حكاية النجم المشهور الذي نام في دار عرض سينمائي والشرطة بحثت عنه
احمد النجار القاهرةرصيد كبير من الأعمال الفنية قدمه الفنان الكبيرالراحل محسن سرحان طوال مشواره الكبير والذي استمر قرابة الـ 50 عاما.
فقد قدم محسن سرحان العديد من الأدوار والشخصيات الناجحة وفي مقدمتها شخصيتي "اليوزباشي فؤاد" و"سيد أبو شفة" في المسلسل الإذاعي الشهير "سمارة" والذي تحول بسبب نجاحه الكبير الي عمل سينمائي حقق أيضا نفس النجاح.
نشأ محسن سرحان بمحافظة بور سعيد ،توفي والده وهو في سن الرابعة من عمره ،وتولت والدته تربيته ورعايته هو وأشقائه.
وفي حوار إذاعي نادر سجلته الإذاعية الكبيرة أمينة صبري رئيس إذاعة صوت العرب الأسبق مع الفنان الراحل ضمن حلقات برنامجها الشهير "حديث الذكريات" ،كشف عن واقعة غريبة عندما دخل وهوطفل صغير دار العرض ،وشاهد فيلما في حفل العاشرة صباحا ،وأعجبه الفيلم ،فقرر مشاهدته مرة أخري في حفل الثالثة ظهرا ،فزاد إعجابه بالفيلم فقرر مشاهدته مجددا في حفل التاسعة مساء .
اقرأ أيضاً
وأثناء الفيلم داعبه النوم ،وراح في سبات عميق ،وعقب انتهاء الفيلم وإنصراف الجمهور ،قام عمال دار العرض بإغلاقها ،ولم ينتبهوا للصغيرالنائم بمقعده وانتظرت الأسرة عودته دون فائدة ،فتقدمت ببلاغ الي قسم الشرطة بغياب الابن الصغير وراح بعض الأقارب يجوبون شوارع المحافظة وهم ينادون "عيل تايه ياولاد الحلال" ومرت الساعات عصيبة علي الأسرة ،وفي الصباح عاد العمال الي دار العرض وفتحوها ليجدوا الطفل محسن سرحان لايزال نائما فقاموا بإيقاظه وتسليمة لأسرته.
شخصية الفنان الراحل كانت تميل الي الخجل الشديد ،ولم تكشف عن موهبته الفنية وأثناء حضوره لحفل أقامته الأسر البورسعيدية بالقاهرة ،وكان محسن وقتها إنتهي من دراسته ،وتم تعيينه بوزارة الزراعة ،شاهده المخرج الراحل أحمد جلال والد المخرج الراحل نادر جلال و أعجب بملامحه ،وقرر إجراء إختبار كاميرا له وإختاره لبطولة فيلمه "فتش عن المرأة" من إنتاج الراحلة أسيا ،والتقي أحمد وأسيا بوزير الزراعة حسين بك عنان في نهاية الثلاثينيات ،وطلبا منه الحصول علي أجازة للموظف محسن سرحان حتي يتمكن من السفر إلي بيروت لتصوير الفيلم ،ووافق عنان علي طلبهما وسافر محسن وصور الفيلم.
وفي أثناء عمليات مونتاج الفيلم ،شاهد المخرج الراحل أحمد بدرخان عدد من المشاهد ،وسأل أحمد جلال عن الوجه الجديد الذي يلعب بطولة الفيلم ،وقررهو الأخر ترشيحه لبطولة فيلمه "حياة الظلام" وعندما أبلغ بدرخان المسئولين باستوديو مصر عن ترشيحه لوجه جديد لدور البطولة رفضوا الفكرة بسبب سيطرة كبار النجوم في هذا الوقت أمثال يوسف وهبي وسليمان نجيب وأحمد علام علي أدوار البطولة ،وهدد بدرخان بالاستقالة من عمله بالاستوديو ،ونتيجة لذلك تراجع المسئولون واضطروا لقبول فكرة ترشيح محسن سرحان لبطولة العمل .
ويشاء القدر ان يعرض الفيلمان في وقت واحد يوم ٥ يناير عام ١٩٤٠ ،ويسطع إسم محسن ليكون واحدا من نجوم السينما المصرية خلال حقبتي الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.