No land's man؟.. سؤال عن أزمة الأقليات والهوية
أحمد فرغلي رضوانمن بين أفلام العروض الخاصة بالدورة 43 لمهرجان القاهرة شاهدت فيلم no land's man أو رجل بلا وطن وهو عن أزمة قديمة لم تنتهي عن الأقليات ومعانتهم في أوطانهم أو في أي مكان آخر يرحلون إليه، أو كما قال مخرج الفيلم مصطفى سرور فاروق الفيلم يناقش أننا نخلق عالم نكره فيه الأشخاص على حسب هويتهم وليست شخصياتهم، وأن هذا العالم قاسي جدا، و أزيد أن العالم يشتد قساوة مع التغييرات التي تطرأ.
الفيلم تدور أحداثه ما بين باكستان ونيويورك وسيدني وتبدو مشكلة الأقليات الدينية في قارة أسيا متصاعدة وما نسمعه او تنقله وكالات الأنباء أقل من الحقيقة، ويحاول الفيلم إلقاء الضوء على مشكلة طائفة "الأحمديين" المنتشرة ما بين الهند وباكستان.
اقرأ أيضاً
نهاية فيلم no land's man كانت مفاجئة للكثيرين حيث صور الشرطة في أستراليا القارة الهادئة التي تعتبر من دول حقوق الإنسان تتصرف مثل أكثر الدول القمعية في العالم الثالث! تعتقل وتعذب وتقتل! الفيلم اختار مدينتين عالميتين البطل يتنقل بينهما للبحث عن حياة جديدة، نيويورك البداية مع أزمة الهوية وإخفاء حقيقة هويته حتى يعيش في سلام ورغم ذلك تراقبه الشرطة بوضع الأسورة المعدنية واستخدمها المخرج بشكل كوميدي ساخر في عدد من المشاهد، ونهايته المأساوية كانت في سيدني على يد الشرطة هناك بعد تعذيبه حتى الموت! هي أزمة شائكة للأقليات في العالم وأيضا داخل نفس الدولة في قارة أسيا التي ارتفع صراخ بعض الأقليات بصوت مسموع في السنوات الأخيرة.
البطل يدعى نافين ومنذ البداية خائف من العالم الجديد فيضطر للكذب بتغيير اسمه وديانته كل شيء عن هويته الحقيقية من أجل أن يشعر بسلام وطمأنينة في العيش مع الآخر، وخاصة الفتاة التي أحبها.
الفيلم يلخص أزمة الأقليات في العالم في أحد مشاهده المهمة عندما يقول البطل لعائلته في باكستان بعد مواجهات طائفية يجب أن نبحث عن أرض جديدة نعيش فيها! حيث تعتبرهم باكستان مواطنون من الدرجة الثانية وليسوا مسلمين.
الفيلم جيد وتميز عنصر الموسيقى أي آل رحمان منذ البداية والتمثيل أيضا البطل نواز الدين صديقي قدم أداء جيد، والبطلة ميجان ميتشل جسدت مشهد النهاية بأداء ممتاز ومؤثر جدا.
اللافت أن المخرج قال العمل على خروج هذا الفيلم استغرق نحو 11 عاما بسبب التعديلات على السيناريو وعدم وضوح الفكرة ! وكذلك بسبب التغييرات العالمية.