وفاة حسين صبور تسدل الستار على حقبة ”الآباء المؤسسين” لشركات المقاولات
محطة مصروضعت وفاة المهندس حسين صبور رجل الأعمال نهاية لحقبة الآباء المؤسسين لشركات التطوير العقاري والمقاولات في مصر، فالرجل صاحب تاريخ طويل في هذا المجال ويعد واحدا من كبار رجالات المقاولات في مصر خلال أكثر من ستة عقود.
حظي الراحل بألقاب ومناصب عديدة طول فترة عمله التي امتدت على مدار 65 عاما كان أبرزها شيخ المعماريين،وقبيل وفاته شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة الأهلي صبور للتنمية العقارية ومكتب صبور للاستشارات التي تعد أحد أكبر المكاتب حاليا فى مصر والشرق الأوسط، فضلا عن رئاسته الفخرية لجمعية رجال الأعمال المصريين.
ولد المهندس حسين صبور في القاهرة عام 1936 لأسرة ميسورة الحال، وتخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وحصل بعدها على دبلومة فى تخطيط الطرق فى عام 1958، وسرعان ما بزخ اسمه فى عالم الهندسة المعمارية حيث شارك فى مشروعات قومية كبري منها مترو الأنفاق، كما كان له دور مشهود فى تأسيس عدد من المدن الجديدة التى ظهرت فى فى فترة الثمانينات مثل مدينة السادات والسادس من أكتوبر.
كثيرا ما اقترنت شخصية صبور في الأوساط الاقتصادية والسياسية بـ "إثارة الجدل" نظرا لصراحته الشديدة وآراءه الصادمة.. يقول صبور في أحد المقابلات الصحفية السابقة:"شجاعتى في الحق تجعل الخصم يحترمنى".
ويعد صبور ذاكرة تاريخية لعدد من العصور السياسية التى مرت على مصر بدءا من الرئيس جمال عبد الناصر وصولا للرئيس عبد الفتاح السيسى مرورا بمحمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك والرئيس الإخواني محمد مرسي.
وللراحل مقولة شهيرة لخص بها رأيه في رؤساء مصر السابقين، حيث حمل الرئيس جمال عبدالناصر مسؤولية إثقال كاهل مصر بالديون رغم اعترافه بفضله في إنهاء الاحتلال البريطاني. وبينما عبر صبور حبه للرئيس السادات الذى أعاد سيناء لمصر، فقد رأى أن مبارك رجل متواضع الأفق ومتوسط الأداء، فيما قال أنه لم ير من محمد مرسى سوي كل شر لمصر.
وعن شهادته حول حقبة الرئيس عبد الفتاح السيسي قال أنه خلص مصر من حكم الإخوان المسلمين ووضعها على المسار الاقتصادي الصحيح، كما أعتبر السيسي أول رئيس ينفذ مشروعات تخدم المواطن البسيط مثل إعادة تخطيط العشوائيات وتنفيذ مبادرات صحية شاملة الصحية.
ورغم ذلك إلا أن صبور ظل ضد توسع الدولة في إسناد المشروعات الى الجهات الحكومية وأيد بشدة فكرة بناء العاصمة الادارية الجديدة، كما أشاد بالتعديلات التى تم ادخالها فى سياسات الأراضي وطرحها بالأمر المباشر، واختلف مع الحكومة فى فلسفة قانون التصالح.
وكان لصبور مشاغبات مع وزير الإسكان الأسبق حسب الله الكفراوي وكان من أشد المعارضين له، واعتبره أكثر من شوه العمارة المصرية، الأمر الذي أدخله في صراعات مع وزير الاسكان الأسبق لفترة طويلة، ومن المعتقد بشدة أن حسين صبور قطع شوطا طويلا في تدوين مذكراته وتركها فى ملف ممهور بعبارة "سري للغاية"، لكن أبناء صبور قاوموا فكرة نشرها نظرا لما تحتويه من مواقف وحكايات ستغضب الكثيرين، وحينما سُأل صبور عن مذكراته قال: " ستغضب البعض".. ليبقى السؤال حول فرصة أن ترى تلك المذكرات النور بعد وفاته، وإن كان من المرجح ألا تظهر تلك المذكرات خلال المدى المنظور.