قدام مرايتها!
رشا سلامة محطة مصرعادة نقف امام المرآة من اجل القاء نظرة فحص لمظهرنا قبل الخروج من الغرفة حتي يكون كل شىء علي ما يرام، لكن في الحقيقة لا نكون كذلك بل دائما نكتشف عيوبا في مظهرنا وندخل في مرحلة الصدمة، كيف يكون هناك قطعا او بقعة او ان الملابس لم تعد مناسبا لاجسدنا ضيقة بعد الشيء او ربما فضفاضة.. ايعقل هذا؟! بعد ان استعدينا وحان موعدنا ان نعود مرة اخرى لنقطة الصفر، وندخل في دوامة تفكير وتردد هل نصلح مظهرنا ام نتغاضى ونخرج بهذه العيوب. تمر مرحلة الصدمة والتخبط في الافكار لتدفعنا لمرحلة اخرى اما تقبل العيوب والعمل علي اصلاحها او تجاهلها. لتقبل الموقف.
هذا هو المشهد بالضبط مع فيلم "اصحاب واللا أعز"، الفيلم وضع مرأة كبيرة امامنا تعكس العيوب والمشاكل التي يمر بها المجتمع حاليا وينكرها الجميع، الحوار والقصة وطبيعة الشخصيات كانوا صادمين، اعلم جيدا هذا، لذلك وصفه البعض بالفجور والبعض تنصل من احداثه تماما في حين اتهم البعض صناع الفيلم باشاعة الرذيلة ودفع المجتمع الي الهاوية بل وبانه مؤمراة.
الجدل المثار حول الفيلم لا يدل سوى علي نجاحه في ايصال رسالته، وهي ان يكشف المستور عن المسكوت عنه ويشعره بالاشمئزاز من النار التي تزحف الاسر، ويضرب جرس انذار ليصح الجميع من غفوته ويراجع حساباته، ويستعد لمواجهة مشاكله.
الفيلم اصبح كالحجر الذي حرك المياه الراكدة المتعفنة، التي يسد الجميع انفه ويعمي عينه عنها حتي لا يشم رائحتها الكريهة و يتجاهل حقيقتها المقرفة، التي قد تقترب في غفلة منا وتسير في بيوتنا مسرى المياه العذبة. نعم يتجاهل المجتمع ما يحدث في بعض بيوته وخاصة بيوت الطبقة الدنيا التي لم تعد تبك علي شيء وطبقة الاثرياء الذين لم يعد لديهم ما يخشون منه او عليه "كله بالفلوس وعشان المصلحة بيسكت"، لذلك جاءت نهاية فيلم "اصحاب واللا اعز" مناسبة جدا مع سير الاحداث وطبيعة رسم الشخصيات، حينما عاد الازواج الي منازلهم وكأنهم لم يكتشفوا خياناتهم لبعضهم البعض، فمن اجل الشكل الاجتماعي والحفاظ علي السيارة وخزانة الملابس وحساب الفيزا كارد ونظرات الانبهار في عيون الغير تخل الرجل عن نخوته والمرأة عن شرفها.
وببعض التركيز في الحوادث الزوجية المتكررة خلال السنوات الماضية وخناقات صيف الساحل والنوادي الليلية الفخمة، وبمراجعة اسئلة المتابعين لقنوات اليوتيوب لعلماء الدين وحساباتهم علي السوشيال ميديا ستجد ان الواقع يحمل هذا القبح في امعائه َولم يلفظه بعد، فلا احد يرغب في اتخاذ موقف عادل حيال مشاكله من اجل الا يفقد استقراره وامانه المادي.
تجاوزات بالكَوم داخل حوائط كان يجب ان تحوي السكن والسكينة والامان، اصبح الامر مخيف، حتى العلاقة الزوجية المقدسة، تفقد دورها الاساسي تدريجيا، دورها في توفير الحفظ والتحصين من الرذائل، حينما اسدل بعض الازواج والزوجات ستارة سوداء علي المرأة لانهم جبناء يخشون المواجهة. دمتم في امان.