الإعلام.. البيادق لا تحمي أحد
رشا سلامة"الاعلام مهنة عظيمة وليها جزاء كبير" بهذه الكلمات وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي رؤيته الخاصة للاعلام الذي يشمل في مجمله المكتوب والمرئي والمسموع، وذلك خلال مداخلته مع برنامج "يحدث في مصر" مع الاعلامي شريف عامر، لكن اي اعلام يقصده السيد الرئيس الذي يودي رسالته المقدسة لكي يجازى عليها من رب العالمين؟ هل هو اعلام "منى خلعت زوجها بوشاية من طنط زيزي"؟!.
بالتاكيد لا.. كل دولة قوية في عصرنا هذا لابد ان تمتلك جيشنا قويا من الاعلاميين يحمي حدودها المعلوماتية من اي هجوم سواء من عدو صريح او عدو خفي. لكن ماذا اذا كان هذا الجيش ضعيف من الموكد ستكون النتيجة هو اعلام طنط" زيزي" الذي تخلى عن كوادره المدربة المؤهلة لخوض اي حرب معلوماتية بما يمتلكونه من ثقافة ومعلومات ومتابعة دائمة لما سبق وما يحدث، والاعتماد على افراد كسالى يعتمدون على السوشيال ميديا ليستمدوا منها اخر الاخبار، لتختفي الاخبار الحصرية والانفرادات من الصدارة لتحل محلها التفاهات. لنعود بزمن الاعلام الي عهد تغطية حفلات يشمك هانم ألمظ وكاظم بيه شيرزاد التي تركز على سخافات وتفاهات طبقة لا تعبر عن المجتمع وعن يومياته، تبعد الناس عن الصورة ظنا منها انها ترضي بذلك الحاكم، وكان الحاكم وقتها لا يبحث ولا يهتم ولا يتابع لكن الوضع الان مختلف. فالرئيس يتابع الناس وردود فعلهم ويومياتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي يتفاعل ويصل ويتواصل مكونا لنفسه حلقة وصل بعيدة عن الإعلام، فاصبح الاعلام مجرد صدى صوت لحديث طويل بين الحاكم والشعب، لا دور لا تاثير لا قدرة على الفعل بكل أشكاله.
هذا النوع من الإعلام لا يبني دول ولا يقف حاميا لمكتسابتها وعقول شعبها منتقدا النماذج الفاسدة والتافهة وممتنعا عن تصديرها للصورة طوال الوقت. هذا النوع من الإعلام ببساطة ضعيف غير مسلح بالمعرفة والخبرة والقدرة التحليلية التي تقدم حلولا وتمد سواعدها لتقدم العون للحاكم والمحكوم، يضيء الأماكن المظلمة والمسكوت عنها، يكون يهجم قبل ان يدافع في حرب الصورة السياسية للدول أمام العالم، نحن نعيش في فراغ إعلامي نحتاج لاصحاب الانفرادات واصحاب الرؤى التحليلية والنقدية، حتى لا تصبح لوحة الشطرنج ناقصة فالبيادق لا ولاء لها وشعارها عاش الملك مات الملك.