أباحتها «الإفتاء» وحرمها كريمة.. المقابر الـ«دوبلكس» تثير الجدل من جديد
محمود الصادقحالة من الجدل أثارها الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، بعدما أفتى بعدم جواز دفن الموتى في مقابر أكثر من دورين، وهو ما أباحته دار الإفتاء المصرية في وقت سابق.
حكم المقابر الدوبلكس
وقال كريمة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أشرف شرف الدين، ببرنامج "حوار الخميس"، المذاع على فضائية "الحدث اليوم": "الميت عندما يدفن في التراب فهو بمثابة الطفل في الرحم، أما الميت في المقابر فسيوضع على طبقة أسمنت، وهذا ليس الأصل في الدفن، لأن قبر الإنسان بعد مماته له حرمة كحرمة داره في حياته".
اقرأ أيضاً
- بعد خلاف الفقهاء.. «الإفتاء» توضح حكم ظهور قدم المرأة في الصلاة
- هل الاستحمام يغني عن الوضوء؟ .. «الإفتاء» تجيب
- الإفتاء توضح حكم خلع النقاب لظروف مرضية
- الإفتاء توضح حكم الأولاد المحضونين في النفقة
- الإفتاء توضح حكم الهبة لبعض الأولاد دون البقية
- الإفتاء توضح حكم الدين في الزوجة النكدية
- ما حكم عمليات تحديد جنس الجنين ؟ .. «الإفتاء» تحسم الجدل
- ما حكم زوجة مريضة طلبها زوجها وامتنعت عنه ؟ .. «الإفتاء» تجيب
- «الإفتاء» توضح حكم اشتراط القائمة في عقد الزواج
- هل يجوز خروج الخاطب مع خطيبته؟
- ما حكم تهجير عائلة بسبب جريمة أحد أفرادها؟ .. «الإفتاء» تجيب
- الافتاء : زرع عضو من خنزير في جسم الإنسان من أجل العلاج يدخل في نطاق الضرورة ومباح شرعًا
وأضاف كريمة، أن البعض قد يبيح دفن الموتى في المقابر الدورين أو الثلاثة بحكم الضرورة، معقبًا: "لا توجد ضرورة لدفن الموتى في مقابر أكثر من دور، خاصة أن مساحة مصر شاسعة".
الإفتاء تجيز المقابر الدوبلكس
وفي وقت سابق قال الشيخ علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز بناء مقبرة ثانية فوق المقبرة الأولى في حال الضيق بشرط وضع الكثير من التراب، لامتصاص الرطوبة، ولكن هذا الأمر لا يجوز في حالة السعة والاختيار وجود الكثير من الأراضي.
وأوضح فخر في إجابته عن سؤال: ما حكم بناء دور ثاني في المقابر؟ وهل يجوز بناء دور ثاني بمقبرة لتجميع العظام بها؟، أنه من الأفضل في هذه المسألة قول يجوز ولا يجوز، فكلاهما صحيح بين حالتي السعة والضيق، بمعنى أنه إذا كانت الحالة فيها سعة واختيار، فلا ينبغي بناء دور ثاني للمقبرة.
ولفت فخر، إلى أنه في حال امتِلاء القبور يجب الدفن في قبور أخرى؛ لأنه لا يجوز الجمع بين أكثر من ميتٍ في القبر الواحد إلَّا للضرورة، ويجب الفصل بين الأموات بحاجِزٍ حتى ولو كانوا مِن جِنْسٍ واحد.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه إذا حصلت الضرورة فيُمكِن عملُ أدوارٍ داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطيةُ الميت القديم بقَبْوٍ مِن طوبٍ أو حجارةٍ لا تَمَسُّ جسمه ثم يوضع على القَبْو الترابُ ويُدفَن فوقَه الميتُ الجديد, وكذلك العظَّاماتُ، لا يُلجأ إليها إلَّا عند الضرورة التي لا تَندَفِع بغيرها، وذلك كلُّه بشرط التعامل بإكرامٍ واحترامٍ مع الموتى أو ما تَبقَّى مِنهم؛ لأن "حُرمة المسلم ميتًا كحُرمته حيًّا".
جائز مع ضيق الأرض
الدكتور جمال الهلفي، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بجامعة الأزهر، فرع مدينة دسوق، إن بناء دور ثاني للمقابر إذا كان بسبب ضيق الأرض، فإنه يعتبر جائز شرعًا، لأنه يعد حالة ضرورية، بشرط حدوثه بلا مفاخرة.
وأوضح الهلفي، أنه يجوز دفن أكثر من شخص في مقبرة واحدة، بشرط كثرة الموتى، كما جاء عن جابر ابن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يجمع بين الرجلين والثلاثة من قتلى غزوة أُحد في ثوب واحد، أي في قبر واحد.
وأوضح الهلفي، أن من تكريم الله للإنسان، مواراة جسده بشق في الأرض "لحد"، فإن كانت الأرض رخوة أو يكثر فيها الماء ولا تصلح للشق جاز الدفن على صفحها، ويبنى عليه بناء ليؤدي غرض الشق.