”اتكلم عربي”.. مبادرة وطنية تُحارب ”طمس الهوية ”
أغلبهم لا يتحدثون اللغة العربية، لأنهم نشأوا خارج حدود الوطن، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق وزارة الهجرة لمبادرة "اتكلم عربي" تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وذلك من أجل الحفاظ على الهوية المصرية، والقيام بربط أبناء المصريين بالخارج بالوطن وتستهدف الأجيال، ابتداءً من أبناء الجيل الثاني وحتى الخامس، ليجيدوا التحدث باللغة العربية واللهجة المصرية، فلا يشعروا بالاغتراب عند التحدث مع أقرانهم أو أقاربهم.
"اتكلم عربي"
دخلت مبادرة "اتكلم عربي" حيز التنفيذ رسميًا في أكتوبر الماضي، وذلك بالتعاون مع بعض الجهات المعنية لتنفيذ المبادرة ، ويأتي من بينها وزارة الثقافة ودار نهضة مصر للنشر والمجلس القومي للأمومة وبعض الشركات الخاصة.
الهدف من المبادرة
ويعتبر الهدف الأساسي من المبادرة تعليم اللغة العربية واللهجة المصرية بشكلها المصري البسيط، للأجيال الناشئة من المصريين فى الخارج كأداة ربط قوية مع وطنهم الأم مصر، ويتم العمل من خلالها على تقديم محتوى بسيط يتناسب مع هذه الفئة العمرية، فى شكله ومضمونه بالاعتماد على نشر الكلمات العربية الشائعة، وتعليم أحرف اللغة العربية، كذلك عمليات الدمج بين هذه الأحرف وصولاً لمرحلة تكوين الكلمة، ويتم ذلك الأمر من خلال أنشطة تفاعلية للأطفال ويشارك فيها أعضاء الأسرة، إضافة إلى خلق قصص وأغان وفيديوهات تتضمن هذا المحتوى.
آليات تنفيذ المبادرة
وجاءت آليات تنفيذ المبادرة من خلال عدة وسائل وفقا للمستوى اللغوي، حيث يتم عمل فيديوهات للمستوى المتوسط فى اللغة يتم من خلالها التعرف على أهم المشروعات والإنجازات التي تقوم بها الدولة بشكل عام ودور وزارة الهجرة بشكل خاص.
وفيما يتعلق بمستوى المبتدئين الذين لا يعرفوا لغة عربية نهائيًا، خصصت الوزارة مستوى آخر يتضمن الجانب اللغوي، ويهدف إلى التعرف باللغة العربية وكيفية تكوين الكلمات.
معسكرات
وتنظم الوزارة بعض المعسكرات ضمن المستوى الثالث، وتخصص نشاطها للأطفال من سن ٦ إلى ١٤سنة، ويتم من خلالها عقد حوارات مع وزيرة الهجرة بهدف تحدث اللغة العربية باللهجة المصرية، وكان أول المعسكرات التي تم تنظيمها في النمسا والمعسكر الثاني لأبناء الجالية المصرية فى الإمارات والمعسكر الثالث لأبناء الجالية في دولة كندا وكانت المحطة الرابعة الولايات المتحدة الأمريكية ،ثم ألمانياوالسويد، ثم السعودية والكويت، ومملكة البحرين والمحطة الأخيرة التي دخلت حيز التنفيذ كانت انجلترا اليوم، وجاءت الفعاليات عبر تطبيق "زووم" بالتزامن مع الإجراءات الاحترازية التي تفرضها الدولة تزامنًا مع انتشار فيروس كورونا.
فعاليات
وتضمن فعاليات المعسكرات عرضًا لعدد من الأغاني التراثية المصرية ،بالإضافة إلى فقرة بالأزياء المصرية التي تمثل المزيج الثقافي الذي تتمتع به مصر من الجلابية والأزياء البدوية وغيرها.
وزيرة الهجرة تدعم المبادرة
من ناحيتها، أكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، على أهمية التحدث باللغة العربية داخل المنزل والاحتفاظ بالهدايا التذكارية من مصر داخل بيوتهم بالخارج، ووجهت رسالة إلى أطفال المصريين بالخارج قائلة: "ضعوا مصر في قلوبكم، وبلدكم تحبكم وفي انتظاركم بعد انتهاء جائحة كورونا لتستمتعوا بجو مصر وناسها وحضارتها وتاريخها العريق".
وأشارت السفيرة نبيلة مكرم أن الوزارة تولي اهتماما كبيرًا لأبناء الجيلين الثاني والثالث لتنمية روح الولاء والانتماء، وأضافت أنها اكتشفت أثناء زيارتها لأبناء الوطن بالخارج وجود مشكلة في اللغة العربية المصرية لدى الكثير منهم.
وشددت الوزيرة على أن تعلم اللغة العربية ولهجتنا المصرية هي جسر هام للتواصل مع الأجيال الشابة بالخارج والتعرف على التحديات التي يواجهها وطنهم في مختلف الجوانب، وغرس بذور الوطنية والانتماء، ليس فقط للأبناء وإنما أيضًا للأسر ليساعدوا الأبناء على تنمية اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية.
وأكدت أن مصر تواجه العديد من الحروب، ولكن حرب طمس الهوية خطيرة جدا لمحوها ومحو كافة الإنجازات التي تقوم بها الدولة، مشيرة إلى أن شبابنا يريد من يتحدث إليهم لكي يتحصنوا ضد حرب الهوية، مضيفة أن اللغة المصرية والهوية مرتبطين ببعض جدا، حيث إنها الوسيلة لنقل التاريخ وتوصيل الحقائق.
وأشارت إلى أن اللغة الأجنبية إضافة جيدة للشخصية، ولكن يجب ألا تفقد الشخص لغته الأم وهويته، ويجب أن يعيش بالمصري بكل عادتنا وتقاليدنا، مؤكدة أن مبادرة "اتكلم عربى" مبادرة وطنية خالصة تتحدى حرب الهوية وتضم أبناء مصر في حضن وطنهم.