المصرية بالخارج ومشوار النضال
جيهان جادوإن دور المرأة المصرية في تبني قضايا الوطن لا يقتصر فقط علي المرأة بالداخل، ولكنه يمتد ليشمل المرأة المصرية بالخارج لأنه انعكاس واضح لأحوال الوطن، فالمصرية بالخارج تتفاعل بشكل واضح جدا مع قضايا الوطن المعاصرة، فقد خرجت وقت الثوررات علي مر العصور لتعلن عن نفسها، وخرجت أيضا للمشاركة السياسية وأدلت بصوتها في العملية الانتخابية، وحرصت أشد الحرص علي الذهاب للسفارات والقنصليات لتوصيل صوتها وتعلن عن وجودها.
ودور المصرية بالخارج مضاعف وعليها العبء الأكبر لتحقيق التوازن ما بين دعم الوطن والاندماج في دولة الإقامة، وتحاول بذلك تحقيق عملية توازن غاية في الصعوبة، فهي مطالبة بإعداد جيل قوي بحاجة إلى تعامل خاص وفريد كي لا ينسلخ عن وطنه الأصل ويكون قادرا علي رد الجميل لوطنه الأم، وأيضا الاندماج في مجتمع الغربة حتي تبرز صورة مصر الحضارية للعالم.
فالمرأة بشكل عام عليها عبء ثقيل مزدوج ما بين دورها في كونها أم وربة منزل ودور آخر كونها عاملة أو موظفة لتصبح مسئوليتها حينئذ مزدوجة، وإذا أخذنا المرأة المصرية بالخارج كنموذج نري منهن العاملات ومنهن بدون عمل وبين هذه وتلك مشوار نجاح وإصرار على تحقيق الذات ورغبة في إثبات قدرتهن علي خدمة الوطن من خلال مواقعهن.
اقرأ أيضاً
وقد خرجت الكثيرات منهن من بوتقة الانحصار في دورها التقليدي كزوجة وأم وربة منزل للعمل العام وخدمة المجتمع المدني، وفي هذه الآونة تواجه المرأة العديد من المشاكل عندما تحاول الإعلان عن نفسها وإثبات وجودها، وتنتظرها قائمة كبيرة من الموروثات الخاطئة والمعوقات، التي تعد بمثابة حجر عثرة في طريقها تجعلها تتراجع عن هدفها وعن استكمال المشوار الذي قطعته علي نفسها، ومن بين أهم تلك المعوقات نظرة المجتمع إليها وعدم الاعتراف بدورها ومحاولة تقليص حقوقها ومحاربتها، وعدم إعطائها الفرصة للتخلص من قيود المجتمع الذكوري.
وعلى الرغم مما نالته المرأة من منزلة عالية ومن التثقيف والتأهيل والعلم والمعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها لتتمكن من إتمام دورها والقيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها ودخول ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة المدنية والعمل العام، ولكنها في ظل هذه الموروثات الثقافية الخاطئة مطالبة ببذل جهد كبير ومشوار أطول للإعلان عن نفسها وتحديها لهذه المعوقات، خاصة وأن دورها في ذلك يفوق بكثير دور الرجل المعترف به في كل المجتمعات ولا يجد صعوبة في الإعلان أو تقديم نفسه للمجتمع كونه أقوى وأقدر علي مواجهة الصعاب والمشكلات المجتمعية.
ويجب أن تعي المرأة في ظل هذه المعوقات أن مشوارها طويل، ويتطلب عدم اليأس ويتطلب المثابرة للوصول للهدف والوقوف بقدمين ثابتتين، وهذا لا يكون إلا بتقييم ما تتلقاه من معارف ومعلومات من وسائل الإعلام المختلفة بما يدعم دورها في معايشة قضايا العصر والإنفتاح على العالم الخارجي، والحقيقة أن الدولة المصرية في الفترات الاخيرة أعطت للمراة دورا رياديا كبيرا، وأفسحت لها المجال حتي تعبر عن قدراتها وبدعم خاص من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل من عام 2017 عام المراة وبصيص الأمل لها لتنشيط كافة إمكانيتها والاستمرار في نجاحاتها، وكل هذه عوامل تعطي للمراة قوة شخصيه وفن اداره لتتعامل مع معوقات كثيرة في طريق نجاحها.
ولا ننكر دور التعليم في هذا المجال، حيث أنه كلما نالت المرأة قسطا أكبر من التعليم كلما كانت أكثر فهما وإدراكا ومقاومة للإيحاءات والتأثيرات السلبية، والتي قد ينقلها الاتصال بالعالم الخارجي ومقاومة الاضطهاد الثقافي لها باعتبارها عامل منافس للرجل خاصة في مجال العمل العام والتي قد تعطي فيه المرأة أكثر وتحقق نجاحاً يفوق الرجل في مجال العمل التطوعي والمبادرات الخيرية، الأمر الذي قد يثير مشاعر الغيرة والتنافسية مع بعض الرجال مع أن هذه هي مجالات تميز المرأة وهذا لا يعيب الرجل في شئ، ولكن يعلق البعض فشلهم علي نقطة واحدة لا تتغير هي أنها أمرأة ضعيفة لا تقدر علي القيادة، ولهذا الأمر نجد دور المرأة قليل في الجاليات وضعيف في العمل المجتمعي بالخارج.
وعلينا في هذه المرحلة استلهام تجارب الشعوب الأخرى التي استفادت بقدرات المرأة التي ساهمت في كل مجالات الحياة، تأكيدا أن الثورات في مصر قام بها الشباب والشابات، وهي مؤشر على القدرات الكامنة في الشعب المصري بالداخل والخارج.
فعليكي أيتها المرأة المصرية بالخارج دورا كبيرا في دعم قضايا بلدك بالداخل والخارج معا، فنحن نتكلم عن كيان غير منفصل فأنت إشارة بدء وبصيص نور لمصر الجديدة فلا تكلي ولا تملي ولا تستسلمي لهذا الواقع المرير، بل عليكي بمضاعفة الجهد لتحقيق هدف أسمى تؤمنين به ليجعلك الله سبباً لخدمة ولرفعة وطنك فلديك الكثير والكثير من الطاقات الكامنة التي يجب توظيفها لخدمة الوطن.