اليوم العالمي للغة الأم.. كيف أنقذت جماعة بنغالية لغات العالم من الانقراض؟
إيمان إبراهيم فهيم"Բազմազանություն،xilma-xillik، разнообразие، đa dạng، różnorodność،La diversite، diversided، diversity"، باللغات التسع السابقة كتبت كلمة التنوع، وبمئات اللغات المختلفة حول العالم تهدف اليونسكو في يوم 21 فبراير إلى الاحتفاء بواحد من أهم الأيام عالميًا، وهو اليوم العالمي للغة الأم ، فـ21 فبراير أحد أهم الأيام التي يركز فيها سكان العالم للتأكيد على اعتزازهم بلغتهم الأم و قبولهم المنفتح لمختلف اللغات والثقافات الأخرى.
فبينما يختزل النظر للغة كوسيلة للتعبير فقط من قيمتها الحقيقية، يؤكد هذا اليوم على قيمة أكبر وأسمى لتلك الوسيلة القادرة على تمكين الإنسان من فهم العالم ومن حوله، والتعرف على الأفكار المختلفة ونقل مشاعره الخاصة تجاه كل شيء، كما تعتبر اللغة أحد أقوى وسائل حفظ تراث الشعوب والأمم الملموس وغير الملموس، بالطريقة التي تحمل بها بين طياتها تقاليد الشعوب الثقافية والفكرية وتعبر بصورة واضحة عن مجتمعاتهم من خلالها.
فالبرجماتية الشديدة تظهر في مصطلحات اللغة الألمانية، في الوقت الذي تتماشى فيه أصوات الحروف في اللغة الكورية مع الآلات الموسيقية لحقبة جوسيون –الأمبراطورية الكورية القديمة– في عصر ما قبل عصر اختراع اللغة بشكلها الحالي، بينما يعبر جمع صيغ الشكر والتحيات في اللغة الأسبانية عن التحيز الإيجابي الذي يتحلى به مواطنو إسبانيا في نظرتهم للعالم وفقا لما ذكرته الأكاديمية الوطنية للعلوم، بحيث تغدو اللغة وسيلة أكثر تعبيرا عن ثقافات الشعوب بصورة لا يمكن تصورها.
كيف بدأ اليوم
ظهرت فكرة الاحتفال العالمي باللغة الأم على يد حركة اللغة البنغالية، وهي حركة سياسية ظهرت في بنغلاديش(عندما كانت تعرف قديما بباكستان الشرقية) بعدما تم تقسيم الهند إلى دولتين لكل منهما قيادة مستقلة، وتشكلت حكومة في إحدى الدولتين وهي حكومة باكستان ذات الأغلبية السكانية البنغالية التي عارضت فرض اللغة الأردية كلغة وطنية لما يعنيه ذلك من نسيانٍ للغتهم الأم-البنغالية- وطمس هويتهم الحضارية والثقافية.
قد صاحب إعلان القرار احتجاجات مستمرة من قبل الأغلبية البنغالية التي طالبت بالاحتفاظ بلغتها الأم، واستمر ضغط الحركة على الحكومة حتى أعلنت البنغالية لغة رسمية للبلاد، وقد كان لتاريخ نضال الحركة البنغالية دورا كبيرا في دفع اليونسكو لإعلان يوم 21 فبراير كيوم عالميا للغة الأم، تكريما لحق الإنسان في الاحتفاظ بلغته وهويته المرتبطة بها.
إعلانه دوليا
بدأ العالم في الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم عام 2000، بعدما أدركت منظمة اليونسكو أهمية تعزيز مبدأ التنوع اللغوي عالميًا ردًا على التهديد الذي تتعرض له العديد من اللغات بما قد يسبب اندثارها، فقد بينت احصاءات اليونسكو أن نسبة 40% من سكان العالم لا يتلقون تعليمهم بلغة يفهمونها، بما يوضح أهمية التركيز على اللغة الأم كأساس لتعليم الأفراد خاصة في مراحل التعليم المبكرة، والحفاظ على مكانة اللغة الأم للمجتمع وضمان الاحتفاظ بما تحمله اللغة من هوية وتقاليد ثقافية على نحو مستدام.
موضوع العام
وتحدد منظمة اليونسكو موضوعًا مختلفا كل عام للاحتفال به في إطار اليوم العالمي للغة الأم، واختير موضوع " تعزيز التعدد اللغوي من أجل التعليم الشامل والاندماج في المجتمع" ليكون موضوع عام 2021، والذي يهدف للتركيز بصورة أساسية على تعزيز التنوع الثقافي و الأيدلوجي العالمي من خلال دعم اختلاف اللغات، إضافة إلى تشجيع المحافظة على جميع اللغات التي تستخدمها كل شعوب العالم، وإعادة التفكير في تطوير التعليم والتدريب في سياقات متعددة اللغات يتم فيها دمج اللغات الأم مع اللغات الأكثر انتشارًا عالميًا.