذه البيئة المعلوماتية المتشابكة تخلق زخما من "حكمة الحشود" لدى المستخدمين، وتعمل على تيسير الحصول على المعلومات لتبادل الخبرات وحل المشكلات، إن تعدد الخبرات والمهارات والخلفيات العملية والعلمية لدى المشاركين في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، تمثل كنزا حقيقيا أمام الباحثين عن معلومة معينة أو رأي فني للحصول عليهما مجانا.
حكمة الحشود هي تطبيق مباشر لمفهوم "اللامركزية" في اتخاذ القرارات، حيث تؤدي تلك اللامركزية إلى احتمالية أعلى لاتخاذ قرارات جيدة نتيجة توسيع نطاق عرض المشكلات وتبادل المعلومات بشأنها على مجموعة متنوعة الخلفيات من المشاركين بدلا من اقتصارها على مجموعة تحمل نفس الخبرات وتستخدم طرق تفكير وأساليب تقليدية لا تقدم جديدا.
وقد أصبح الاعتماد على مصادر مستقلة عن طريق الإنترنت أمر متعارف عليه لدى الكثير من الشركات لحل المشكلات أو تطوير الابتكارات، لأنه يعمل على الاستفادة من أفكار جديدة لا تتأثر بالإدارة العليا أو بنظم العمل التقليدية مما يجعلها ذات قيمة كبيرة لزيادة الإبداع وتدعيم القدرة التنافسية للشركة وزيادة درجة مرونتها في سوق تحتدم فيها المنافسة بصفة مستمرة.
يتطلب ذلك قيام الشركات بالتأكد من استحداث آليات تضمن التحسين الدائم لعملية صنع القرار لإتاحة مزيد من المرونة تسمح بالاستفادة من المعلومات المتاحة من خلال المجتمع الإلكتروني المتواجد على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها، ويمكن في هذا الصدد أن تشمل معايير تقييم المديرين التنفيذيين مؤشرات لقياس قدرتهم على الاستفادة من هذه المصادر.
وعلى حين يمكن للشركات الكبيرة أن تخصص التمويل اللازم لمختلف المبادرات التي تحفز المشاركة الإيجابية من جانب مستخدمي الإنترنت في الابتكار أو حل مشكلاتها، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة عليها أن تتجه إلى استراتيجية المشاركة السلبية لتعويض محدودية مواردها المالية، أي أن تركز أكثر على زيادة قدراتها على استنباط المعلومات من الموارد المتاحة فعليا.
ومع إدراكنا لحقيقة أن القدرة على الابتكار هي من صميم خصائص المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فإن المحتوى المعلوماتي والمعرفي المتاح على الإنترنت من المرجح أن يكون من أهم العوامل التي تدعم فرص الابتكار والنمو لهذه المشروعات وتدعيم قدراتها على مواجهة كثير من المشكلات المتعلقة بأعمالها مما يعمل على زيادة تنافسيتها.
يتطلب ذلك الأمر الاستعانة بكوادر بشرية تستطيع تحليل المحتوى في المنصات المعرفية المختلفة ومحاولة تطبيق واستقراء الحلول والأفكار القائمة لمواءمة الاحتياجات والمتطلبات التي تتطلع المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم إلى الوفاء بها. وهذا يتطلب أن تكون إحدى المهارات الأساسية التي ينبغي أن تبحث عنها الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي محلل البيانات الجيد.