في ذكرى ميلاده.. المشير طنطاوي بطل من نوع خاص
محمود الصادقيوافق اليوم الأحد 31 أكتوبر ذكرى ميلاد البطل العسكري والقائد الراحل المشير محمد حسين طنطاوي، الذي شارك في العديد من المعارك العسكرية، والذي وصفته الصحف العالمية بأن بطل من طراز خاص.
ويستعرض موقع "محطة مصر نيوز"، أبرز المحطات في حياة المشير طنطاوي العسكرية.
اقرأ أيضاً
- في ذكرى عملية إيلات.. حينما أغرقت القوات المصرية مدمرة العدو الإسرائيلي
- المحرصاوي: حرب أكتوبر ملحمة وطنية أعادت للشعب المصري أرضه وحافظت على عرضه
- مخرج فيلم ”أميرة”: سعيد بردود الأفعال بعد حضور النجوم للعرض الخاص
- بحضور نجيب وسميح ساويرس... الجونة السينمائي يعقد اتفاقا مع شركة جديدة لتطوير فعالياته
- جمهور الجونة يصفق ٣ مرات لفيلم أميرة
- خبيرة تجميل تشيد بإطلالة ”صبا مبارك” في الجونة السينمائي
- في ذكرى ميلاده.. الشيخ عبدالحليم محمود الثائر الذي بشر بنصر أكتوبر
- شاهد.. إطلالة جريئة لصبا مبارك في مهرجان الجونة
- اللون الأبيض يتألق على السجادة الحمراء لمهرجان الجونة
- بحضور أمينة خليل.. «جيمناي أفريقيا» تبدأ جلستها بالجونة السينمائي
- فى ذكرى توليه الحكم .. حسني مبارك الرئيس الذي أبكى الملايين بخطابه الأخير
- خطاب الحرب في ملحمة العبور
نشأته
ولد المشير طنطاوي، يوم 31 أكتوبر عام 1935، في منطقة عابدين بوسط القاهرة لأسرة نوبية من أسوان، تعلم القرآن في الكتاب وواصل دراسته حتى حصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956، كما درس فى كلية القيادة والأركان عام 1971، وفى كلية الحرب العليا عام 1982.
حروبه
خاض المشير طنطاوي، 4 حروب دخلتها مصر ضد إسرائيل، فكان أحد أبطال حرب 56، وشارك في حرب النكسة سنة 1967، وبعدها فى حرب الاستنزاف، التي قال عنها إنها كانت فترة زاهرة في تاريخ القوات المسلحة المصرية، حيث كان الجيش يقاتل ويستعد ويعيد بناء القوات في نفس الوقت، فقد أعطت الحرب الجنود والضباط الثقة بالنفس، كما منحت الشعب الثقة فى الجيش.
قائد الكتيبة 16
وكان طنطاوي، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973المجيدة، حيث كان قائدًا للكتيبة 16 مشاة، التي حققت بطولات كبيرة خلال ملحمة عبور قناة السويس وتحرير سيناء، فقد دخل المشير طنطاوى في مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية وتحديدًا مع أرييل شارون أثناء حرب أكتوبر73، ففى يوم12 أكتوبر تم دفع إحدى الوحدات التي كان يقودها طنطاوى لتأمين الجانب الأيمن للفرقة لمسافة 3 كيلومترات، وكانت الفرقة قد تم إخراجها منها، وتمكنت الوحدة بقيادة طنطاوى من الاستيلاء على نقطة حصينة على الطرف الشمالى الشرقى من البحيرات المرة، وكان جنود هذه النقطة من الاسرائيليين قد اضطروا للهرب منها تحت جنح الظلام، وفي مساء يوم15 اكتوبر كان المقدم طنطاوى وقتها قائدا للكتيبة 16 مشاة التى احبطت عملية "الغزالة المطورة" الاسرائيلية, حيث تصدت بالمقاومة العنيفة لمجموعة شارون ضمن فرقتى مشاة ومدرعات مصريتين فى الضفة الشرقية، حدث هذا فى منطقة مزرعة الجلاء المعروفة باسم "المزرعة الصينية" حيث كبدت الكتيبة بقيادة العميد طنطاوى الاسرائيليين خسائر فادحة.
وتجلى ذكاء وتخطيط طنطاوى عندما هاجمته مدرعات العدو، عندها لم يكشف الرجل أوراقه، وقرر التحلى بالصبر، وكتم أنفاسه حتى آخر لحظة وحبس نيران مدفعيته لحين معاينة وتقدير القوة المعادية على الطبيعة، وفى اللحظة المناسبة انطلقت نيران أسلحته وقذائف مدفعيته.
وانطلق رجال كتيبته على مدرعات ومجنزرات العدو، فجعلوها أثراً بعد عين، وقد فشل هجوم العدو فى الوصول للقناة، وأخذ يبحث عن مكان آخر بعيداً عن رجال الفرقة 16 مشاة التى كان يقودها العميد عبدرب النبى حافظ والكتيبة 16 مشاة التى كان يقودها المقدم محمد حسين طنطاوى.
أما فرقتا شارون وآدن اللتان قامتا بالمجهود الرئيسى فى إحداث الثغرة ففقدتا أكثر من 500 جندى، بالإضافة إلى قتل ضباط الصفين الأول والثانى من قادة الألوية والسرايا، وهو ما اعترف به قادة إسرائيل فيما بعد، مؤكدين أن شراسة معارك الثغرة لم تحدث فى تاريخ الحروب بعد تلاحم المدرعات المصرية والإسرائيلية، وحرق المئات من العربات المدرعة والمجنزرات".
واختتم طنطاوى، حديثه عن حكايات أبطال أفراد الكتيبة بقوله: "كل همى أن أنا مرجعش ولا فرد من الأفراد اللى جم الموقع حى، تلك هى معركة من المعارك التى خاضتها الكتيبة منذ العبور حتى إيقاف اطلاق النار، يكفينا فخرًا أن الكتيبة لم تتكلف فى العبور إلا شهيدا واحدا وهو "عادل بصاروف".
هكذا روى البطل المشير محمد حسين طنطاوى جزءً من ملحمة جمعته مع أبطال القوات المسلحة على جبهة القتال حتى استطاعوا تحقيق النصر واسترداد سيناء الحبيبة بعد أن دنسها الاحتلال.
دوره في 25 يناير
وبعد أحداث ثورة 25 يناير، وبعد أن تنحى مبارك نتيجة للضغط والغضب الشعبى، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، وبموجب البيان الخامس الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، أصبح المشير"محمد حسين طنطاوى" الحاكم الفعلى لمصر عقب ثورة 25 يناير وممثلاً للجمهورية فى الداخل والخارج.
وفور تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير طنطاوى مسئولية السلطة فى البلاد، استطاع في وقت قصير الحفاظ على هيبة ومكانة القوات المسلحة المصرية فى العالم، وكان الضامن الأمين للتطور الديمقراطى فى مصر، لم لا وهو الرجل الذى يتمتع بثقة كبيرة فى الداخل والخارج، وألقى عليه أعباء عهد جديد على مصر والمنطقة، وقد نجح فى كل الاختبارات التى تعرض لها بنجاح منقطع النظير، ورغم كل محاولات الاستفزاز التى تعرض لها الرجل وتعرضت لها القوات المسلحة فى تلك الفترة الدقيقة الا أنه كان بمثابة حائط الصد و"القميص الواقى" الذى يتلقى الضربات عن الشعب.
مناصبه
شغل المشير طنطاوى مناصب قيادية عديدة في القوات المسلحة، حيث كان رئيسًا لهيئة العمليات وفرقة المشاة، كما شارك في العديد من الحروب القتالية منها حرب 1956 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، بالإضافة إلى حرب أكتوبر 1973 كقائد لوحدة مقاتلة بسلاح المشاة، وحصل بعد الحرب على نوط الشجاعة العسكرى ثم عمل عام 1975م ملحقاً عسكرياً لمصر فى باكستان وبعدها فى أفغانستان.
وفي عام 1987 تولى منصب قائد الجيش الثانى الميداني، ثم قائد قوات الحرس الجمهورى عام 1988 حتى أصبح قائدًا عامًا للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع عام 1991 برتبة فريق، وعقب شهر واحد أصدر الرئيس الأسبق مبارك قرارًا بترقيته إلى رتبة فريق أول، كما صدر قراراً جمهورياً بنهاية عام 1993 بترقيته إلى رتبة المشير ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربى.
نال المشير محمد حسين طنطاوى خلال مشواره العسكرى العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات منها وسام التحرير، ونوط الجلاء العسكرى، ونوط النصر، ونوط الشجاعة العسكري، ونوط التدريب، ونوط الخدمة الممتازة، ووسام الجمهورية التونسية، ووسام تحرير الكويت، ونوط المعركة، وميدالية تحرير الكويت، بالإضافة إلى ميدالية يوم الجيش.