الجمعة 22 نوفمبر 2024
محطة مصر

    مقالات

    الطريق الصعبة... اختيار! 

    محطة مصر

    ما أيسر، نظريا، على المرء أن يسير في ركب المجتمع، وأن يتظاهر، وهذا لا يليق بالمحترمين لأنفسهم المقدرين ذواتهم، باعتناقه لكل ما هو منتشر في عموم المجتمع من أفكار، هذه التي عادة ما تكون مرضية للسواد الأعظم من أبناء المجتمع.

    أما الصعب كل الصعوبة هو أن يخرج الإنسان عن ذلك، ويعلن غير ما هو سائد، بل ويطالب غيره بتبني هذا المعلن الجديد، ولعل أوضح مثال على ذلك هم الأنبياء المرسلين الذين جاءوا لتحطيم الفاسد من معتقدات زائفة، وتثبيت معتقد جديد أمر به الله عز وجل، فلم يسلموا من أذىً، ولم يأمنوا من اعتداء، ولم ينجوا من تطاول، فطالهم ما طالهم، ليس الأنبياء فحسب، بل كذلك الفلاسفة والمفكرين، والذين أبرزهم قديما الفيلسوف سقراط الذي تجرع السم تنفيذا لحكم بالإعدام لاتهامه بأنه مفكك للنظام الاجتماعي والقيم المعمول بها. وأتهم بأنه قد أفسد الشباب، وإن كان ذلك في القديم فإنه في العصور الوسطى يمكنك أيها القارئ أن تتحدث في ذلك، من كثرته، ولاحرج، هذا الذى لم ينته أو ينتف في العصر الحديث، بل وجدنا الكثير منه حول العالم وخاصة في عالمنا العربي.

    وذلك ليس غريبا ولا مستغربا، فالناس أسرى ما ورثوه من أفكار، فضلا عن العقائد المترسخة، تلك الأفكار وهذه العقائد التي تمثل المنظومات الفكرية في المجتمعات تلك المنظومات التي أكد الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي ديفيد إميل دوركايم ‏أحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث، أنها تصبغ الإنسان الفرد بصبغتها، فلا يستطيع منها فكاكا، وهي ذاتها التي تجعل الخارج عن تلك المنظومة الفكرية من فلاسفة ومفكرين ومجددين منبوذين من بيئاتهم معزولين في مجتمعهم، هذا الذي يعكس حجم المعاناة وصعوبة المعركة التي يخوضها هؤلاء الذين يحاولون الخروج على هذه المنظومات الفكرية السائدة واتخاذ الطريق الصعبة سبيلا.

    نشرنا مؤخرا مقالا تحت عنوان "المنظومة الفكرية: وذكرنا فيه أن القرآن الكريم ليس به نظريات علمية، وأن ما كان لهجا لإثبات إعجاز علمي بالقرآن الكريم كان الأوْلى به أن نوجهه للبحث العلمي الرصين، هذا الذي نعلم، قبل أن نسطره، أنه لن يعجب الغالبية الساحقة، ولن يروق للجماهير الغفيرة التي قُدّمَت لها هذه القضية وكأنها من مسلمات الدين والعقيدة، وكأنها انتصار للإسلام، وإثباتا لمعجزته التي ينكرها المنكرون الجاحدون الكفار، متجاهلين أن القرآن الكريم لم ينزل على النبي الكريم كتاب علم في الفيزياء ولا الكيمياء ولا البيولوجي ولا غيرها من العلوم، بل كتاب هداية ورسم طريق للحياة للإخلاص في عبادة الله الواحد، والوصول لمرضاته والفوز بالجنة.


    وتفاعلا مع هذا المقال كان هناك رأي ذكره صديق مثقف هو الدكتور جمال أبو العطا موسى الذي اتفق معنا في الخطورة الشديدة لربط القرآن الكريم بالنظريات العلمية، لما يمكن أن يعود على الدين نفسه من ضرر، الذي هو واقع لا محالة على المجتمع الذي استراح أبناؤه واستكانوا، ونَعِموا بالهدوء الفكري والدعة، ولما لا؟ وهم لديه كتاب مقدس حوى بين دفتيه علوم الدنيا والآخرة، وهنا اتفقنا مع الصديق العزيز، ونثبت هنا ردنا على ما تفضل به، وكان قد اعتذر بأدب جم عن طول النص الذي تضمن رأيه حيث قلنا:

    كيف لمن يكتب ما كتبت حضرتك يا دكتور جمال أن يعتذر ويكتب كلمة آسف؟!.

    المفروض، وهذا ما أفعله الآن، أن أشكر حضرتك.
    سنستمر في الطرق على كل ما من شأنه أن يلغي العقل ويرسخ للخمول الفكري بتفسير بليد للدين!، هذا الذي يريح العقول، بل ربما يقتلها، الدين في جوهره لا يمكن بحال أن يتعارض مع العقل، وإلا لما كُلِّفنا؛ لأننا وهبنا العقل.

    بالنسبة لما يطلقون عليه إعجاز علمي للقرآن الكريم؛ أذكر هنا حادثة، ونحن في المرحلة الثانوية، قرأت أنه حينما اكتشفت كواكب سبعة في المجموعة الشمسية أقام المسلمون الدنيا ولم يقعدوها بربط ذلك بالسموات السبع المذكورة في القرآن الكريم، ثم جاء العلم وأثبت أن هناك مليارات، ليس الكواكب أو النجوم، بل المجرات الشمسية، فماذا نقول في ذلك؟ طبعا لأن لغة القرآن تتحمل أكثر من تفسير تدارك العقلاء من المسلمين الأمر.

    ثم نقول بل نسأل: ما هي النظرية العلمية؟! ونجيب حسب تعريفها في ويكيبيديا
    النظرية العلمية هي التفسير الأفضل للحقائق التي نشاهدها حولنا في الطبيعة والتي يجري الوصول إليها باستخدام الأساليب العلمية، والتي تختبر مراراً وتكراراً وتؤكد باستخدام الملاحظة والتجربة. النظريات العلمية هي الشكل الأكثر موثوقية، ودقة، وشمولاً للمعرفة العلمية.
    والتي تختلف عن الحقائق كما ذكر عالم الأحافير، والبيولوجيا التطورية، ستيفن جاي غولد حيث

    ذكر: "الحقائق والنظريات هما أمران مختلفان، ولكنهما ليسا درجات في التسلسل الهرمي من ازدياد اليقين. الحقائق هي البيانات العالمية، بينما النظريات هي الهيكليات التي تشرح وتفسر هذه الحقائق.
    إذاً لكي نقول أن هناك نظريات علمية في القرآن عليها أن تكون بهذا التعريف، هل هذا موجود؟ بالطبع لا، فكما ذكرت حضرتك، هو "مطب" نضع ديننا بأنفسنا فيه.
    أدخلونا في عبث، تم إنفاق مئات الملايين عليه، لو تم استثمارها في البحث العلمي الرصين لكان أولى وأفيد ١٠٠٠ مرة.

    وقبل الختام، إذا كان هناك إعجاز ونظريات علمية في القرآن الكريم فليتفضل من يزعم ذلك، ويعكف على البحث مبتدئا بما يظن أنه نظرية علمية في القرآن الكريم ويتخذ مناهج البحث العلمي المعتبرة ويثبتها علميا، لا أن يجلس يبحث في النحو والصرف والبلاغة، ولها كل التقدير، ثم بعد يعلن العالَم المتقدم عن اكتشاف نظرية علمية، فيأتي مدعو ما ويقول لقد سبقانكم من ١٤٠٠ سنة وهي مذكورة عندنا في القرآن الكريم، ويأتي لنا بكلمة أو بإشارة ما، ليؤكد زعما، لم يقل به الدين ولا الرسول ولا "علماء" الدين من قبله.

    شكرا جزيلا لحضرتك يا دكتور على هذه الإضاءة الساطعة.
    وهنا انتهى ردي على تعليق الصديق!.

    الطريق الصعبةاختيار مقال القرأن الكريم

    أسعار العملات

    العملةشراءبيع
    دولار أمريكى​ 29.526429.6194
    يورو​ 31.782231.8942
    جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
    فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
    100 ين يابانى​ 22.603122.6760
    ريال سعودى​ 7.85977.8865
    دينار كويتى​ 96.532596.9318
    درهم اماراتى​ 8.03858.0645
    اليوان الصينى​ 4.37344.3887

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
    عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
    عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
    عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
    الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
    الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
    الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

    مواقيت الصلاة

    الجمعة 06:03 مـ
    20 جمادى أول 1446 هـ 22 نوفمبر 2024 م
    مصر
    الفجر 04:55
    الشروق 06:26
    الظهر 11:41
    العصر 14:36
    المغرب 16:56
    العشاء 18:17

    استطلاع الرأي