في ”سوق ديانا”.. الأنتيكات من ”الإبرة للصاروخ”
آية ممدوح وعهد عادل
هنا يمكنك أن تجد كل شيء قديم من الإبرة للصاروخ كما يقول المثل الشعبي، فحتى تلك "الروبابيكيا" التي لا تعتقد أن لها قيمة، يستطيع التجار في سوق الأنتيكات أن يجدوا لها المشتري المناسب.. ولا يقتصر عشق تجارة المقتنيات القديمة على التجار، بل هناك من عشاق التحف القديمة الذين يجوبون الأسواق المختلفة بحثا عن تحف قيمة مقابل جنيهات معدودة.
كل شيء تستطيع أن تجده في سوق الأنتيكات، الذي بات يشتهر بسوق ديانا نسبة إلى سينما ديانا بشارع عماد الدين بمنطقة وسط البلد، حيث يُقام يوم السبت من الأسبوع، وقد حقق خلال السنوات الماضية شهرة كبيرة، وصار مقصد المئات من هواة اقتناء الأنتيكات القديمة.
التحف القديمة
هنا تجد كل ما هو قديم من جميع الأزمنة، فتجد التحف والولاعات النحاس والساعات العتيقة وهواتف محمولة مستعملة وهواتف منزلية ومنبهات، بالإضافة إلى أجهزة الراديو والتليفزيون والأحذية الجلدية والبراويز الفرنسية التي قد يصل سعر الواحد منهاإلى 100 ألف جنيه.
وفي سوق ديانا أيضا يمكنك أن تجد وثائققديمة قد يصل عمرها إلى مئات السنين، مثل العقود القديمة والاتفاقيات بين الدول والمخطوطات وأسهم الشركات، كما تجد من بين المعروضات الأحجار الكريمة والأعمال اليدوية القديمة والأثاث وااللوحات والتماثيل.
مصدر رزق
يأتي تجار الأنتيكات إلى السوق من جميع المحافظات بهدف بيع الانتيكات للزبائن، وأيضا تبادل القطع الأثرية فيما بينهم حيث يمكن لهذا التاجر أن يشتري هذه القطعة من التاجر الذي يقف بجواره، وفسر أحد ذلك بقوله: "الحتة اللي ما تتباعش عندي ممكن تتباع عنده والحتة اللي متتباعش عنده تتباع عندي هي زي خد وهات كدة".
وهناك من يتخذون من هذه التجارة مهنة أساسية ومصدر رزق وحيد، حيث وصفها أحد التجار "تجارة الأنتيكات دي زي الإدمان بالنسبة لي" وهناك من يتخذها كهواية فقط بجانب مهنتهم الأساسية.
مصدر الأنتيكات
يحصل التجار على بضاعتهم من عدة مصادر منها الأسواق، وصالات المزادات، ومخازن الروبابيكيا، والبيوت القديمة التي يبيع أصحابها مقتنياتها القديمة لهؤلاء التجار والتي يزيد سعرها جدا عندما تعرض للبيع مرة أخرى في سوق الأنتيكات بسبب تعدد حلقات التجار، وكل منهم يسعى إلى تحقيق ربحه الخاص.
ويقول "ميدو" أحد المترددين الدائمين على السوق: "في ناس كتير مهتمة زي الباشوات ومفيش حاجة عندنا ما بتتبعش وكثير من أصحاب البيوت القديمة بيبقوا مش عارفين قيمة المقتنيات اللي بيبيعوها".
ويضيف ميدو أن حركة البيع والشراء مجرد حظ فمن الممكن أن يشتري التاجر القطعة مقابل 100 جنيه ويبيعها بـ 1000 جنيه، والبائع وحده هو من يقيم سعر بضاعته بالسعر المناسب من خلال خبرته في المجال.
ويرى المعلم عبدلله أحد تجار المقتنيات القديمة والذي يشتهر في سوق الأنتيكات بـ"الفرعون المصري" أنه قد يحتفظ ببعض المقتنيات له ولأسرته ولا يعرضها للبيع وذلك لإشباع رغبة الإقتناء وحبه لتلك المقتنيات القيمة،حيث أنه يرى أن هناك قطع أغلى بكثير من أن تُعرض للبيعأو يُفرط فيها، ولذلك يفضل اقتنائها.