حتى لا نرى ميراث نجومنا على عربة كارو
أحمد النجار القاهرة
ودعنا خلال الأيام القليلة الماضية أكثرمن مبدع مثل الفنان الكبير محمود ياسين ،والكاتب الكبيروحيد حامد ،والفنان الكبير هادي الجيار وأخرين ،وكعادتنا دائما مع رحيل المبدعين نكتفي بالترحم عليهم وذكر محاسنهم وإيجابياتهم وفقط ،ولاننظر الي ماتركوه لنا من إرث فني أخر بخلاف ما تابعناه وشاهدناه علي الشاشة سواء كانت الكبيرة و الصغيرة أو غيرهما من الوسائل الفنية والثقافية الأخرى.
وما أقصده هنا هو مكتبات الراحلين الخاصة وأرشيفهم من الجوائز وإكسسوارات أعمالهم من ملابس إرتدونها في أعمال خالدة يجب الحفاظ عليها وعرضها في متحف خاص بها باعتبارها إرثا عاما من حق الدولة أن تمتلكه بهدف الحفاظ عليه وإتاحته أمام الجمهور بهدف الإضطلاع عليه ومشاهدته مثله مثل الأثار المصرية الخالدة .
فقد رحلت أم كلثوم عام 1975 وبعدها بشهور قليلة باع ورثتها كل ماتملكه من فيلا بأثاثها وحوائطها وأبوابها حتي ملابسها لم تسلم من عملية البيع لم يتركوا شيئا جلست علية أو إرتدته "ثومة" إلا وكان مصيره البيع لتتحول بعدها الفيلا المطلة علي كورنيش أبو الفدا الي فندق إختفي معه كل أثر لكوكب الشرق.
فيلا فنان الشعب يوسف وهبي بمنطقة الهرم تحولت هي الأخرى الي فندق سياحي راح معه كل معالم إرث يوسف بك وهبى
فيلا العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بميدان لبنان أصبحت مطعما ،وبعدما شهدت ميلاد أعظم الألحان وأروعها شهدت بعد رحيله أشهي المأكولات والمشروبات
روي لي شيخ فناني الصورة الفوتوغرافية ورائدها محمد بكر أن الفنانة الكبيرة الراحلة مديحة يسري وكانت من أقرب الفنانات اليه أوصته قبل رحيلها بأيام بالحفاظ علي بعض ممتلكاتها الخاصة الموجودة بشقتها بالمهندسين وأنه ابلغ إبن شقيقها وهوالوارث الوحيد لها بوصيتها لكنه لم ينفذها وباع كل ماتركته من ملابس وإكسسوارات وصور حتي الشقة التي عاشت فيها جزء كبيرمن حياتها لم تسلم من عملية البيع
وقال له الوارث:" لو نفسك في حاجة موجودة تعال إشتريها"
في المقابل وعلي النقيض من هذه الصور المآساوية هناك صورة إيجابية قدمتها الفنانة الكبيرة بوسي وابنتيها سارة ومي نور الشريف عندما خاطبن مكتبة الأسكندرية وأهدينها المكتبة الخاصة بالفنان الكبير الراحل نور الشريف بهدف الحفاظ عليها وأن تكون مرجعا للباحثين والدارسين
نفس الصورة قدمتها أيضا الإعلامية الكبيرة نهال كمال أرملة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي باهدائها مكتبته الخاصة الي مكتبة الأسكندرية
لكن ماذا سيكون الوضع في حال عدم وعي بعض ورثة المبدعين بأهمية مايتركه الراحلون من متعلقات شخصية وفنية ؟
بالتأكيد ستتكرر عمليات البيع مرارا لذلك أتمني أن تسرع وزارة الثقافة من خلال الشركة القابضة للإستثمار في المشروعات الثقافية والسينمائية بالإنتهاء من متحف السينما وأن تتواصل مع ورثة مبدعينا الراحلين من نجوم وكتاب ومخرجي السينما المصرية وضم متعلقاتهم الفنية الي المتحف حتي تكون مزارا فنيا وثقافيا بدلا من ان نراها في شوارعنا وهي تتصدر عربة كارو وأمامها شخصا يجر حماره وينادي عليها "بيكيا"