موجة ارتفاعات جديدة تضرب بورصات السلع الغذائية الاستراتيجية

 

شهدت أسعار السلع الغذائية في البورصات العالمية موجة جديدة من ارتفاعات الأسعار شملت جميع السلع الاستراتيجية مثل القمح والسكر والزيوت والألبان، وسط توقعات باستمرار الاتجاه الصعودي خلال الأشهر المقبلة٬ لأسباب بعضها يتعلق بالتغيرات المناخية وتحسن الطلب٫ فضلا عن الارتفاع الجنوني في أسعار الشحن عالميا والذي طال تأثيره كل الواردات المصرية.

 

يأتي ذلك تزامنا مع قيام المستوردين المحليين باتمام تعاقدات احتياجات شهر رمضان الكريم فهل تؤثر تلك الارتفاعات على مستويات الأسعار خلال الشهر الكريم والـذي يشهد مستويات مرتفعة من الطلب؟

السكر والذرة والزيوت تواصل الصعود

رصد تقرير الأسعار الشهري الصادر عن غرفة الصناعات الغذائية استنادا إلى بيانات البورصات العالمية٬ صعود كبير في أسعار العقود الآجلة لأغلب السلع الاستراتيجية.

حيث أشار التقرير إلى ارتفاع أسعار السكر الأبيض بنسبة تتجاوز 15٪ مقارنة بنفس الفترة العام الماضي٬ وخلال الفترة من ديسمبر حتى يناير٬ زادت الأسعار 44 دولار ليسجل 446.3 دولار للطن مع توقعات باستمرار الصعود حتى مايو المقبل٬ وارتفع سعر السكر الخام من 323.4 الي 350 في يناير وسط توقعات أن يتجاوز 373 في مارس المقبل.

وتشهد أسعار الذرة الصفراء والتي تعد مكونا رئيسيا في صناعة الأعلاف٬ وأحد العوامل المؤثرة في أسعار اللحوم٬ تحركات متسارعة٬ حيث ارتفعت على أساس سنوي بنسبة 11.2% وخلال الشهر الأخير تحركت بمقدار 31 دولار للطن لتسجل خلال يناير 202 دولار للطن مقابل 171.44 دولار في ديسمبر الماضي، وتشير التوقعات المستقبلية إلى صعود أسعارها حتى مارس المقبل لتتجاوز 217 دولار.

وأشار التقرير إلى استمرار موجة صعود أسعار الزيوت بأنواعها في البورصات العالمية والتي بدأتها منذ نوفمبر الماضي٬ ليسجل زيت النخيل في يناير الماضي 959.5 دولار للطن مقابل 923 في ديسمبر٬ وبنسبة زيادة على أساس سنوي 19.7%، وتشير التوقعات إلى أن الأسعار قد تعاود الهدوء لتنخفض الي 878 دولار في تعاقدات مارس.

فيما يشير التقرير إلى أن أسعار زيت الزيتون والصويا سيواصلان الصعود خلال تعاقدات مارس٬ وبلغ معدل التغير السنوي للصويا وزيت الزيتون 30٪.

وفيما يتعلق بأسعار القمح٬ قال التقرير إن أسعار القمح شهدت ارتفاعات خلال الأشهر الماضية على خلفية قرارات روسيا بفرض رسوم على صادراتها من القمح، لكن التقرير توقع أن تعاود النزول مع بدء الإنتاج وجني المحصول في عدة دول.

ارتفاع في أسعار اللحوم والدواجن

وأشار التقرير إلى استقرار أسعار اللحم البقري خلال شهر ديسمبر الماضي عند 4.46 دولار للكيلو جرام وهي نفس أسعار نوفمبر 2020، اتجهت إلى الارتفاع خلال يناير عند 4.46 دولار للكيلو جرام٬ كما ارتفعت أسعار الدواجن لنحو 1810 دولار للطن في يناير مقابل 1700 دولار للطن في نوفمبر الماضي.

 

منتجات الألبان تسير في اتجاه الصعود

ولم تسلم مؤشرات أسعار الالبان ومنتجاتها من سهام الارتفاعات٬ حيث سجلت أسعار الزبد في نيوزيلندا حتى 18 فبراير ما بين 4925– 5200 دولار للطن٬ مقارنة بمتوسطات ما بين 4700 – 4825 دولار للطن في يناير.

كما تراوحت أسعار اللبن المجفف – منزوع الدسم في نيوزيلندا ما بين 3175 – 3275 دولار للطن، في فبراير، وتراوحت أسعار اللبن المجفف – كامل الدسم في نيوزيلندا ما بين 3575- 3625 دولار للطن، فبراير مقارنة بمتوسطات 3500-3650 دولار للطن.

فيما ارتفعت أسعار الجبن الشيدر بمتوسط 250 دولار للطن خلال شهر واحد لتسجل في 18 فبراير الجاري ما بين 4250– 4300 دولار للطن.

 

كيف تتأثر الأسعار محليا؟

تعد مصر من أكثر الدول استيرادا للسلع الغذائية، كما تعتبر أكبر مستورد للقمح عالميا، وتستورد ما يقرب من 95٪ من احتياجاتها من الزيوت٬ وحصة كبيرة من منتجات الألبان مثل الألبان المجففة والزبد الطبيعي واللحوم والدواجن المجمدة ويزداد الطلب على تلك المنتجات في شهر رمضان، وفقا لخالد فتح الله عضو مجلس إدارة غرفة الإسكندرية٬ فإن أغلب المستوردين تعاقدوا بالفعل على احتياجات شهر رمضان٬ وكانت الأسعار مستقرة او في بداية الصعود وبالتالي لن تتأثر كثيرا بتحركات البورصة العالمية٬ لكن التأثير الأكبر سيكون في صالح الارتفاع الجنوني في أسعار الشحن بخطوط الملاحة العالمية والتي ارتفعت بأكثر من خمسة أضعاف.

وقال فتح الله في تصريحات خاصة٬ أن أسعار الزيوت تشهد كل يوم ارتفاعا بسبب المتغيرات المتسارعة في البورصات٬ كما بدأت أسعار الزبد والسمن الطبيعي في الصعود أيضا.

من جانبه قال وليد دياب٬ عضو مجلس إدارة غرفة الحبوب٬ أن أسعار القمح العالمية تشهد حركة عرضية مستقرة عند مستوياتها المرتفعة التي لحقت بالسوق العالمي بعد قرار روسيا أكبر منتج للقمح بفرض رسوم على صادراتها في محاولة منها للسيطرة على الأسعار في سوقها المحلي.

وتوقع أن يستمر القمح مستقرا حتى موسم جني المحاصيل في دول أخرى ومن بينها مصر وهو الموسم الذي يبدأ في أبريل المقبل.

وأشار إلى ارتفاع أسعار الدقيق والمكرونة متأثرة بزيادات القمح٬ حيث ارتفع سعر الدقيق 400 جنيه في الطن مسجلا متوسط 6400 جنيه للطن٬ كما ارتفعت أسعار المكرونة بنسبة 20٪ أيضا.

من جانبه، فقد أشار حسن فندي عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية لارتفاع أسعار السكر محليا بأكثر من 800 جنيه خلال آخر شهرين ليصل متوسط سعر البيع 7400 جنيه.

وقال إن ارتفاع أسعار الدقيق والسكر من شأنه أن يؤثر على أغلب أسعار السلع الغذائية المصنعة التي تعاني ضعفا في الطلب المحلي والتصديري من جائحة كورونا.