برع في أدوار الشر رغم امتلاكه قلب يمامة.. يوسف شعبان الملاك الطائر
آية ممدوحيعتبر حالة خاصة في التمثيل فهو مثل العملات النادرة التي تزداد قيمتها كلما تقدم بها العمر، هو من ذلك النموذج الموهوب المحبوب الذي يزيد النجاح نجاحا.. ويلفت الأنظار حتى من خلال المشهد الواحد. إنه الفنان القدير يوسف شعبان الذي وافته المنية، اليوم الأحد، عن عمر يناهز 90 عامًا، إثر إصابته بفيروس كورونا.
وبرع "شعبان"، في جميع الأدوار التي قام بها ونال إعجاب الجمهور بمختلف طوائفه، خاصة في أدوار الشر، وقال "شعبان" في تصريحات سابقة له، أنه يشجع الدراما التي تبرز الخير في مواجهة الشر لأن الاثنان موجودان في حياتنا، وإبراز الشر بعيدا عن المبالغة فيه بشرط أن يتعظ المشاهد، ويأخذ من هذا النموذج عبرة وعظة، لأن نهاية الشر مهما طالت معروفة.
أما مسألة الخوف والقلق من كراهية المشاهد له من خلال أدوار الشر، فقد قدم على مدى مشواره الفني عددا كبيرا من أدوار الشر ولم نجد أن هناك تداخلا لدى الجمهور من هذه الأدوار فالمشاهد يفصل تماما بين شخصية الممثل الحقيقية والشخصيات التي يؤديها على الشاشة وتكمن براعته في إجادة هذا الدور بإتقان بحيث يقتنع المشاهد به مثلما فعل عديد من أدواره حيث كان يمتلك قلب يمامه ويؤدي أدوار الشر ببراعة يحسد عليها.
وضعه المخرجون في أول مشواره الفني داخل قوالب أدوار الشر، وهو ما أكد عليه الفنان يوسف شعبان، في حوار له مع مجلة آخر ساعة سنة 1980 أنه عندما تخرج كان يتربع على عرش الفتى الأول في الستينات كمال الشناوي وشكري سرحان، وفريد شوقي، ورشدي أباظة، وبالتالي كان هذا هو الطريق الوحيد الذي تركوه له،لافتا أنه استطاع أن يخرج من هذا الإطار بالعزيمة والإصرار.
وكذلك كان له أدوار أخرى حيث كان حريصاً على تجسيد شخصيات متباينة تعبر عن النفس الإنسانية بكل تقلباتها، بين الخير والشر، فقدم أدوار الخير لكي يقتدي بها الجمهور، أما أدوار الشر فقد قدمها لعظة الناس، ليروا نهاية أصحابها.
كما قدم شخصيات من الصعيد والريف، ففي الوتد، كان يؤدي شخصية الفلاح درويش، وفي الوقت ذاته قدم شخصية الصعيدي وهبي السوالمي في الضوء الشارد، وكن يراعي الجمهور في كل ما يقدمه، لأنه يدرك مدى تأثير الفن.