”فرحة ” فيلم أردني يعيد القضية الفلسطينية الي سيرتها الأولي
أحمد النجارخلال السنوات الأخيرة حققت السينما الأردنية طفرات وقفزات كبيرة وأصبحت تتصدر منصات الجوائز في مهرجانات السينما
العربية والعالمية .
بالأمس كان الموعد مع واحد من الأفلام الأردنية الجديدة في أول عرض عربي له بمهرجان البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية وهو فيلم فرحة أول الأفلام الروائية الطويلة لمخرجتة دارين سلام بعد أكثر من تجربة قصيرة
الفيلم تدور أحداثه خلال العام 1948 وهو عام النكبة الذي شهد إحتلال العدو الصهيوني للأراضي العربية الفلسطينية .
الأحداث عن قصة حقيقية لفتاة تدعي فرحة عمرها 14 عاما تعيش مع والدها وزوجته بإحدي قري بيت لحم وتحلم بالإنتقال الي المدينة لتتلقي تعليمها وسط أجواء تمنع الفتيات من إستكمال تعليمهن وتزويجهن في سن مبكرة . أمام إصرارها يستجيب الوالد لحلمها وفي اليوم الذي تتسلم فيه شهادة التسجيل بالمدرسة تتعرض القرية للقصف فيترك السكان منازلهم وأرضهم هربا من نيران مدفعية المحتل فيعمل الوالد علي تهريب فرحة مع أحد أقاربه لكنها تترك السيارة التي ستنقلها بعيدا عن القصف وتصر علي البقاء الي جوار والدها الذي يضطر الي إخفائها داخل سرداب فتبدأ متابعة مايجري بالخارج من خلال فتحة صغيرة في حائط السرداب أو الغرفة فتشاهد وحشية العدو وهو يغتال أفراد أسرة كاملة من زوج وزوجة وأطفال وتحاول فرحة الخروج من سجنها داخل الغرفة وبالفعل تنجح عندما تجد الأسلحة داخل أكياس الغلال التي يخفيها والدها داخل بدرون المنزل
الفيلم مدته 93 دقيقة منها مالايقل من 50 دقيقة كاملة داخل السرداب لايظهر فيها سوي فرحة بمشاعرها المختلفة مع مجريات الأحداث بالخارج ويحسب للمخرجة نجاحها في الحفاظ علي الإيقاع طوال هذه المدة التي لم نشعر خلالها بلحظة ملل واحدة وهو تحدي صعب جدا بالنسبة للمخرج لكن دارين نجحت فيه بتميز شديد
صعوبة الفيلم لم تثني مخرجته وهي مؤلفته أيضا عن قرارها في الإستعانة بفتاة تخوض تجربة التمثيل لأول مرة وإختارت كرم طاهر لتلعب الدور ببراعة الي جانب مجموعة كبيرة من الممثلين المحترفين مثل النجم الفلسطيني علي سليمان والفنان أشرف برهوم وسميرة الأسير
الفيلم من أوائل الأفلام التي يدعمها صندوق الأفلام الأردنية وصندوق البحر الأحمر السينمائي
خلال السنوات الماضية قدمت السينما الأردنية أكثر من عمل عن القضية الفلسطينية منها فيلم 200 متر للمخرج أمين نايفة الذي حصل علي العديد من الجوائز الدولية منها أكثر من جائزة من مهرجان الجونة واليوم تطرح القضية الفلسطينية من منظور جديد من خلال فيلم فرحة أتصور أنه سيكون له مردودا فنيا وسياسيا كبيرا خاصة وأن عدد كبيرمن المراسلين والنقاد الأجانب حرصوا علي حضور العرض العربي الأول للفيلم بعد الجدل الذي أثاره خلال عرضه مؤخرا بمهرجان تورنتو لتواصل السينما الأردنية به وبأفلامها التي قدمتها في الفترة الأخيرة كتابة سطور جديدة ومضيئة في تاريخها الفني