خطورة اقتحام الكونجرس على العالم الثالث
مؤسس الاتحاد العالمى للمصريين بالخارج بهجت العبيدي
لا أظن أنه يوجد على كوكب الأرض شخص على درجة ولو بسيطة من الوعي، إلا ويتابع عن كثب ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية من أحداث بدأت بتشكيك الرئيس الأمريكي "الساقط" في الانتخابات التي جرت مؤخرا دونالد ترامب، في نتيجة تلك الانتخابات، زاعما أن هناك تلاعبا قد وقع فيها، مرورا بتهديداته باللجوء مرة للقضاء، ومرة أخرى بشحذ أنصاره للدفاع عن فوز مزعوم له في تلك الانتخابات، وصولا إلى الذروة حينما اقتحم أنصاره مقر الكونجرس الأمريكي، هذا الاقتحام الذي قضى تماما على أي ادعاء أو زعم أو حتى أمل للرئيس "الساقط" ليس في البقاء في البيت الأبيض، بل مجرد التواجد على ساحة العمل السياسي مستقبلا في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولن أدخل عميقا في تلك الأزمة الحادة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أني ممن يؤمنون أن هذه الدولة الكبيرة تمتلك من الآليات ولديها من المؤسسات ما يؤهلها، حتى ولو أثخنتها بعض الجراح في الحياة السياسية والعملية الديمقراطية، إلى تجاوز مثل هذه الأحداث، ذلك الذي أعلنت مثيلا له على إثر الأحداث التي لازمت مظاهرات السترات الصفراء في فرنسا، وأكدت في حينه أن مثل هذه المظاهرات لن تنال من البنية الراسخة للحياة السياسية والديمقراطية في بلاد الأنوار، وهو ما كان، وهو ما سيكون وسيصير في الولايات المتحدة، فهذا لا يساورني فيه شك.
اقرأ أيضاً
- وزير الإسكان: يعلن تنفيذ 6720 وحدة سكنية بمشروع JANNA للإسكان الفاخر
- القوى العاملة تبحث توفير فرص عمل لألمانيا
- وزارة قطاع الأعمال تكشف الموقف النهائي لشركة الحديد والصلب
- إنفوجراف| الحصاد الأسبوعي لمجلس الوزراء
- رئيس هيئة الأنفاق: ننتهي من «المونوريل» في هذا الموعد
- وزير المالية يعلن حجم خسائر الدولة بسبب كورونا
- الاتحاد الأفريقي يكرم السيسي لجهوده في إطلاق منطقة التجارة
- بايدن: اقتحام مبنى الكونجرس كان هجوما غير مسبوق على الديمقراطية
- بعد اقتحامه.. كيف يبدو ”الكونجرس” من الداخل؟
- بعد يوم دامٍ..الكونجرس يصدق رسميا على فوز ”بايدن” بـ”الرئاسة الأمريكية”
ولكن الذي أخشاه وأرى فيه خطورة، كل الخطورة، هو ما يمكن قراءته الآن، وهو أن تتخذ الدول المتخلفة: شعوب وحكومات مما حدث في أمريكا من اقتحام للكونجرس ذريعة لضرب فكرة الديمقراطية في مقتل، في تلك البلدان، التي هي لم تصل لممارسة الديمقراطية بعد، وبينها وبين تلك الممارسة الديمقراطية جسور عليها أن تعبرها، فالذي ألحظه، دون كثير عناء، من خلال متابعة مستمرة هو أن هناك محاولة مستميتة، والغريب أن هذه المحاولة ليست من النظم الحاكمة، بل من الشعوب، أقول أن هناك محاولة مستميتة لاختزال النظام الديمقراطي مرة فيما تم زعمه من تزوير في الانتخابات الرئاسية في أمريكا، وأخرى في تجاوز من قلة من أنصار ترامب، كما يتم اختزال حقوق الإنسان في مشهد فيه تجاوز من شرطي أمريكي أو غربي في حق مواطن، لنتخذ من هذا وذاك ذريعة للهجوم على الديمقراطية، بل وغرس فكرة رفضها في الأذهان، والتي هي النموذج الأفضل مهما اعتراها من نقص، ورفض لمبادئ حقوق الإنسان التي هي الإنجاز الأعظم لعصر النهضة ومن بعده عصر الأنوار ونتيجة لهما العصر الحديث بنهضته الإنسانية والتي لم يشهد التاريخ لها مثيلا.