”ليس النفط أغلى من الدم العربي”.. الشيخ زايد ومواقف لا تنسى في حب مصر
محمود الصادقيوافق اليوم الثلاثاء 2 نوفمبر، ذكرى وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حكيم العرب الذي أسس دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي أحب مصر حبًا لا يوصف فأعطاها الكثير ودعمها ف مواقف عديدة سجلها التاريخ.
الشيخ زايد نشأة قاسية
اقرأ أيضاً
- غادة والي تبحث مع الإمارات سبل مكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات
- الشركة المنظمة لمعسكر الزمالك تكشف مواعيد الوديات واحتفالية الدوري في الامارات
- «خلاف على شقة».. تفاصيل بلاغ زوجة الفنان مظهر أبو النجا
- بعد رفضه الاستقالة.. كيف يتفاعل لبنان مع أزمة تصريحات قرداحي ضد السعودية؟
- عاجل | جورج قرداحي: لن استقيل من الحكومة اللبنانية
- بعد تزكيته لرئاسة نادي الشيخ زايد.. ”الهواري” يعلن قائمته الانتخابية
- وزير الداخلية اللبناني: حريصون على أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب
- عاجل | رئيس الوزراء يصل دبي لتفقد الجناح المصري في معرض «إكسبو 2020»
- رئيس الحكومة اللبنانية يرفض تصريحات جورج قرداحي حول ”اعتداء سعودي على اليمن”
- تباين في عدد إصابات ووفيات كورونا اليومية بالدول العربية
- الامارات : إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء مصر خطوة تاريخية وقرار يدشن مرحلة تعزيز البناء والتنمية والازدهار
- سفراء السعودية والبحرين والامارات يقومون بجولة سياحية في مناطق القاهرة الفاطمية
في طفولته تلقى الشيخ زايد، مبادئ العلوم والمعارف على يد عالم دين والذى كان يسمى آنذاك "المطوع"، فحفظ القرآن الكريم وتعلم أصول الدين، وكان لنشأته في مدينة العين ومحيطها الصحراوي القاسى أثراً واضحاً فى تكوين شخصيته؛ إذ كان يتسم بسعة الصدر ونفاذ البصيرة وطول البال والحكمة، وهو ما كان سببًا في تسميته بـ "حكيم العرب".
تولى الشيخ زايد منصب ممثل الحاكم فى المنطقة الشرقية عام ١٩٤٦، حيث انخرط بشكل مباشر بالشئون الحكومية وبدأ يمارس تجربته فى الحكم من مدينة العين.
وخلال عامين تحول إلى شخصية نافذة وقوية فى المنطقة تتميز بالحزم والإرادة والتصميم، كما برز كمستمع ومصلح ووسيط فى حل النزاعات، وهى الصفة التى لازمته طوال فترة حكمه، ليصبح لاحقاً خير من يساهم فى حل الخلافات إقليمياً وعربياً ودولياً.
وبعد نجاحه في إطلاق عجلة تطوير مدينة العين في الخمسينيات بالرغم من قلة الموارد، تولى الشيخ زايد حكم إمارة أبوظبي في أغسطس عام ١٩٦٦، ووضعها على طريق النمو المستدام والتنمية حيث يضرب بها وبدولة الإمارات المثل اليوم فى المنطقة كلّها.
وصية الشيخ زايد لمصر
قبل وفاته أوصى الشيخ زايد، أو زايد الخير، أبناءه بمصر، قائلًا: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائى بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر.. وهذه وصيتى، أكرّرها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هى القلب، وإذا توقف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة".
مواقف خالدة
وحول علاقته وحبه لمصر كشف المفكر الإماراتي على محمد الشرفاء الحمادي، أن الشيخ زايد كان يعتبر الدولة المصرية هي المظلة الوحيدة للعالم العربي، وقائدته للتقدم.
وقال الشرفاء، الذي كان عمل مديرًا لديوان رئيس دولة الإمارات فى التسعينيات: "أكتب شهادتي للتاريخ، حول رجل اقتربت منه وعرفته، وشهدت على إخلاصه وحبه وعشقه الوطني لمصر، أتحدث عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعن محطات مضيئة عشتها معه، تؤكد أنه يستحق عن جدارة لقب حكيم العرب، ولعل ذاكرتى تستدعى أنه أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب فى الكويت عام ١٩٧٣ سألنى الشيخ زايد، ماذا كانت نتائج المؤتمر؟! فأجبته: قرروا تخفيض إنتاج البترول ٥% فقط، فاكفهر وجهه، وطلب منى أن أتصل بوزير البترول الإماراتى الدكتور مانع العتيبة، وقمت بتوصيله تليفونيا مع الوزير وسمعته يأمره بعقد مؤتمر صحفى فورا، يعلن فيه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقطع البترول بالكامل عن الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية التى تساند إسرائيل، ثم قال مقولته الشهيرة: ليس النفط العربى بأغلى من الدم العربي، وبعد الإعلان عن هذا القرار توالت قرارات الدول العربية، وهنا أذكر أنه فى مؤتمر قمة دول الأوبك فى الجزائر عام ١٩٧٥ فى كلمة الافتتاحية، أشاد الرئيس بوميدين بموقف الشيخ زايد البطولى بقطع البترول، وكان ذلك بحضور الرؤساء والملوك".
مساندة السادات بعد كامب ديفيد
وأضاف "الشرفاء"، فى مؤتمر بغداد ١٩٧٦ – ١٩٧٧: "كانت تتم مناقشة موضوع اتفاقية كامب ديفيد، واقترح الشيخ زايد عدم اتخاذ أي إجراء ضد مصر وضد السادات إلا بعد اختيار ثلاثة من الرؤساء بالمؤتمر، للقيام بزيارة الرئيس السادات والاطلاع على قراره بشأن الاتفاقية، فإذا كانت فى صالح مصر والعرب، فنحن معه، وإن كانت عكس ذلك، فسوف يتم الحوار فى كيفية معالجة الموقف، واقترح أن يكون الرؤساء الذين يذهبون إلى السادات، هم، الملك حسين، والأمير فهد بن عبد العزيز، والشيخ زايد".
وأضاف: "ولأن هناك قوى داخل هذا المؤتمر كانت لا تريد لمصر أن تبقى فى الصدارة للعالم العربى، فقد تم تخصيص مستوى الوفد من الرؤساء وإلى درجة وزراء الخارجية، منهم وزير خارجية الإمارات أحمد خليفة السويدى وغيرهم، وحملوهم برسالة للرئيس السادات، وأثناء ذهابى إلى وزير خارجية الإمارات لتوصيله إلى المطار، كانت الإذاعات العربية تذيع نص الرسالة لإفشال المهمة، ولذلك عندما وصلوا إلى المطار بالقاهرة لم يجدوا أحدًا في استقبالهم، وقضى على المهمة قبل أن تبدأ".
وتابع: "ومن بين الشهادات التى يجب توثيقها أيضا، أن الشيخ زايد كان دائما يقول: إن مصر يجب ألا تتحمل المسئولية كاملة تجاه القضية الفلسطينية، لكن نحن ندعو إلى توحيد الصف الفلسطينى ونقف جميعا خلفه، فهو كان يعتبر مصر المظلة الوحيدة للعالم العربى، وهى التى تقود الأمة العربية نحو التطور والرقى".
دعم متواصل
ولم ينقطع دعم الإمارات لمصر على مدار الزمن، وكان آخر دعم قدمته بعد 30 يونيو، فالإمارات كانت على رأس الدول العربية التى أيدت الثورة المصرية، وبادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة 3 مليارات دولار، فى إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت 12 مليار دولار.
كما واصلت الإمارات دعمها للاقتصاد المصري بعد توقيع اتفاقية مساعدات خلال شهر أكتوبر 2013، بقيمة 4 مليارات و900 دولار، شملت منحة بقيمة مليار دولار وتوفير كميات من الوقود لمصر بقيمة مليار دولار أخرى، إضافة إلى المشاركة فى تنفيذ عدد من المشروعات التنموية فى قطاعات اقتصادية أساسية فى مصر، من بينها بناء 25 صومعة لتخزين القمح والحبوب، وإنشاء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية فى 18 محافظة، وبناء 100 مدرسة، إضافة إلى استكمال مجموعة من المشروعات فى مجالات الصرف الصحى والبنية التحتية.
ودائما كان يقول الشيخ زايد، أن ما تقوم به الإمارات نحو مصر، هو نقطة ماء فى بحر ما قامت به مصر نحو العرب.
مشروعات الشيخ زايد
وشارك زايد الخير، فى مرحلة بناء مدينة الشيخ زايد "٩٥٠٠ فدان"، والتى أهداها لمصر عام ١٩٩٥، بمنحة من صندوق أبو ظبى للتنمية، كما توجد مدينة جديدة فى المنصورة تحمل اسم الشيخ زايد أيضًا، وفى ٢٠١٠ تم الانتهاء من مشروع قناة الشيخ زايد، لنقل مياه النيل إلى الأراضى الصحراوية فى منطقة توشكى، وفى مستشفى الشيخ زايد يعالج المصريون، ويتعلّم أبناؤهم فى مدارس تحمل اسمه.