المنتصر بالله.. ”مضحكاتي الريس” الذي اصطحبه مبارك في جولاته
نادية جمالفنان غزير الإنتاج، شارك فيما يقرب الـ 170 عملاً ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، اشتهر بخفة دمه الاستثنائية، فكانت هي مدخله لقلوب الأوساط الرفيعة في الدولة، كما كانت مدخله لقلوب الملايين وراء الشاشات على السواء، إنه الفنان "المنتصر بالله".
وفي ذكرى مولده يقف موقع "محطة مصر" على أهم محطاته..
اسمه بالكامل المنتصر بالله رياض عبد السيد، وُلد في الواحد والعشرين من فبراير عام 1950، أحب التمثيل منذ صغره وقرر دراسته، إلا أن القرار قوبل بالرفض من والديه، فالتحق بكلية الزراعة أولاً ثم إلى معهد الفنون المسرحية، فوازن بين رغبة والده وشغفه، وأتم درجة الماجستير في الفنون المسرحية عام 1977.
فؤاد المهندس
"بكرة العصر هتنهض مصر" .. "نموت ونحيا في حضن يحيى".. كانت هاتان الجملتان أول ما رددهما المنتصر بالله في أول وقوف له على خشبة المسرح، بعدما أوفى النجم الكبير "فؤاد المهندس" بوعده له وأعطاه دوراً في مسرحية "النجمة الفاتنة".
في حوار سابق له عن بداياته تحدث المنتصر بالله عن دور"فؤاد المهندس" في ولوجه للوسط الفني، فقال: "إنه كثيرًا ما ساعده في بداية مشواره، حيث قابله صدفة لأول مرة في مسرح "الزمالك" وأخبره إنه يحب التمثيل ويريد أن يمثل معه، يقول "قلتله خليني أمثل معاك ولو بنكلة"، فقال لي "تعالى بكرة المسرح وهديلك دور بتلاتة تعريفة"، وبالفعل ذهب المنتصر وتحصل على الدور، وبالرغم من إنه اقتصر على هاتين الجملتين فقط، إلا أن "المهندس" اقتنع به، واشترك معه في أعمال كثيرة وفي الفوازير، وفي فيلم "فيفا زلاطة".
أصدقائه في الوسط
كانت للمنتصر بالله صداقات كثيرة في الوسط الفني، ومواقف لا تُنسى مع أهم فنانيه فأثناء مشاركته في مسرحية "شارع محمد علي" رفض البعض وجوده ضمن فريقها، فما كان من "شريهان"، إلا أن هددت بالانسحاب والعدول عن الدور إذا تم الاستغناء عنه، ولإنها بطلة العمل الرئيسية استجابوا لها وشارك المنتصر في المسرحية.
كانت له علاقة قوية أيضًا بالراحل "أحمد زكي"، فيقول إن زكي كان دائماً ما يتردد عليه في منزله، ويطلب أكلاته المفضلة من زوجته الفنانة "عزيزة كساب"، وهو من علمه شرب "الملوخية في مج".
وفي حوار سابق له، تحدث النجم الراحل "فاروق الفيشاوي" عن علاقته بالمنتصر وكيف بدأت، قائلاً "كان في حاجة اسمها مسابقات الشركات المسرحية ودي مش موجودة دلوقتي، زمان طلعت ناس كتير، أنا كنت بمثل في شركة والمنتصر في شركة والصداقة جمعتنا"، مشيراً إلى إنه كان يحب الجلوس معه كثيرًا.
علاقته مع مبارك
أُطلق على المنتصر بالله لقب "مضحكاتي الريس"، نظرًا لكثرة الشائعات التي حامت حول علاقته بالرئيس الأسبق "حسني مبارك"، فكان بعضها صحيح وبعضها الآخر لا يخلو من المبالغات.
في حوار للفنان وصديق المنتصر "أحمد بدير"، قال إن الشائعات التي تناولت اصطحاب مبارك للمنتصر معه في جولاته غير صحيحة، حيث لم يلتقيا بمبارك غير مرة واحدة، أثناء زيارته لمدينة الإنتاج الإعلامي لافتتاحها، وقتها طلب بدير من مبارك أن يركب معه الطائرة ووافق الأخير، وهو ما جعل المنتصر يقول "ممكن واحد قبطي يركب الطيارة مع الريس"؟ فضحك مبارك.
لكن المنتصر يذكر لقاء آخر جمع بينهما، أثناء زيارة مبارك لـ"توشكى" استقل معه الطائرة، وأثناء وجودهما هناك وجده يمسك بسمكة كبيرة، أبدى المنتصر إعجابه بها، فقال له مبارك "خلاص خد لك اتنين وأنت مروح"، فرد عليه "طب أضمن منين إنهم مش هيحاسبوني على الوزن الزايد"؟ فضحك مبارك بشدة.
وختم المنتصر: بإنه في عيد ميلاد مبارك كان هو الفنان الوحيد الذي تتم دعوته مع كبار رجال الدولة والقوات المسلحة، ساخراً من الأقوال المتداولة بإنه رافق الرئيس في 225 رحلة جوية، قائلاً "ليه هو مبارك كان مقضيها كلها في الجو"؟
إلا إنه ذكر سابقاً عدم وقوف مبارك معه أثناء مرضه عام 2008، فلم يعرض عليه الأخير أي مساعدة، فقط تلقت أسرته مكالمة من "جمال مبارك" وسأل زوجته "عايزين حاجة"؟ فشكرته وانتهى الأمر عند ذلك.
مرضه ووفاته
في عام 2008 أصيب "المنتصر بالله" بجلطة في المخ، أفقدته القدرة على الحركة، واشتدت عليه في أيامه الأخيرة، وعلى إثر المرض أصيب بالاكتئاب، وابتعد عن الوسط الفني نتيجة إهمال عدد كبير من أصدقائه له وعدم سؤالهم عنه.
في مداخلة لها بيوليو 2020 ببرنامج "كل يوم" مع الإعلامية "بسمة وهبة"، عبرت عزيزة كساب، وزجة المنتصر بالله، عن أسفها من موقف الوسط الفني إزاء زوجها، وقالت: "زوجي فنان كبير وأصابه المرض منذ 12 عامًا، لم تهتم النقابة ولم تساهم هي أو النجوم الكبار في تكاليف علاجه"، وأضافت "هما مش بيسألوا عنه بس نشكر ربنا على الستر".
وفي يوم السادس وعشرين من سبتمبر من العام الماضي توفي المنتصر بالله في أحد مستشفيات مدينة "الإسكندرية"، نعته وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، قائلة: إنه "تميز بأسلوب خاص في الأداء وتفوق في التعبير عن الشخصيات التي جسدها وكان بمثابة كلمة السر في نجاح الأعمال التي شارك فيها".
أشهر أعماله
اشتهر المنتصر بالله بأعمال كثيرة، ولم تقتصر أدواره على الكوميديا فقط، حيث جسد شريحة عريضة من الشخصيات ونوّع في اختيار أدواره.
من أشهر أعماله السينمائية "أسوار المدابغ"، "التحدي"، "الحدق يفهم"، "الزمن الصعب"، "الشيطانة التي أحبتني".
وفي الدراما قدم "بدارة"، "أنا وأنت وبابا في المشمش"، "حقاً إنها عائلة سعيدة"، "لم أمشي طريق الأمس"، "أبناء ولكن"، "أيام المنيرة"، "أرابيسك"، "آن الأوان"، "ماكو فكة"، "عيون"، "الدنيا لما تلف".
وفي المسرح حيث كانت بداياته مع فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" وقدم بعدهم "شارع محمد علي"، "حضرة السادة العيال"، "علشان خاطر عيونك"، "العالمة باشا"، "عائلة سعيدة جداً"، وغيرهم.