مصطفى وعلي أمين.. رحلة كفاح ”التوأم” في النهوض بـ”صاحبة الجلالة”
دينا عادليصادف اليوم الذكرى 107 لميلاد التوأم مصطفى وعلي أمين، واللذان يعتبرا من أبرز عمالقة الصحافة المصرية، فقد كان والدهما أمين أبو يوسف محاميًا كبيرًا وأمهما ابنة أخت الزعيم الراحل سعد زغلول، وبالتالي نشأ الطفلان وترعرعا في جو سياسي ببيت الأمة.
مصطفى أمين
سافر مصطفى أمين إلى أمريكا، ليدرس العلوم السياسية بجامعة جورجتاون، وبالفعل حصل على درجة الماجيستير في العلوم السياسية عام 1938، ثم عاد ليدرس الصحافة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لمدة 4 سنوات.
بداية العمل الصحفي
كانت الصحافة هي العشق الأول لمصطفى أمين وشقيقه علي أمين، فقد قدما معًا في البداية مجلة "الحقوق" وهم في سن الثمانِي سنوات، وقد اختصت هذه المجلة بنشر أخبار البيت.
ثم أصدرا مجلة "التلميذ" في عام 1928، وقاما فيها بمهاجمة الحكومة وانتقاد سياستها، ولذلك تم تعطيل إصدارها، ثم أصدرا بعدها مجلة "الأقلام" والتي تم إغلاقها أيضًا.
وبعد صدور مجلة "روز اليوسف" في عام 1925 انضم إليها مصطفى أمين في عام 1930، وبعدها بعام تم تعيينه نائبًا لرئيس تحريرها، وهو لا يزال طالبًا بالمرحلة الثانوية، وحرر بهذه المجلة أول باب ثابت له بعنوان "لا يا شيخ".
مصطفى أمين ومحمد التابعي
وحقق مصطفى أمين الكثير من التألق في مجال الصحافة، وانتقل بعد ذلك للعمل بمجلة "آخر ساعة" التي أسهها محمد التابعي عام 1934، وكان مصطفى أمين هو من اختار لها هذا الاسم.
وقدم مصطفى أمين، إحسان عبد القدوس لمحمد التابعي، بعد أن اختلف إحسان مع والدته فاطمة اليوسف، وترك مصطفى "آخر ساعة" ليذهب بعدها إلى "دار الهلال".
وأصدر بعدها عددًا من المجلات والصحف منها "مجلة الربيع" و"صدى الشرق" وغيرها من المجلات التي أوقفتها الحكومة، نظرًا للانتقادات التي توجهت إليها.
وكان مصطفى أمين عاشق للصحافة يحب مهنته ويتمتع بكل مميزات الصحفي الناجح، فقد كان يتصيد الأخبار ويبعثها للمجلة ويتمتع بقدر كبير من الإصرار والمثابرة، ويسعى وراء الخبر أينما كان.
وهو صاحب فكرة الاحتفال بعيد الأم في مصر، وذلك لشدة حبه لوالدته، كما كان له هو وشقيقه العديد من النشاطات الخيرية والاجتماعية، وقد نفذا معًا مشروعًا خيريًا أطلقا عليه "ليلة القدر".
نشأة أخبار اليوم
شهد عام 1944 مولد جريدة "أخبار اليوم" التي أسسها مصطفى وعلي أمين، وكانت هذه الجريدة بمثابة الحلم الذي تحقق لهما، فبعد أن استقال مصطفى من جريدة "الاثنين" أعلن عن رغبته في امتلاك دار صحفية على غرار الدور الصحفية الأوروبية.
وبالفعل ذهب مصطفى أمين إلى أحمد باشا رئيس الوزراء ليتحدث معه عن الصحيفة الجديدة، ويطلب منه الترخيص لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم "أخبار اليوم".
وسبق صدور الصحيفة حملة دعائية ضخمة تولتها جريدة "الأهرام"، وحققت الصحيفة انتشارًا هائلًا فقد تم توزيع عشرات النسخ منها مع صدور العدد الأول، وقام الأخوان بعد ذلك بشراء مجلة "آخر ساعة" عام 1946 من محمد التابعي.
الجانب السياسي من حياتهما
حكم على مصطفى أمين في عام 1939بالسجن لمدة 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ للعيب في ذات الأمير محمد علي ولي العهد، وقد ألغي الحكم عام 1942 في عهد وزارة مصطفى النحاس باشا.
وبدأت العلاقة بين سلطة 23 يوليو 1952 وبين جريدة "أخبار اليوم" بطريقة درامية، فقد تم اعتقال مصطفى وعلي أمين يوم الأربعاء 23 يوليو 1952، وخرجت العناصر المعادية للتوأم ول"أخبار اليوم"، وفي يوم 26 يوليو عام 1952 لم توجه لهما السلطة الجديدة أي اتهام وخرجوا يمارسون عملهم في أخبار اليوم.
ولن ينسى الناس ما قام به الكاتب الكبير مصطفى أمين مع مصطفى رشدي رئيس تحرير "الوفد" أثناء العدوان الثلاثي في أكتوبر عام 1956، فقد ظل رشدي في بورسعيد وجمع معدات التصوير وتسلل ليلًا في هيئة صياد وغاص في بحيرة المنزلة، ليصور أفلامًا تفضح العدوان الثلاثي.
وعندما عاد إلى دار أخبار اليوم في الفجر سلم الأفلام إلى الأستاذين مصطفى وعلي أمين، وطار مصطفى أمين بهذه الأفلام إلى كبرى صحف العالم لينشرونها ويفضح العدوان الثلاثي على مصر (إنجلترا وفرنسا وإسرائيل).
مصطفى أمين
كما أكد صلاح نصر في كتابه "عملاء الخيانة وحديث الإفك" الذي صدر عام 1975 أن مصطفى أمين كان جاسوسًا بالفعل، وشرح تفاصيل علاقته بالمخابرات الأمريكية، كما أوضح أن جهاز مكافحة التجسس كان يحتفظ بملف لمصطفى أمين حول علاقته بالمخابرات الأمريكية حتى قبل ثورة 1952.