هل ينجح ”كورونا” في حل النزاعات بالمناطق المشتعلة؟
أحمد عبد التوابرغم المعاناة التي يعيشها العالم بسبب جائحة كورونا، إلا أن هذا الوباء اللعين استطاع أن يوحد صفوف العالم على قلب رجل واحد لمواجهته والقضاء عليه، بعدما تعاونت الدول لصناعة لقاح لهذا الفيروس، بعيدًا عن المنازعات والخلافات والسياسات.
كورونا ووقف إطلاق النار
فيروس كورونا الذي أغرق العالم في أزمة عالمية، على نطاق متعدد الأبعاد، من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وانهيار أسعار النفط، والتباعد الاجتماعي، وغيرها..
ولكن ربما يستطيع هذا الفيروس اللعين أن يحل ما فشل فيه الزعماء والحكماء على مر التاريخ، بوقف إطلاق النار في مناطق النزاعات على مستوى العالم، بهدف التمكين من تطعيم سكانها من فيروس كورونا.
الحروب الإقليمية وجدول الأعمال العالمية
الكثير من الدول تشهد نزاعات وقتالا وحروبًا منذ زمن، ولا سيما في اليمن والصومال وإثيوبيا وسوريا وليبيا والعراق وأفغانستان وغيرها من المناطق المشتعلة.
فلا تزال الحروب الإقليمية قضيةً شائكة على جدول الأعمال العالمية، وما يدور من صراع بين القوى الإقليمية في اليمن، وبين الجميع في سوريا، وبين القبائل في ليبيا.
الوباء ينتشر في المناطق المتنازعة
الوباء في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها من المناطق المشتعلة، درجة إصابته أقل من الدول الكبرى والقوى العظمى مثل أمريكا والدول الأوروبية والغربية. ولكن عدد المصابين في هذه الدول في النمو، ويقترب من حدود قدراتها القصوى لهذه البلدان، التي أضعفتها سنوات الحرب والتدخلات الخارجية.
هناك كثير من الأمور المشتركة بين هذه الدول، مما يثير قلق المنظمات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، ولجنة الصليب الأحمر الدولية والوكالات الإنسانية غير الحكومية.
الصليب الأحمر يحذر
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان رسمي، قائلة: "في البلدان التي تمزقها النزاعات، سيكون التعامل مع عدوى فيروس كورونا مستحيلًا -من الناحية العملية- ما لم تنتقل الحكومات والمنظمات الإنسانية إلى عمل مشترك فوري".
بريطانيا تأخذ مبادرة وقف إطلاق النار
بريطانيا أخذت المبادرة وطرحت، اليوم الأربعاء، في مجلس الأمن مشروع قرار يقضي بإعلان وقف إطلاق النار في مناطق النزاعات على مستوى العالم، بهدف التمكين من تطعيم سكانها من فيروس كورونا المستجد.
توحيد الصفوف في مجلس الأمن
حكومة المملكة المتحدة، حثت الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن على توحيد صفوفهم ودعم إقرار هذا المشروع على وجه السرعة، مشددة على أن هذه المبادرة تتيح فرصة حقيقية لتوزيع اللقاحات على أشد المجتمعات ضعفًا على مستوى العالم، وذلك حسب بيان صادر عن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الذي ترأس اجتماع مجلس الأمن، اليوم الأربعاء.
هدنات إقليمية
وزير الخارجية البريطاني أشار إلى أن الهدنات الإقليمية ستحظى بأهمية قصوى للتمكين من تطعيم السكان المحليين من كورونا، ما يتيح الحد من تفشي الوباء على مستوى العالم أيضا، قائلا: "لدينا واجب أخلاقي للتصرف وضرورة استراتيجية للمضي قدما معا لدحر هذا الفيروس".
خطر الإقصاء من حملات التطعيم
ولفت إلى أن أكثر من 160 مليون شخص يواجهون خطر الإقصاء من حملات التطعيم ضد كورونا، بسبب عدم الاستقرار والنزاعات المسلحة في مناطقهم، لاسيما في اليمن وجنوب السودان والصومال وإثيوبيا.
وأكد أن بريطانيا تصر أيضا على ضرورة زيارة تمويل برنامج الأمم المتحدة الخاص بالتعامل مع الجائحة ومنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع.